ـ و امتدت بذلك رقعة العالم الاسلامي، فبالتالي ودعت الحاجة بعد اتساع دولة الإسلام، وبلوغها شواطئ البحار، وبسط سيطرتها على جزر البحر الأبيض المتوسّط، وتعدّد أوجه النشاط التجاري في دولة مترامية الأطراف، إلى بناء أسطول إسلامي مؤهّل لتلبية متطلّبات نقل البضائع والحجّاج والمسافرين، وقادر على حماية ثغور الإسلام، وردّ غارات المعتدين، والمحافظة على أمن الملاحة البحريّة وحريّتها، وسلامة النقل على متن السفن التجاريّة التي تمخر البحار، ولبلوغ هذا الغرض شيّد المسلمون دور الصناعة، وكان الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي) أوّل من أمر بتشييد دار لصناعة السفن، و أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
معركة ذات الصواري:
تعتبر هذه المعركة إحدى أشهر الحملات البحريّة الإسلاميّة المظفّرة للأسطول الإسلامي، وكانت قد وقعت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي) سنة 34 هـ (655م) واشترك فيها أسطول الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان، وأسطول مصر بقيادة عبد الله بن أبي السرح، و من جانب الروم أسطولٌ بقيادة ملكهم (قسطنطين بن هرقل) وكان أسطوله يضم ستمائة قطعة بحريّة أو ألف سفينة، اقتتل الفريقان أشد القتال، فوق السفن المربوطة مع بعضها، وكانت الغلبة فيها والغنيمة للمسلمين على الروم، وكان من نتائجها: اكتشاف أهميّة الأسطول العربي، وزيادة العناية بصناعة السفن، وإشعار بيزنطة بأنّّ عاصمتها مهدّدة بالأسطول الإسلامي.
في عهد علي رضي الله عنه:
لم يكن عهد الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه عهدا مستقِراًّ لما كان فيه من خروج المحكِّمة و الحرورية، و ما كان فيه من الفتن، و ما جرت فيه من الكوائن، و لذلك فلم يتفرغ علي رضي الله عنه للفتوحات ـ التي شارك فيها قبل توليه الخلافة ـ و لا لكثير من الانجازات التنموية.
ـ و إن كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أول من خصص يوماً ينظر فيه في لمظالم.
ـ و علي رضي الله عنه هو واضع علم النحو ـ على المشهور عند اهل العلم ـ، فقد دخل أبو الأسود الدؤلي على علي رضي الله وكان يقرأ رقعة رسم فيها شيئاً من قواعد اللغة العربية فقال له: ما هذه؟ قال علي: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء يعني الأعاجم، فأردت أن أصنع شيئا يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود: الكلام على ثلاثة أضرب، اسم و فعل و حرف، و تلا عليه شيئا من أصول النحو، ثم قال له: انحُ هذا النحو.
كما كان لعلماء الصحابة رضي الله عنهم دور رئيسي و هام في نقل العلوم الاسلامية كالقراءات والتفسير و السنة النبوية و السيرة النبوية، وغير ذلك من العلوم الاسلامية و علوم اللغة العربية و أيام العرب مما لا يسمح مثل هذا المقال بالتعريج على بعض صفته.
هذا ما تيسر تسطيره، وأمكن تحبيره، و الموضوع يحتاج الى مزيد بحث و عناية، من اهل التاريخ و الدراية، فعلى الله قصد السبيل، هو حسبنا ونعم الوكيل، وبالله المستعان و عليه التكلان، وصلى الله و سلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[فيصل التميمي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 07:39 م]ـ
خليج أمير المؤمنين "قناة السويس":
"" ومن عبقريّة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وصلُ البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط ""
"" قال القضاعي أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص عام الرمادة بحفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط فساقه من النيل إلى بحر القلزم ""
"" وقد ذكرت بعض المصادر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه فكر في وصل البحرين الأبيض والأحمر ""
هل القناة بين النيل والبحر الأحمر أم بين البحر الأحمر والمتوسط؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 09 - 07, 12:18 ص]ـ
الذي يظهر ان هناك مشروعين يتعلقان بالقناة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الاول بين بحر الروم و بحر القلزم.
و هي قناة امير المؤمنين.
و الثاني بين النيل والبحر الاحمر،
و هو خليج امير المؤمنين الذي تم ردمه من قبل الخليفة المنصور.
انظر الرابط:
www.emdb.gov.eg/arabic/inside_a.aspx?main=suezcanal&level1=history - 22k -
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 09 - 07, 11:55 ص]ـ
ملحق (1)
الانجازات التنموية الرائدة
في عصر الخلافة الراشدة
نهر الأبُلَّة "بالبصرة":
لما بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه البصرة أمر أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أن يحتفر لأهلها نهرًا يسقون منه، فابتدأ الحفر من الإجانة وقاده ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة.
فصار طول نهر الابلة أربعة فراسخ.
ثم إنه انطمَّ منه ما بين البصرة وبثق الحيرى وذلك على قدر فرسخ من البصرة، فأعاده زياد بن أبي سفيان ـ حين كان على بيت مال و ديوان البصرة ايام ولاية عبد الله بن عامر بن كريز على البصرة من قبل عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ فأنفذ حفر نهر الابلة من حيث انطمَّ حتى بلغ به البصرة.
نهر معقل "بالبصرة ":
ثم رأى عمر رضي الله عنه ان يحفر لأهل البصرة نهرا آخر،فأمر أبا موسى بحفره، و أن يجريه على يد معقل بن يسار المزني رضي الله عنه، فاحتفره معقلٌ، فنسب إليه وسمِّي "نهر معقل"، و فيه المثل المشهور "اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل".
روى محمد بن سعد عن الواقدي وغيره أن عمر بن الخطاب أمر أبا موسى بحفر النهر الآخر وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه.