تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن افتراض ذلك هو الخطأ المشترك بين هؤلاء وبين بعض الباحثين المسلمين أيضاً، والفرق أن هؤلاء لا يحسبون حساباً للمنطق والعقل وسنة الله في التاريخ، أما المسلمون فيبحثون غالباً عن سنن طبيعية لتفسير الأحداث ... المسلمون كمن يخطئ طريقه في النهار أما هؤلاء فكل سيرهم في الظلمات إلا بقايا من البصيص الباهت!!

لقد قلنا إن بيتز كاد أن يصيب الحقيقة، ولكي نساعد قراءه على إصابتها نورد لهم تلخيصه للأحداث كما سطره (ص213). مع حذف العناصر المشيحانية وإبقاء الموضوع في حدود المألوف، ونقرأ كلاماً بدونها فيكون هكذا:

((سوف تعود الإمبراطورية الرومانية إلى الوجود .. وستكون الكتلة اليهودية قد رجعت إلى أورشليم غالباً في عدم الإيمان (ونقول نحن بل قطعاً) ... وبينما هم في أورشليم إذا بقوة عظيمة تهدد ذلك الشعب الراجع، ولكي تتقي الكتلة اليهودية شر تلك القوة فإنها ... تعقد عهداً مع الرئيس العظيم الذي سيكون حاكماً للإمبراطورية الرومانية في عهدها الجديد ... إلا أن الحلف القائم بين الإمبراطور الروماني واليهود غير المؤمنين لا يمنع غزو الجيش ... الذي بسبب العبادة الوثنية القائمة في أورشليم في ذلك الوقت سيباغتهم كسيل جارف)) (213–214).

ولو أعدنا نحن كتابة الموضوع فسنقول ببساطة:

1 - دولة إسرائيل قرن صغير خرج من الروم من بين قرونهم الاستعمارية الكبرى وقد رجع إلى الأرض المقدسة غازياً مدنساً.

2 - الوحش أو الوحشان هما: الصهيونية ذات الوجهين أحدهما يهودي والآخر نصراني.

3 - اليهود عامة والصهيونيون خاصة هم دعاة الإلحاد والفساد في الأرض وأكثر أصحاب النظريات الإلحادية منهم: ماركس، وفرويد، ودوركايم، وفيشتة وأرلر، وماركوز، وهسّرل، وشيلر، وبرجسون، ومارتن بوبر.

4 - قيام رجسة الخراب في القدس هو احتلال اليهود لها واتخاذها عاصمة لحكمهم وهذا مما سنفصل الحديث عنه لاحقاً.

5 - الإمبراطورية الرومانية الجديدة هي الولايات المتحدة الأمريكية ويمكن أن يشتمل الاسم: الغرب كله وهنا تتداخل مع بابل الجديدة المذكورة في النبوءات الأخرى، وهي التنبين الذي أعطى الوحش القدرة والسلطان!! وسنرى نهاية هذا التنين مع نهاية رحسه الخراب في يوم غضب الرب.

6 - الجيش الآتي من الشمال أومن الشرق هم المجاهدون المسلمون ولهذا أيضاً تفصيله في فصل آتٍ من نبوءات أخرى!!.

وبقية القصة من التحالف والحرب وحلول غضب الرب لا إشكال فيها حينئذٍ!!.

إلا أنه لا بد من الإشارة إلى سبب آخر يوجب تعديل كلام بيتز، وهو أن التثليث الذي أفسد عقيدة هؤلاء قد أفسد عقولهم أيضاً، فهو في ص (211) ينسى كل ما قال ويؤكد أن الثلاثة الأشخاص الملقبين بالقرن الصغير والوحش والرئيس الإمبراطوري كلهم في الحقيقة شخص واحد!!!.

والمهم أن تغييراً ذا شأن لم يمس جوهر (السيناريو) وكل ما صنعناه هو تعديل أسماء شخصيات المسرحية!!.

والعنصر الأساس في المسرحية هو ((عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بلا إيمان)) بل بكفرهم القديم وإلحادهم الحديث، ومن هنا أقاموا على الأرض المباركة الطاهرة دولتهم التي سماها دانيال ((رجسة الخراب)) وهذا هو موضوع الفصل التالي.


([1]) انظر ابن كثير ((البداية والنهاية)): (1/ 40 - 42)؛ ((دلائل النبوة للبيهقي)): (1/ 381)، ((المصنف)) لابن أبي شيبة: (7/ 4)؛ و ((شفاء الصدور)) لمرعي الكرمي ص (336) تحقيق جمال حبيب.

([2]) المصدر: دوائر المعارف العالمية (حسب الأعلام) ومنها ((موسوعة كولومبيا))، ((موسوعة بارون))، ((الموسوعة العربية الميسرة)).

([3]) انظر كتاب: ((مسلمو أهل الكتاب ... )) ص (543–573) للدكتور محمد بن عبد الله السحيم.

([4]) أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)): (4/ 206)، والحارث ابن أبي أسامة كما في ((زوائد الهيثمي)): (2/ 713)، ونعيم بن حماد في ((الفتن): (2/ 479).

([5]) انظر كلمة (عدد) في: دراسات في الكتاب المقدس، تعريب معجم اللاهوت الكتابي.

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - 11 - 08, 12:51 ص]ـ
.................

ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[15 - 01 - 09, 04:03 م]ـ
هذا النقل من كتاب (يوم الغضب هل بدأ باتفاضة رجب) للشيخ الفاضل الجهبذ سفر الحوالي شفاه الله وعفاه

ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 01 - 09, 05:01 م]ـ
وله في الإسلام حادثة مشهورة رواها ابن إسحاق وابن أبي شيبة والبيهقي وابن أبي الدنيا وغيرهم، عن التابعين الذين شهدوا فتح "تستر" ومنهم أبو العالية ومطرف بن مالك، وفيها مما يهم موضوعنا هنا أن الجيش الإسلامي الفاتح وجدوا " دانيال وهو ميت على سرير لم يتغير منه شيء إلا شعيرات من قفاه، وعند رأسه مصحف فأخذوا المصحف فحملوه إلى عمر t فدعا له كعب الأحبار فنسخه بالعربية ((قال أبو العالية فأنا أول رجل قرأه -قال الراوي عنه-: فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائنٌ بعدُ)) ([1])!!.

هل صحت هذه الرواية
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير