[عزة الإسلام والسنة في عهد السلطان محمود بن سبكتكين]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 09 - 07, 08:06 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
من سلاطين وملوك الإسلام الذين كان لهم دور عظيم في نشر الإسلام والسنة السلطان محمود الغزنوي المعروف بابن سبكتكين , وقد كان السلطان محمود الغزنوي في عهد الخليفة العباسي القادر بالله؛ وهذا الخليفة كان معظما للسنة على طريقة أهل الحديث وقد أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء.
القادر بالله
ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في ترجمة الخليفة القادر بالله
"كان من الستر والديانة ولإدامة التهجد بالليل وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه ,وكان قد صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أهل الحديث ,وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن , وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث.
تاريخ بغداد (4
38) وسير أعلام النبلاء (15
128)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة ,وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم وكذلك في أيام المتضد والمهدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم ,وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك.
مجموع الفتاوى (4
22)
وذكر ابن كثير رحمه الله:
وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة ,فقهاء المعتزلة فأظهروا الرجوع وتبرؤا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام ,وأخذت خطوطهم بذلك ,وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم , وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك ,واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم , ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر , وأبعد جميع طوائف أهل البدع ونفاهم عن ديارهم وصار ذلك سنة في الإسلام.
البداية والنهاية (12
6)
السلطان محمود بن سبكتكين
وأما السلطان محمود الغزنوي فكان على طريقة القادر بالله في نشر السنة ومحاربة أهل الاعتزال والرفض.
قال ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة عشرين وأربعمائة
وفي يوم الإثنين منها ثامن عشر رجب .. جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة , وفيه الرد على أهل البدع وتفسيق من قال بخلق القرآن وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبدالعزيز بن يحيى الكتاني من المناظرة ثم ختم القول بالمواعظ والقول بالمعروف والنهي عن المنكر , وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه.
وفي يوم الإثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المريسي والكتاني أيضا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضل الصحابة وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة وأخذت خطوطهم بموافقة ماسمعوه وعزل خطباء الشيعة وولي خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
البداية والنهاية (12
26)
وقال أبو إسماعيل الهروي عن السلطان محمود الغزنوي: قرأت كتاب محمود الأمير يحث فيه على كشف أستار هذه الطائفة والإفصاح بعيبهم ولعنهم حتى كان قد قال فيه: أنا ألعن من لايلعنهم فطار والله في الآفاق للحامدين كل مطار , وسار في المادحين كل مسار؛ لا ترى عاقلا إلا وهو ينسبه إلى متانة الدين وصلابته.
ذم الكلام (4
430)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بني جنسه كان الإسلام والسنة في مملكته أعز فإنه غزا المشركين من أهل الهند ونشر من العدل ما لم ينشره مثله فكانت السنة في أيامه ظاهرة والبدع في أيامه مقموعة.
مجموع الفتاوى (4
22)
وذكر الذهبي: أنه دخل ابن فورك على السلطام محمود الغزنوي
فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لأن لازم ذلك وصفه بالتحتية فمن جاز أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت.
¥