[أمير حريملاء لقرابة نصف قرن و مستشار الإمامين]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - 08 - 07, 04:57 ص]ـ
أمير حريملاء لقرابة نصف قرن
و مستشار الإمامين
تركي بن عبدالله و فيصل بن تركي:
الأمير حمد المبارك
هو حمد بن مبارك بن عبدالرحمن بن حسن بن عبدالرحمن بن عبدلله بن حسن بن راشد آل حمد الرباعي البشري العنزي رحمه الله تعالى، أحد أفراد دهره شجاعة وعقلا وحزما.
تولَّى أمارة حريملاء سنة 1234هـ، فابتدأ ببناء سورٍ على البلدة يجمع السكان القاطنين داخل أسوار البلدة السابقة و خارجها، و يضمُّ مساحةً من المزارع توفِّر للسكان الغذاء في فترات إحكام الحصار على المدينة، وذلك بعد أن اشتدَّ الهجوم الخارجي على حريملاء [1].
و يسمَّى سور حمد المبارك "بسور الجماعة"، و يبلغ محيطه 155 متراً، و تبلغ مساحة حوزته 155688 متراً مربعاً، و يحيط بسور العقدة، و يتوسط حوز حامي "أبي ريشة "، و قد ارتبط ببناء سور الجماعة نشوء حيين جديدين داخل السور الجديد هما حي " الشهواني " في شمال البلدة و غصيبة في جنوبها، و ذلك في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري) [2]
(ويبلغ ارتفاع السور سبعة أمتار، وتتخلله ثلاث عشرة مربعة، وكان يوجد به خمسة مداخل رئيسية هي: دروازة غصيبة، ودروازة الحسيان، ودروازة المقيبرة، ودروازة البريج، ودروازة الغواص، وقد هُدِم هذا السور على مراحل كان آخرها ما قامت به بلدية حريملاء سنة 1387هـ ولم يبق منه إلا أطلال متناثرة هنا وهناك وعدد من الأبراج كمربعة أم تييس) [3].
وقد استطاع حمد المبارك رحمه الله خلال تلك الفترة تجنيب بلدته الكثير من الصراعات التي انتشرت في نجد خلال فترة الاضطراب السياسي التي تَلَت سقوط الدولة السعودية الأولى، و قبيل قيام الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله.
في عهد الإمام تركي بن عبدالله:
ـ في عام 1239هـ، و ضمن جهود الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ـ رحمه الله تعالى في جهاده المبارك لإعادة تكوين و توطيد أركان الدولة السعودية، والتي انقضت فترتُها الأولى بسقوط الدرعية، سارَ الإمام تركي ـ رحمه الله ـ من المجمعة قاصداً حريملاء، فخرجَ إليه رئيس البلد حمد بن مبارك الراشد وكان رجلا عاقلا ـ، وبايعَه على دينِ الله ورسوله والسمعِ والطاعة وصالحَهُ على نخيلِ الراشد وما كان بأيديهم و ولايةِ بلده، وذلك ليلة عيد النحر [4]، ووفَى له الإمام تركي رحمه الله بذلك.
وهذا نصًّ المُصَالحَة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من تركي بن عبدالله إلى حمد آل مبارك ورفاقه، سلامٌ عليكم و رحمةُ الله وبركاته، وبعدُ فأنا معطيكم وجهي وأمان الله على أموالكم وديرتكم، كذلك ما أحدث عبدالله من ركزٍ في نخيلكم فأنا مُمضيه لك يا حمد تبع لحلالك والسلام
حُرِّر في 6ذي القعدة 1339هـ[5].
ــــ وفي رمضان من سنة 1240هـ استنفر الإمام تركي بن عبدالله رعاياه من أهل الوشم وسدير والمحمل والعارض الأفلاج والفرع وغيرهم وسارَ بالجميع وقصد ناحية الخرج ونازل أهل بلد نعجان واستولى عليه، وظهر عليه رئيس بلد الدلم زقم بن زامل بدولته من أهل بلده، وحصل بينهم مناوشة قتال فانهزم زقم إلى بلده وقتل عليهم عدة رجال، ثم رحل تركي ونزل على البلد وحاصر أهلها أشد الحصار، ثم طلبوا الصلح فأرسل تركي إليهم حمد بن مبارك بن راشد رئيس بلد حريملاء، ودخل على زقم فانفصل بينهم الصلح أنَّهم يخرجون من قصرهم على رقابهم ويأخذ تركي ما بأيديهم من الحلقة وغيرها، واستولى تركي على البلد كلها وأخذ جميع ما كان لزقم من خيل وسلاح وأظهر زقم إلى الرياض. [6]
في عهد الإمام فيصل بن تركي:ـ
لمَّا رجعَ الإمام فيصل بن تركي رحمه الله من مصر عام 1259هـ كانت حريملاء محطةً لاجتماع قواته و مبايعيه لاسترداد ملك آبائه، فقدِمَ بلدَ حريملاء وأقام بها أياماً، و اجتمع به أخوه و ابن عمه و أتباعهم، و قدم عليه أمراء سدير و رؤساء العربان من السهول و العجمان و سبيع و غيرهم، و كَتبَ إلى ابن ثنيَّان يدعوه إلى المصالحة، فأبى إلاَّ الحرب، (فرحَل الإمام فيصل من بلد حُريملاء ورحل معهُ أميرُها حمد بن مبارك والشيخ محمد بن مقرن [7]، ومعهم جموع ٌ من أهل سدير والعُربان وغيرهم، وقصدَ منفوحة، وحاصروا ابن ثنيان
¥