عندما (اشترك) فوزي القوقجي في ثورة عام 1936 في فلسطين، وحين اشتدادها وانتشارها طلب من الفلسطينيين انهاء ثورتهم اعتمادا على نداء الملوك والأمراء العرب دون ان يأخذ رأي أي من الفلسطينيين والذين كانوا ينظرون اليه كبطل عربي جاء ليعينهم على التصدي للعدو،وبسبب نجاح دوره هذا- الذي لم ينسه الحكام العرب ولا الأنجليز - ولقناعتهم بأنه سيسير حسب المشيئة وحسب المخطط الذي كتب على فلسطين من القريب والبعيد اجمعوا على اختياره للقيادة الميدانية لجيش الأنقاذ عام 1948. و منح من قبل الأمير عبد الله بن الحسين درجة الباشوية!.
بدأت بعد ذلك الأستعدادات لتعيينه قائدا عاما لجيش الأنقاذ العربي الذي تم الأعداد لتشكيله.
عندما تم أختياره عارض بعض القادة الفلسطينيين ممن يعرفونه كالحاج أمين الحسيني والقائد البطل عبد القادر الحسيني هذا الأختيار ووجهوا عدة نداءات كي لا يتم هذا الأ ان كل هذا ذهب ادراج الرياح.
قبل حرب 1948 طلبت منه مجموعة من الطيارين المصريين ان ينضموا له سرا للمشاركة في الحرب ووعدوه بأنهم مستعدون بتوفير 15 طائرة حربية حال استدعائهم بعد ن رفضت الحكومة المصرية مطلبهم، فقال لهم انه
سيستدعيهم عند المعركة الفاصلة! ولم يستدعهم بل أخبر السلطات المصرية عنهم!.
في شهر يناير من عام 1948 دخل جيش الأنقاذ العربي فلسطين لكن القائد فوزي القاوقجي لم يلحق به الا بعد ثلاثة اشهر، وقبل دخوله فلسطين اعلن انه حرك احد سراياه للقدس من اجل حمايتها بينما امر قائدها بالتوجه الى بيت جالا قرب بيت لحم! ولم تتحرك حتى احتلال القدس وقد عثر على قائد هذه السرية فاضل عبدالله مختبئا في حجرة بجانب المسجد الاقصى ومع ذلك امرته قيادة جيش الانقاذ (بتحريك) المجاهدين في القدس حيث ذاقوا منه كل الوان المرارة ورفعوا فيه شكاوى عديدة تصفه بالغباء والجبن وكثرة النوم!.
في 1 - 4 - 1948 اجتمع فوزي القاوقجي سرا مع جوش بالمون احد قادة الهاجناه واول رئيس للموساد في الكيان الصهيوني - فيما بعد - من اجل تنفيذ المخططات المعدة مسبقا عمليا،وقد جرى هذا الاجتماع في احراش قرية نور شمس، واتفقا فيه على ا ن يكونا معا، ضد فلسطين والفلسطينيين،وقد شكا بالمون للقاوقجي من المفتي امين الحسيني،فشن القاوقجي هجوما عنيفا على المفتي ورجاله، ثم ذكر بالمون الشيخ حسن سلامه وعبدالقادر الحسيني، فقال القاوقجي"ارجو منكم ان تعلموهم درسا لا ينسوه" ثم طلب القاوقجي من بالمون "نصرا تمثيليا واحدا" وانظروا كيف رد عليه بالمون:" نحن اليهود ان هاجمتنا كيفما كان سنرد عليك بالأسوأ، حتى هذا لا ارضى به "!!.
لذا اكتفى القاوقجي ان تكون انتصاراته من خلال بياناته والأذاعات والصحف العربية، وامثلة ذلك كثيرة؛كأعلانه انه دخل يافا وضرب تل ابيب واوقع فيها خسائر لا تحصى! او انه احتل هذه المستوطنة او تلك.
مع انه استطاع ان ينال بعض الانتصارات التمثيلية في النهاية؛بعد ان اثبت بانه؛مخلص فيما وعد به، ولا انكر بانه كانت هناك بعض الأنتصارت الحقيقية التي جاءت بناء على مخالفة الأوامر.
هذا بعض ما تم الكشف عنه من هذه المقابلة والتي جرت قبل ثلاثة ايام من عملية "نهشون" التي استمرت من 4 - 4 الى 15 - 4 - 1948؛ حيث شق فيها الصهاينة طريقهم الدموي نحو القدس، ولم يبخل القاوقجي عليهم بشيء فيها من سحب اسلحة الفلسطينيين الى قتل قادة الجهاد المقدس ومقاتليهم الى مذبحة دير ياسين الى تسليم القدس.
بدأت هذه العملية بضرب قواعد الشيخ حسن سلامة التابعة للجهاد المقدس في الرملة، وكانت من اكبر العقبات في وجه الصهاينة،وبالرغم من وجود كتيبة من جيش الأنقاذ؛الا انها رفضت التدخل بامر من القاوقجي.
في معركة مشمار هاعميك 4 ابريل 1948 والتي وسمت فوزي القوقجي بأعظم اوسمة الخيانة حين يحلل الهدف منها والذي لم يكن سوى التخلص من خيرة الشباب الفلسطيني والعربي الذين تطوعوا معه.
¥