[قصة عبد الرحمن بن حسان ورملة بنت معاوية هل صحت؟]
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:38 ص]ـ
دخل يزيد بن معاوية على أبيه مغضباً فقال له: إن عبد الرحمن بن حسان يشبب بابنتك رملة، قال: وما يقول فيها؟
قال: يقول:
وهي بيضاء مثل لؤلؤة الغواص ** صيغت من لؤلؤ مكنون
قال: صدق، قال: ويقول:
وإذا ما نسبتها لم تجدها في سناء ** من المكارم دون
قال: صدق أيضاً، قال: ويقول:
ثم خاصرتها إلى القبة الخضراء ** تمشي في مرمر مسنون
قال: كذب
قال: فهلا تبعث إليه من يأتيك برأسه؟
قال: يا بني لو فعلتُ ذلك لكان أشدَّ عليك، لأنه يكون سبباً للخوض في ذكره، فيُكثِرُ مُكثرٌ، ويزيدُ زائد، اضرب عن هذا صفحاً واطوِ دونه كشحاً.
وروي أنه لما شبّب برملة قال الناس لمعاوية: لو جعلته نكالاً!
فقال: لا، ولكن أداويه بغير ذلك، فلما وفد عليه - وكان يدخل في أخريات الناس - أجلسه على سرير معه وأقبل عليه بوجهه وحديثه، ثم قال له: ابنتي الأخرى عاتبة عليك، قال: في أي شيء؟ قال: في مدحك أختها وتركك إياها، قال: فلها العتبى وكرامة، أنا ذاكرها.
فلما شبب بها - ولم يكن لمعاوية ابنة غير رملة - علم الناس أنه كذب على الأولى لَّما ذكر الثانية.
هل هذه الرواية صحيحة عن معاوية رضي الله عنه؟
تعني أنّ معاوية الصحابي الجليل رضي الله عنه كان لا يغضب عند التّكلّم في عرضه؟
بحثت فيها فوجدت أن أكثر من نقلها نقل منها ومنهم القرطبي رحمه الل في الجامع الى قول معاوية رضي الله عنه: كذب.
أنا أعلم أن كتاب الأصفهاني كتاب كذب ودس وافتراء، لكن ولضيق وقتي بارك الله فيكم أحتاج الى من يسعفني بالطلب، الى من يثبت لي هل الرواية بكاملها صحيحة أم بكاملها باطلة أم أن جزءا منها الصحيح والباقي افتراء ووضع؟.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:12 م]ـ
أليس لها من أحد؟
ـ[ابو يوسف الشافعي المصري]ــــــــ[11 - 09 - 07, 11:17 ص]ـ
الأخ الكريم السائل
أولاً: ذكرت أن أغلب من ذكر القصة نقلها إلى أن قال معاوية كذب، وهذا والله ما يتوقعه ممن وصفه أبن عباس بالفقيه، فإنما الشعر مثله مثل سائر الكلام لا يثبت على صاحبه بشهادة الشهود العدول أو بالإقرار، فإن كان فيه ذكر للنساء مما يدخل تحت باب القذف أقيم الحد على الشاعر، ليس هذا الحد هو القتل، فهل يفترض من معاوية صاحب رسول الله وكاتب الوحي أن يقتل غيرة لعرضه أم يلجأ إلى شرع الله الواضح الصريح؟؟؟؟؟!!!!!
ثانياً: صرح صاحب طبقات فحول الشعراء أن هذه الأشعار التي تنسب في التشبيب برملة بنت معاوية إلى عبدالرحمن بن حسان منحولة مخترعة.
ثالثاً: حشد الأصفهاني لهذه الرواية عدة أسانيد وعدة صيغ فتارة يجعل بطلة القصة بنت معاوية ومرة أخرى جعلها أخته، وكل الأسانيد الذي ذكرها ضعيفة مهترئة لا تصمد للنقد.
و فيما يلي سنتعرض لروايتين للأصفهاني لنقف على مدى صدقها.
الرواية الأولى:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وحبيب بن نصر المهلبي قاللا: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا يحيى الزبيري قال حدثني ابن أبي زريق، قال: شبب عبد الرحمن بن حسان برملة بنت معاوية، فقال:
رمل هل تذكرين يوم غزال إذ قطعنا مسيرنا بالتمني
لإذ تقولين عمرك الله هل شيء وإن جل سوف يسليك عني
أم هل اطمعت منكم يا بن حسا ن كما قد أراك أطمعت مني
فبلغ ذلك يزيد بن معاوية، فغضب ودخل على معاوية، فقال: يا أمير المؤمنين، ألا ترى إلى هذا العلج من أهل يثرب، يتهكم بأعراضنا، ويشبب بنسائنا؟ فقال: ومن هو؟ قال: عبد الرحمن بن حسان. وأنشده ما قال.
فقال: يا يزيد؛ ليس العقوبة من أحد أقبح منها بذوي القدرة، ولكن أمهل حتى يقدم وفد الأنصار، ثم أذكرني به. فلما قدموا أذكره به. فلما دخلوا، قال: يا عبد الرحمن، ألم يبلغني أنك شببت برملة بنت أمير المؤمنين؟ قال: بلى، ولو عملت أن أحدا أشرف لشعري منها لذكرته. فقال: فأين أنت عن اختها هند? قال: وإن لها لأختا يقال لها هند؟ قال: نعم. وإنما أراد معاوية أن يشبب بهما جميعا، فيكذب نفسه.
الرواية الثانية
أخبرني الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني أبو يحيى الزهري قال: حدثني ابن أبي زريق قال: شبب عبد الرحمن بن حسان برملة بنت معاوية فقال:
رمل هل تذكرين يوم غزال إذ قطعنا مسيرنا بالتمني
إذ تقولين عمرك الله هل شي ء وإن جل سوف يسليك عني
أم هل اطمعت منكم بابن حسا ن كما قد أراك أطمعت مني
قال: قبلغ ذلك يزيد بن معاوية فغضب، فدخل على معاوية فقال: يا امير المؤمنين، ألا ترى إلى هذا العلج من اهل يثرب، يتهكم بأعراضنا ويشبب بنسائنا؟ قال: ومن هو؟ قال عبد الرحمن بن حسان، وأنشده ماقال، فقال: يايزيد ليست العقوبة من أحد أقبح منها من ذوي القدرة، ولكن امهل حتى يقدم وفد الأنصار ثم ذكرني. قال: فلما قدموا أذكره به، فلما دخلوا عليه قال: ياعبد الرحمن، ألم يبلغني أنك تشبب برملة بنت أمير المؤمنين؟ قال: بلى، ولوعلمت أن احد أشرف به شعري أشرف منها لذكرته. قال: وأين أنت عن أختها هند؟ قال: وإن لها لأختا؟ قال: نعم. قال: وإنما أراد معاوية أن يشبب بهما جميعا فيكذب نفسه.
أحمد بن عبد العزيز الجوهري من شيوخ الطبراني لم أقف له على جرح أو تعديل. عمر بن شبة، قال عنه الخطيب البغدادي ثقة. أبو يحي الزهري قاضي المالكية ببغداد أجاب المأمون إلي بدعة خلق القرآن، مجروح.
حبيب بن نصر المهلبي مجهول، ويحيي الزبيري كان نسابة ولم أقع عل جرح له ولا تعديل.
وكلا الروايتين تنتهي بابن أبي زريق وهو مجهول.
فهذه الأسايند التي ذكرها الأصفهاني لا تساوي شئ.
رابعاً: احب أن أنوه أن الأغاني للأصفهاني كتاب أدبي صرف لا يمكن الإستدلال به على التاريخ أو حتى الحياة الإجتماعية للمسلمين، ومن الخطأ الفاحش أن ننزله غير منزله.
¥