تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رد الملك عبد العزيز (الأول) على ترومان الرئيس الأمريكي .. بشأن قضية فلسطين]

ـ[الموسى]ــــــــ[11 - 09 - 07, 10:53 ص]ـ

من الرئيس ترومان إلى الملك عبد العزيز

القصر الأبيض واشنطن 10 فبراير سنة 1948م.

إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.

عزيزي الملك:

لعل من نافلة القول أن أذكّر جلالتكم بما يربط بلدينا من صلات المودة القديمة العهد القائمة على مبادئ العدل والحرية والرغبة الأكيدة في التعاون التام لصون السلام العالمي ولخير بني البشر قاطبة، تلك الصلات الأدبية التي وثقت عراها بعد ذلك المصالح الاقتصادية المتبادلة منذ تفضلتم فأذنتم لشركاتنا الكبرى بإقامة منشآتها العظيمة لاستغلال آبار البترول الغنية في بلادكم على أسس التعاون المثمر لخير البلدين.

فلا غرو يا صاحب الجلالة نتيجة لهذا الارتباط الوثيق بين بلدينا أن صار لكل ما ينتاب إحداهما من الأحداث الدولية سارها وضارها صداه البعيد في صاحبه.

وحيث إنه يهم هذه البلاد أن يستقر السلام في ربوع الشرق العربي الذي تربطه ببلادكم روابط الدين والتاريخ واللغة، وينتظم جميعها في جامعة الدول العربية، وحيث إن لشخصية دولتكم مكانها المرموق في هذه الجامعة وفي قلوب العرب جميعا، فقد عنّ لي أن استنجد بكم باسم السلام العالمي وباسم الإنسانية المعذبة لتسخدموا نفوذكم العظيم في وضع حد للحرب الأهلية الناشبة بالأرض المقدسة بين أهلها العرب واليهود, وذلك بأن تندبوا العرب إلى مسالمة مواطنيهم اليهود، فكفى ما أصابهم من الاضطهاد النازي وسياسة الإبادة التي اتبعها معهم طوال حكمه المشؤوم، مما أعتقد اعتقادا جازما بأن ذلك لا يرضيكم، فضلا على أن ما يقوم به العرب اليوم يعتبر تحديا صارخا لقرار هيئة الأمم المتحدة القاضي بتقسيم البلاد بين الفريقين، ومن ثم يعتبر عملا عدائيا موجها إلى جميع الدول المشتركة في الهيئة وفي مقدمتها بلادكم المجيدة.

وأخوف ما أخافه أن تضطر الدول المتحدة إلى إرسال قوات مسلحة لتأديب هؤلاء الخارجين على قرار هيئتها وتنفيذه بالقوة, بما في ذلك ما فيه من تعريض أرواح الألوف من بني جنسكم للموت، مما لا شك عندي أنه سيؤلمكم وسيؤلمني أيضا لألمكم، وإني لا أكتمكم أنني أخشى إذا تمادى هذا الحال أن يتكدر صفو العلاقات الطيبة بيننا، وتصاب مصالحنا المشتركة بأضرار بالغة، لأن شعب الولايات المتحدة شديد العطف على اليهود المنكوبين الذين قد خضعوا لقرار التقسيم على الرغم من عدم وفائه بكل مطالبهم، فجدير بالعرب ألا يكونوا أقل من اليهود رغبة في إقرار السلام، واحتراما لقرار الهيئة الدولية الموقرة.

إن التاريخ يا صاحب الجلالة ليترقب منكم أن تقوموا بعمل حاسم في هذا السبيل ليسجل في صفحاته أن الملك العربي عبد العزيز بن آل سعود قد استطاع بحكمته ونفوذه أن يقرَّ السلام في الأرض المقدسة فأنقذ بني جنسه العرب من وبال العقوبة العالمية، وساهم في الترفيه عن شعب إسرائيل المعذب المضطهد.

وتفضلوا جلالتكم بقبول تحياتي وتمنياتي الطيبة وخالص شكري سلفاً.

المخلص هاري ترومان/ رئيس الولايات المتحدة

ورد عليه الملك عبد العزيز بالرسالة الآتية:

من الملك عبد العزيز

إلى الرئيس ترومان

القصر الملكي الرياض 10/ ربيع الآخر سنة 1367هـ

إلى حضرة صاحب الفخامة الرئيس هاري ترومان رئيس جمهورية الولايات المتحدة.

عزيزي الرئيس:

تلقيت رسالتكم المؤرخة 10 فبراير الجاري، وأحطت بمضمونها علما، وإني مع شكري لفخامتكم على ما وجهتم إليّ فيها من عبارات المودة والمجاملة، لا يسعني إلا أن أصارحكم والصراحة من آدابنا المرعية بأنه ما كادت تتلى عليّ الرسالة حتى عجبت أشد العجب من أن يبلغ بكم الحرص على إحقاق باطل اليهود إلى حد أن تسيئوا الظن بملك عربي مثلي، لا تجهلون إخلاصه للعروبة والإسلام، فتطلبوا منه أن يناصر باطل الصهيونيين على حق قومه، ولكي تقدروا موقع هذا الطلب من نفوسنا فسأضرب لكم مثلا:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير