الفسطاط جزء من مدينة الفاهرة الحالية، قال المقريزى: " أعلم ان موضع الفسطاط يقال له اليوم مدينة مصر , كان فضاء ومزارع فيما بين النيل والجبل الشرقى الذى يعرف بالجبل المقطم , ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن يعرف اليوم بعضه بقصر الشمع وبالمعلقة , ينزل به شٍحُنة الروم المتولى على مصر من قبل القياصرة ملوك الروم عند مسيره من مدينة الإسكندرية , ويقيم فيه ما شاء , ثم يعود إلى دار الإمارة ومنزل الملك يالإسكندرية , وكان هذا الحصن مطلاً على النيل , وتصل السفن فى النيل إلى بابه الغربى الذى كان يعرف بـ باب الحديد ... ومنه ركب المقوقس فى السفن فى النيل من بابه الغربى حين غلبه المسلمون على الحصن المذكور وصار فيه إلى الجزيرة التى بإتجاه الحصن وهى التى تعرف اليوم بالروضة قبالة مصر وكان مقياس النيل بجانب الحصن) اهـ.
أنشأ عمرو بن العاص رضي الله عنه مدينه الفسطاط في مصر ـ بعد مراجعته لعمر رضي الله عنه ـ في الارض التى عسكر فيها والواقعه بين حصن بابليون وجبل المقطم 0 وعندما إستولى على الحصن وإستعد للرحيل للاسكندريه قام رجاله بفك الخيام فوجدوا عشا للحمام فوق خيمه عمرو00فقالو: ان خيمه الامير قد فرخ فوقها الحمام00فقال عمرو: لقد إحتمت بجوارنا حرام علينا ان نخون بها، وقد استجارت وتحصنت بحمانا أتركوا فسطاطى منصوبه لها الى ان يطير فراخها، والفسطاط"الخيمة "، فترك عمرا رجلا يحرس خيمته0ولما رجع من الاسكندريه بني هناك مدينه اطلق عليها اسم الفسطاط، و أنشأ بها مسجده المشهور "مسجد عمرو بن العاص" 21سنة هجرية = 642ميلادية بالفسطاط.
ـ وكان عمرو بن العاص هو أول من شرط الشرط و رتَّبها رضي الله.
خليج أمير المؤمنين "قناة السويس":
ومن عبقريّة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وصلُ البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بالإمكانيّات المحليّة البسيطة التي كانت معروفة في عصره، وإنجاز مشروعه بزمن قياسي جداًّ .... ، حتى أصبح صالحاً لمرور السفن.
ـ ففي شتاء عام 641 - 642 للميلاد و بعد أخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر الإذن من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بفتح قناة مائية بين بحر القلزم و بحر الروم ـ أي في مكانها الحالي الآن ـ حيث سميت قناة أمير المؤمنين،
قال القضاعي أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص عام الرمادة بحفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط فساقه من النيل إلى بحر القلزم فلم يأت عليه الحول حتى سارت فيه السفن وحمل فيه ما أراد من الطعام إلى مكّة والمدينة فنفع الله بذلك أهل الحرمين فسمّي خليج أمير المؤمنين، وذكر الكندي أنّه حفر في سنة 32 هجريّة وفرغ منه في ستة أشهر وجرت فيه السفن ووصلت إلى الحجاز في الشهر السابع، قال ولم يزل تحمل فيه الولاة إلى أن حمل فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ثم أضاعته الولاة بعد ذلك وسفت عليه الرمال فانقطع وصار منتهاه إلى ذنب التمساح من ناحية بطحاء القلزم.
وظلت القناة تقدم خدماتها لأهل مصر حتى عهد الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله، الذي ردمها لقطع الميرة و الامدادت المصرية عن ثورة "النفس الزكية" محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحجاز.
وأطلال هذا الخليج كانت باقية الى عهود متأخرة، و قد عناه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي بقوله:
قف بالخليج فإنه أشهى بقاع الأرض ربعاً
رقصت له الأغصان إذ أثنى الحمام عليه سجعاً
متعطّف كالأيم ذعراً حين خيف فضاق ذرعاً
وقال أيضا:
نزلنا بمصر وهي أحسن كاعب فقيدة مثل زانها كرم البعل
فلم أر أمضى من حسام خليجها يموج على إفرندها صدأ الطلّ
ـ وقد ذكرت بعض المصادر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه فكر في وصل البحرين الأبيض والأحمر، و لكن يبدو أن المراد قناة أخرى تُشَقُّ ما بين بحيرة التمساح وسط البرزخ بين مصر وسيناء إلى البحر المتوسط. غير أن المشروع ألغي لأسباب عسكرية حينها.
خلافة عثمان رضي الله عنه:
من أهم إنجازات عثمان بن عفان رضي الله عنه كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدأ بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ثم نسخه وارساله للأمصار.
ـ و فتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص.
¥