تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - دقليديانوس الذي قسم الإمبراطورية دولتين شرقية وغربية لكل منهما قيصر مستقل. حكم من 248 - 305 م.

3 - قسطنطين الأول مؤسس القسطنطينية ومعتنق النصرانية توفي سنة 327 م بعد مجمع نيقية بسنتين.

4 - هرقل حكم سنة 610 م وفتح المسلمون الأراضي المقدسة في عهده وودعها إلى الأبد.

مملكة الروم

في ذلك الجو القاتم من الاضطهاد كان أهل الكتاب ينتظرون المملكة الخامسة بفارغ الصبر، وكانوا يعلمون يقيناً أنها ستقوم على يد نبي آخر الزمان، المسمى عندهم "أركون السلام"، الذي على كتفه خاتم النبوة، والذي بشر به الأنبياء كلهم، حتى أن المهتدين من علمائهم جمعوا من سفر أشعياء وحده ثلاثين بشرى به ([3]) وكانوا يعرفون زمن بعثته بكثير من الدلائل النصية. والعلامات الكونية، ويترقبون تلك الدلائل العلامات حتى جاء اليوم الذي قال فيه الإمبراطور المتعبد العالم بدينهم "هرقل": ((قد ظهر ملك أمة الختان)) وأيقن بذلك وشهد وهو زعيم الكفر الكتابي لزعيم الكفر الأمي –أبي سفيان– ((بأن ملكه سيبلغ موضع قدميَّ)) كما ثبت في الحديث الصحيح المشهور.

وفعلاً قامت المملكة الربانية الخامسة وملكت موضع قدمي هرقل وغادر الشام وهو يقول: ((سلام عليكِ يا سورية، سلام لا لقاء بعده))!!

قامت فسحقت ممالك الوثنية وسيطرت على معظم المعمورة بالعدل والسلام وكانت مساحتها تزيد على مساحة القمر ودخل تحت لوائها من كل شعوب الأرض طوائف عظيمة وهنا فقط تفرق أهل الكتاب واختلفوا!!

) وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينةْ (

) وءاتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم (!!

فمنهم –وهم كثير جداً– من آمن واهتدى، ومنهم من كفر وذهبوا في كفرهم شيعاً لا حصر لها ولا يزالون يتكاثرون وينقسمون كما تتكاثر الجراثيم!!

ويهمنا هنا الإشارة إلى اختلافهم بشأن رؤيا دانيال الواضحة:-

لقد انقلبوا على أعقابهم! فبعد أن كانوا لا يختلفون أبداً في تأويل المملكة الرابعة (مملكة الروم) نراهم يتعسفون تأويلها، ويتعمدون تأجيلها أو تحويلها، أو على الأقل التعتيم عليها،كل ذلك تخلصاً وهروباً من الإقرار بالمملكة الأخيرة، على ما سبق إيضاحه في الفصل السابق.

وبلغ الأمر ذروته وعنفوانه في الحركة الأصولية " الصهيونية النصرانية ".

وقبل أن نعرض تأويلهم ومدى صحته نذكِّر بأن الرؤيا رسمت صورة بليغة لممالك الكفر التي تعبد الأصنام المنحوتة من دون الله تعالى، إن هذه الممالك هي بذاتها صنم له رأس وصدر وفخذ ورجلان وأصابع، صنم يجسد الوثنيات كلها لكي تتضح في المقابل صورة الجبل الذي ينتصب مكان الصنم.

رمز في منتهى البساطة وصورة في غاية الوضوح، وما فعله هؤلاء هو تشويه هائل لا يتسق مع الصورة بحال.

فهم -لكي يجعلوا الجبل هو الألفية عند نزول المسيح الثاني كما يعتقد النصارى أو مملكة داود العظمى التي يرأسها المسيح اليهودي كما يعتقد اليهود– قالوا: إن هناك فجوة في نبوءة دانيال، وجعلوها بين الساقين والقدمين!!! ومن المعلوم أن طول المسافة الزمنية بين رأس التمثال وساقيه أي بين مملكتي بابل والروم [من وفاة بختنصر إلى استيلاء تيطس على القدس] هو ستة قرون تقريباً لا أكثر.

وهذه الفجوة التي يفتعلونها بين الساق والقدم طولها ألفا سنة!!

والمصيبة أنها ستظل تطول حتى قيام الساعة فلنتخيل هذا التمثال الغريب الذي تطول الفجوة بين أعلاه وأسفله كل يوم!!

إنها صورة لا يصدقها العقل فضلاً عن أن يقبلها فنان أو يستحسنها ناظر.

وقد عرفنا لماذا افتعلوا هذه الفجوة فالسؤال إذن بماذا سدوا الفجوة؟

لقد انتزعوا " قطع غيار " شاذة من تمثال آخر وأرادوا إلحامها بالتمثال!!

إن هذا التزوير لم ينجح ولكنه بلا ريب ألقى ظلالاً من الضباب حول الرمز لابد من تجليته.

وجد هؤلاء أن لدانيال رؤيا أخرى – أو بالأصح في سفره رؤيا أخرى في الفصل السابع هي رؤيا الحيوانات الأربعة، فسرقوا الحيوان الرابع وركبوه في التمثال، مما يذكرنا بأكذوبة "بلتداون " التي ارتكبها بعض الداروينيين حين أراد سد الحلقة المفقودة في سلسلة التطور فركّب جمجمة من أعضاء إنسان وأعضاء قرد!!

والفرق أن الغش في الدين أعظم منه في أي شيء آخر!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير