تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 06:59 م]ـ

من صفاته وأخلاقه

أولا: رقة الطبع وسلامة القلب

قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله: «الشيخ أبو يعلى الزواوي إمام مسجد سيدي رمضان بالقصبة من عاصمة الجزائر علامة من كبار العلماء الأحرار، محقق، شجاع، سلفي العقيدة، طيب السريرة حميد السيرة، بليغ القلم سليم النية، غر كريم»، وقال فيه أيضا: «والملاحظة أن أبا يعلى عين رئيسا للجنة الدائمة بعد تأسيس الجمعية وابتعاد عمر إسماعيل عنها، وبقي وفيا لمبدئه شجاعا في مواقفه، عظيم النشاط في أعماله وكتاباته، وقد لقب في العلماء بشيخ الشباب وشاب الشيوخ، وكان يمتاز بشفقة وحنان على أمته، وكثيرا ما تسيل دمعته رحمة على البائسين».

ثانيا: التواضع للحق

وَرَدَ إليه سؤال عن حكم التوسعة على العيال في عاشوراء فأفتى بالجواز فرد عليه الشيخ عمر بن البسكري بجواب ننقل منه هذه الفقرات: «سيدي أحيط جنابكم أن الحديث المذكور يقول فيه حجة الإسلام ابن تيمية ما نصه حرفيا في كتابه منهاج السنة ج 4 ص 114: «وقد يروي كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء -غير الصوم – وفضل الاكتحال فيه والاغتسال والحديث والخضاب والمصافحة وتوسعة النفقة على العيال فيه ونحو ذلك، وليس في أحاديث عاشوراء حديث صحيح غير الصوم هكذا يقول حرفيا وتبعه تلميذه ابن القيم وابن رجب وغيرهم … هذا ومما زاد في تشجيعي على إسداء هذه الكلمة النصيحة لجنابكم قولكم حرفيا في العدد السابع عشر من البصائر: «وعلى كل حال فإنني لست ممن يقول لا أقبل النصيحة إلى أن قلتم بل إني أقبل النصيحة من أهلها بشرطها».

فكتب الشيخ جوابا رحب فيه بهذا الرد المؤدب والنصيحة الخالصة ختمه بقوله: «وإنه مما يجب التحري في الاستدلال بالحديث إلا إذا كان صحيحا وهو صواب لكنه صعب!! اللهم اغفر لنا ما قدمنا وأخرنا وألهمنا وألهم الأمة للصواب أن تتحفظ وتحذر من الوقوع في الكذب على نبيها والله المستعان وعليه التكلان».

ثالثا: الثقافة الواسعة

إن مما تميز به أبو يعلى الزواوي رحمه الله كثرة المطالعة وهي إحدى العوامل التي جعلته يكون أكثر تأليفا من غيره من أهل زمانه إضافة إلى التفرغ باعتباره كان إماما رسميا لمسجد مدة تفوق الثلاثين سنة، وهذه المطالعة قد ظهرت في كتاباته ومواضيع تأليفه فهو قد ألف في مواضيع مختلفة وفي قضايا شغلت الفكر الإسلامي في عصره: قضايا المرأة، قضايا الإصلاح، السبيل إلى تحكيم الشريعة، إصلاح نظم التعليم وغيرها من الموضوعات. وقد ظهر ذلك أيضا في المصادر المتنوعة التي اعتمد عليها في كتابه الإسلام الصحيح فقد فاقت الأربعين مرجعا ومصدرا، والذي يَلفت الانتباه هو مطالعته لكتب المخالفين فهو ينقل فضائح الطرقية من مصادر صوفية وينقل شهادة الكفار بالحق من كتبهم، وكان مطلعا حتى على كتب المستشرقين –وكان يحسن الفرنسية – كما نراه في رد الشيخ على النائب ابن جلول لما قال ردا على المصلحين: «رجوع الإسلام إلى أصله خطر على فرنسا» حيث سرد فيه جملة من كتبهم التي يظهر إطلاعه عليها.

رابعا: زهده في الدنيا

قال رحمه الله:» ومعلوم أني معدم مفتخر بأني معدم، والسبب في افتخاري ذلك أني خدمت الحكومة الفرنسية ست عشرة سنة في باريس والشام ومصر ولم أحصل إلا على قوتي اليومي، وذلك أني لست بخراج ولا ولاج، ومن عرفوني في تلك الأوطان يشهدون وكثير منهم بقيد الحياة «.

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 07:04 م]ـ

من عناصر فكره الإصلاحي

كما سبق أن أشرت إليه فقد تبنى المنهج السلفي وجاهد في سبيله دعوة وكتابة ونصرة لأهله وفيما يلي مقتطفات من كلامه تبين أهم الأفكار التي يدعو إليها.

أولا: الدعوة إلى الطريقة السلفية وذم علم الكلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير