والمسلمون اليوم إذا أرادوا أن يكرروا هذه التجربة لا بد من تحقيق هذه الأمور الثلاثة
فلا بد من تصحيح للعقيدة فلا وساطة بيننا وبينه سبحانه , ولا قادر غيره ولا حاكم غيره ولا مقصود غيره ولا بد أن يتوجه المسلمون إلى هذا الأمر ولا سيما الدعاة حتى تتضح للناس العقيدة السليمة والصحيحة
إن هناك الكثير الكثير من المسلمين ما زلوا يأوون إلى القبور ويلتجؤون إليها , والكثير منهم مازال يأنس إلى الأبراج ويرى طلعه فيها.
إننا في الحقيقة لن ننتصر إلا بعقيدة الإسلام الصحيحة التي كان عليها رسول الله وصحابته الكرام.
ولا بد من إحياء دور المساجد لأنها الطريق المعبدة لنصر لا خيانة فيه ولا حسد فيه ولا محسوبيات فيه فهو نصر لله ونصر من أجل الله ونصر في سبيل الله
ولا بد من زيادة الترابط بين أفراد المسلمين حتى يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
2 – الهدف الواضح للمعركة:
عندما تكون الأهداف واضحة يجد الإنسان السبل للوصول لها وعندما تكون الأهداف طائشة يتشتت الإنسان في وسائله فيضيع ويضل.
فالمسلمون كان لهم هدف قريب هو استرداد بعض من حقوقهم ,ولما لم يفلحوا وفر أبو سفيان بالعير تحول الهدف للدفاع عن عقيدتهم ودينهم ونبيهم لما سمعوا قدوم قرش إليهم.
أما قريش فكانت أهدافها مجرد إظهار القوة ومجرد استعراض لها حتى إن النبي قال " لقد رمتكم قرش بفلذات أكبادها " وهذا الهدف الطائش عبر عنه زعيم الجهل أبو جهل عندما قيل له تعال نرجع فقد نجت العير والتجارة فقال: " و اللات و العزى لا نرجع حتى ننحر الجزور ونطعم الطعام وتغني لنا القيان فتسمع العرب بنا فلا يزالون يهابوننا "
هذه أهداف المسمين وهذه أهداف المشركين
واليوم لابد أن تكون أهداف المسلمين ضمن هذه الأهداف الواضحة حتى يكرروا تجربة النصر بإذن الله وحوله.
إن غزوة بدر تمثل تجربة النصر الأولى لدى المسلمين وهي تجربة فريدة من نوعها ,متميزة بتحضيرها ونتائجها وحتى الآن مازالت إشراقاتها في مكامن التاريخ فلا بد من دراستها الدراسة المتأنية والدقيقة حتى نكرر تجربة النصر بعون الله.
الرابط: http://saaid.net/Doat/brigawi/34.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[29 - 09 - 07, 10:11 ص]ـ
تعتبر السيرة النبوية بأحداثها وتفاصيلها مدرسة نبويّةً متكاملة، لما تحمله بين ثناياها من الدروس العظيمة والفوائد الجليلة، التي تلبّي احتياجات الناس وتحلّ مشاكلهم، وترسم لهم منهج التعامل مع مواقف الحياة ومجرياتها.
وغزوة بدر، هي إحدى الغزوات المليئة بالعظات والعبر، والمعاني والدلالات، فيحسن الوقوف أمام تلك التجربة لإلقاء الضوء على أحداثها واستخراج الفوائد من بين سطورها.
إن أبرز ما جاءت به غزوة بدر، تأكيد مبدأ الشورى، باعتباره مبدأً من مباديء الشريعة وأصلاً من أصول الحكم، وصورةً من صور التعاون على الخير، يحفظ توازن المجتمع، ويجسّد حقيقة المشاركة في الفكر والرأي، بما يخدم مصلحة الجميع.
فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو المؤيّد بالوحي - استشار أصاحبه في تلك الغزوة أربع مرّات، فاستشارهم حين الخروج لملاحقة العير، واستشارهم عندما علم بخروج قريشٍ للدفاع عن أموالها، واستشارهم عن أفضل المنازل في بدر، واستشارهم في موضوع الأسرى، وكلّ ذلك ليعلّم الأمة أن تداول أي فكرة وطرحها للنقاش يسهم في إثرائها وتوسيع أفقها، ويساعد كذلك على إعطاء حلول جديدة للنوازل الواقعة.
كما أقرّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بمبدأ آخر لا يقلّ أهمية عن سابقه، وهو تطبيق المساواة بين الجندي والقائد، ومشاركته لهم في الظروف المختلفة، يتّضح ذلك في إصراره عليه الصلاة والسلام على مشاركة أبي لبابة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في المشي وعدم الاستئثار بالراحلة.
¥