و هذه كلمة قالها خطيب " محفل هنري الرابع ": ((و قد تأثرت الماسونية بدورها أمام هذا التصرف الذي يتماشى مع مبادئها و هدف إنشائها فقرَّر "محفل هنري الرابع"، إلى جانب آخرين، أن يوجِّه رسالة تهنئة إلى الأمير مع حلية كرمز تقدير))
[و لم يتأخر جواب الأمير أبداً و كان يحوي طلبًا صريحاً بالمسارَّة [الانضمام].و أدرك " محفل هنري الرابع" أهمية هذه المسارّة لمستقبل الماسونية في الشرق، فاستقبل الطلب بمبادرة عاجلة، و اهتم مباشرة بالسعي إلى تأمين وسائل تحقيقه. و كتبت رسالة أخرى إلى الأمير لاطلاعه على شروط المسارّة، و على الأسئلة التي يجب عليها. و قد أجاب بالطريقة الأكثر صراحة و وضوحا، بشكل أرضى " المحفل " الذي كلَّف الأخ فنيز Vennez و هو آنذاك المحترم صاحب " الرتبة الأولى " فيه أن يتفاهم مع " المشرق الأكبر " في فرنسة حول الطريقة التي يمكن إجراء هذه المسارّة فيها نظرا للعقبة الكبرى الناتجة عن غياب العضو المُستقبَل.
و رغب صاحب السمو الأمير "لوسيان مورا" أن يحقق للماسونية هذا الكسب المجيد فأعلن استعداده بكل طيبة خاطر لإجراء كل التسهيلات الممكنة لتحقيقه .. ]
و عند رفع المرشال " مانيان" Magnan إلى رتبة " الأستاذية الكبرى"، أراد المحفل متابعة مشروعه لضم الأمير عبد القادر إلى الماسونية، مع أن " محفل أهرمات مصر " بالاسكندرية لم يقطع اتصاله بعبد القادر بتشجيع من " محفل هنري الرابع" و تابع المساعي مع الأمير الموجود آنذاك في مكة أو المدينة.
(مميز و في جوان 1864 تم رسميا إجراء المسارّة مع الأمير و تنسيبه في الدرجة الأولى من محفل "أهرامات مصر".)
قال (مميز " نيكولو " Nicoullau خطيب محفل "الأهرامات")، شرق الاسكندرية (مصر) معبرا عن بهجته بانضمام الأمير عبد القادر: [إن أعجوبة الأخوة التي تمت اليوم يجب أن تعطي ثمارها! (مميز فالسيف الماسوني الذي عهدنا به إلى يدي أخينا الحبيب عبد القادر لن يكون أقل بريقا من سيف المحارب)؛ و يبدو لي أنني على ضوء نجمنا، و خلف شمسنا، نهارا جديدا يبزغ من أجل الشرق].
و أقيمت أيضا احتفالات متنوعة بمسارّة عبد القادر في الاسكندرية و باريس، و هذا مقطع من كلام خطيب " محفل هنري الرابع " بباريس حيث قال: [باعطائنا لمسارّة الأخ عبد القادر مثل هذا الدويّ، يجب أن نعلن هنا، قبل كل شيء، أننا لا نمجد أبدا الأمير وحده، أيا كانت فضائله و استحقاقاته التي يسرنا جميعا الاعتراف بها؛ فنحن كثيروا التشرب لمبدأ الماسونية الكبير الكافي الشافي ... و الماسونية، و هي تجمُّعُ رجال أحرار مستقيمين، أصدقاء للفضيلة و الإنسانية، تؤكد استحقاق الرجال بحيث تريد جيدا دعوتهم للمساهمة في عملها بمنحهم المسارّة ..
ما رأيناه في المسارّة التي كرّسناها اليوم بعد أن تابعنا طويلا اكتمالها، هو انغراز الماسونية في مهد الجهل و التعصب، إنه علَم التسامح يسلّم لأيد محترمة، و يُعهد به إلى ذراع أثبتت جدارتها، و رفعته، و الأمنية الأثيرة لدينا أن يرفع فوق أعلى مآذن المساجد مقابل راية الرسول.
يعتبر الأمير الماسوني، بالنسبة لنا الإسفين المنغرز في صخرة البربرية، إنه الفأس الموضوعة على جذر شجرة سم الجهل ذات الثمار المميتة، و الموجّهة لاقتلاعها في زمن قريب. و يمكن تقدير نتائج هذه المسارّة عندما نسمع إجابات الأمير على الأسئلة التي وجّهت إليه من قبلنا عن هذا الموضوع من جهة ..
و إذا كنا قد تحدثنا عن الطاقة التي تميز الأمير، و التي نعتمد عليها لنجاح مهمتنا التي غدت من الآن فصاعدا مهمته، فلأننا نعلم كم ستكون هذه الطاقة ضرورية أمام المقاومات التي لن تتأخر في إبدائها المعتقدات الباطلة المستندة إلى تقاليد بربرية ... و سنعمل من أجل مساعدته على تامين مراسلات منتظمة و مستمرة معه، نطلعه خلالها على أعمالنا، و بقدر الإمكان على سير الماسونية في العالم و إذا تلطف " مهندس الكون الأعظم بدعم جهوده و جهودنا، فسنرى أخيرا الشرق ينفض أكفانه، و يخرج كما " أليعازر " من قبره، و يولد من جديد مليئا بالحيوية من أجل الحياة الأخلاقية و الحضارة. هو ذا السبب، أيها الأخوة الزائرون الأعزاء، هو ذا لماذا وجد محفل " هنري الرابع "، أن من واجبه الاحتفال بهذه المسارّة كحدث واعد بمستقبل زاهر للماسونية ... ]] انتهى النقل
قلت: مع العلم أن " المعلم الأكبر الأقليمي " للماسونية كان يُعارض قبول المسلمين!!!
هذا ما وصلت إليه يدي من وثائق في هذه العجالة، و سأتناول هذا الموضوع في المرة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ بتفصيل أخرى دونَّها من بحثوا في الموضوع و اهتموا به؛ تجلي حقيقة تاريخ الأمير عبد القادر و ماسونيته المستورة!
و لا يغيب عنا دوره في جمع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية و طلبته بالأثمان الغالية، و تجميعها ثم حرقها في دمشق بمؤازة كل من يهمه إتلاف تراث أهل السنة و الجماعة! و هذا الفعل قد اشتهر عنه عند علماء الشام السلفيين، و عنهم ذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في أحد مجالسه!
و الله أعلم، و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم
(كتبه
أبوعبدالله همَّام بن محمد الجزائري
ـعفا الله تعالى عنه بمنه و كرمه ـ
الجزائر: الأحد 28صفر 1425هـ) شكرا لك ... بارك الله فيك ...
¥