كان الهدف مستعمرة مشمار هاعميك لكنه أمر بمهاجمة مستوطنة قربها ثم وجه القوات نحو المستعمرة والتي رغم تحصينها ورغم ان الصهاينة كانوا بالأنتظار الأ ان الشباب المجاهد استطاعوا التقدم ورغم خسائرهم الفادحة في الأرواح الا انهم لم يتراجعوا بل أوقعوا خسائر فادحة في العدو مما جعل فوزي القوقجي يطلب التفاوض! وأستمر التفاوض طويلا والأستعدادات الصهيونية تتوالى، حتى أن الصهاينة كانوا ينقلون قتلاهم في الشاحنات ويعودون بها مملوءة بالسلاح ليضعوها في اماكن متقدمة، والقوقجي يتفاوض!!
بعد ان استكملت الأستعدادات الصهيونية ,ماذا فعل؟
لقد قام بسحب عددا من المقاتلين لأضعاف القوة المتبقية لتسهيل أبادتها وقد أدعى ان معارك القسطل تحتاجهم وحتما لم يرسلهم هناك، بل انه بعد اتصال عبد القادر الحسيني به يرجو منه السلاح ,اتصل بجوش بالمون وطمأنه ان عبد القادر الحسيني يعاني من قلة السلاح وأن هذه فرصته التي لا تعوض فيه .. فكيف أذن سيساعد في انقاذ القسطل؟!
بعد سحب بعص القوات احيط بمن تبقوا من قبل الصهاينة وتمت أبادتهم. وفي المعارك البطولية التي حارب فيها أهالي لوبية الصهاينة والتي رفض جيش الإنقاذ التدخل فيها كان موقفهم من فوزي القاوقجي ان قدموا له عددا من المصفحات والسيارات التي غنموها من هذه المعارك والتي كان يعيدها للصهاينة بطرق مباشرة أو غير مباشرة. وذكر مصطفى الدواليبي ان القاوقجي سلم الصهاينة عددا من الدبابات.
هذه احدى البرقيات التي وجهت من آمر حامية يافا ميشيل العيسى الى فوزي القاوقجي يرجو منه ان يفعل شيئا لكن أي ضمير لديه، نذكرها كمثال على الصرخات التي كانت توجه اليه ولم يلتفت اليها مطلقا؟:
"عادل يترك المدينة دون تسليم ويرفض التسليم ـ قف ـ الحامية انهارت وأسلحتها تبددت، المدينة والحامية في حالة فوضى تامة وموقف عادل من هذا سلبي بل ربما ارتاح إليه ـ قف ـ نهب الجنود أمس متاجر متعددة لا تستطيع أي شخصية السيطرة على الموقف دون وجود جيش نظامي يدعمها ـ
قف ـ ثمانون بالمئة من الأهلين رحلوا وسيل الرحيل متواصل بشكل محزن ـ قف ...
وبرقية أخرى:
"الحامية بأسرها فرت كما فر القسم الأكبر من أجنادين ـ قف ـ اليهود يسيطرون على طريق يافا الرملة ـ قف ـ افران المدينة أوقفت العمل والأهلين ينهبون البيوت والمتاجر مع الجنود الفارين ولا توجد قوة تمنع هذا ـ قف ـ أطباء وموظفي المستشفيات لم يبق منهم سوى عشرين بالمئة. وحالة المرضى محزنة جداً ـ قف ـ نعاني صعوبات في ايجاد من يدفن الموتى ـ قف ـ ألح في طلب تعليمات صريحة واضحة مستعجلة "
وبماذا يجيب؟
وهو الذي يقبض ثمن الدم الفلسطيني من الأنجليز واليهود وحتما زعامات العرب،وهكذا سقطت مدينة يافا.
تراجع فوزي القاوقجي مع ما تبقى من قواته نحو الجليل، وهل ترك الشعب المنكوب في حاله،أبدا.
احتاجه الصهاينة مرة أخرى في عملية ابعاد الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون على الحدود على أمل الرجوع لوطنهم،،وكانت اكبر تجمعاتهم في قرية الحولا داخل الحدود اللبنانية فثمة عملية يحتاجها الصهاينة لأبعادهم للداخل فكانت مجزرة الحولا، في 22 - 10 1948 ورد من قائد الجليل الصهيوني موشيه كرمل ما يفيد بأن فوزي القاوقجي استولى على استحكامات قرب الحولا، وبعد ستة ايام اعلن القاوقجي بانه سيبدل قوات السرية التابعة لجيش الأنقاذ التي تقع قرب الحولا، وفعلا غادرت السرية بتاريخ 28 - 10 - 1948 و ودعها الفلسطينيون بالدموع فكانت تعني لهم الأمان بعد أن راوا ما رأوا في رحيلهم المر.
في 31 - 10 وصلت القوات ولكنها قوات صهيونية بلباس جيش الأنقاذ (العقال والكوفية) ,استقبلهم الفلسطينيون بفرح غامر على اعتقاد منهم انهم السرية البديلة لجيش الأنقاذ والتي سيطرت على المكان وجمعت 98 من الشباب الفلسطيني ووضعتهم في عدة بيوت ثم نسفتهم بالديناميت ثم فتشت عن الاحياء والذي عثروا عليه حيا تم قتله بالرصاص.
ليغادر بعدها فلسطين الى لبنان ثم الى سوريا في ظل مشاكل سياسية كبيرة كانت كلها مع اصدقاء الأمس وحتى ان بعض الشرفاء فكروا في اعتقاله الا أن الصورة التي ارتسمت في عقول الناس على انه بطل منعتهم من ذلك فطرد من سوريا سرا الى مسقط رأسه طرابلس حيث عاش أسوا سني عمره في حالة نفسية رهيبة وعزلة من الناس حتى توفي عام 1977.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 01 - 08, 03:03 م]ـ
الاخوة الاعزاء
شكرا على مروركم الكريم.
و فوائدكم القيمة
بارك الله فيكم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:01 ص]ـ
رأيت طرفان، ولم أر قصد السبيل
فأنا من المعرضين
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[12 - 01 - 08, 05:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى (محمد المبارك)
استمر بارك الله فيك
و ادفع عن هذا الدين
وعن تاريخ هذه الأمة المسلمة
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 01 - 08, 06:26 م]ـ
بارك الله فيك يا استاذنا العزيز.
وفقكم الله.
¥