تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد اللّه هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله- إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" قد يقول قائل ويتساءل متسائل: أليس الإسلام دين السلام؟ أليس الإسلام دين الرحمة فلم لا تحل القضية سلميًّا؟ وتجد من يسرع إليك بمناسبة وبغير مناسبة ليقرأ على مسامعك قول الحق جل وعلا ?وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا? الذي يردد هذه الآية يصنع تمامًا كما لو جئت أنا الآن لأقول لك إنني لن أصلي بعد ذلك فإن سألتني لماذا لا تصلي أقول لك الله يقول: ?لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ? ويقول ?فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ? فأنا لن أصلي ماذا فعلت أنا قطعت مراد الحق جل وعلا من سياقه فلم أكمل مراد الحق جل وعلا من كلامه ?لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى? ? فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) ? (الماعون) الذي يقول لنا وإن جنحوا للسلم فاجنح لها نسأله لماذا لا تقرأ على مسامعنا الآية السابقة لهذه الآية وإن جنحوا للسلم فاجنح لها آية رقم 61 من سورة الأنفال قبلها مباشرة وفي الآية رقم 60 من نفس السورة يقول الحق جل وعلا ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) ? بعد أن تمتلكوا القوة التي تحمي أعراضكم وتحمي دماءكم وتحمي مقدساتكم إن أراد أعداء الإسلام بعدها أن يجنحوا للسلم فأجنح لها أما الحديث عن السلام بعيد عن القوة التي تحميه فإن اسمه الحقيقي استسلام اسمه هوان هكذا سماه الحق جل وعلا وهو يحدثنا في خاتمة سورة القتال سورة محمد- صلى الله عليه وسلم-?فَلا تَهِنُوا- ما علامة هذا الهوان يا رب قال- وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ? وانظر إلى إعجاز الحق جل وعلا في كلامه وهو يرد على دعاوى المتخاذلين الذين يصدعون رؤوسنا ويصدعون أدمغتنا ليل نهار عن أن الميزان العسكري ليس في صالح المسلمين وأننا لا نملك من القوة والعتاد ما يكفل لنا مواجهة هؤلاء وأن أي تفكير في مواجهة هؤلاء يعتبر انتحارًا جماعيًّا انظر إلى إعجاز الحق وهو يقول ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ? ماذا ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ? ولم يقل واعدوا لهم مثلما أعدوا لكم من قوة فلو قال وأعدوا لهم مثلما أعدوا لكم لكان من المفترض على المليار ونصف المليار مسلم الموجودين على ظهر الأرض أن يضعوا أحذيتهم في أفواههم ... تدنس المقدسات تنتهك الأعراض تسفك الدماء نحن لا نملك قوة نواجه بها هؤلاء أما وأعدوا لهم ما استطعتم فالمطلوب منا أن نأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك وما النصر إلا من عند الله ?فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى? (الأنفال:17) يا رب هذه البشارة للنبي وحده قال: ?وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا? أي كل مَن سيسير على نهجِ النبي فله نفس البشارة وليبلي المؤمنين منه بلاءً حسنًا، رحم الله سيدنا عبد الله بن رواحة الأنصاري- رضي الله عنه- وأرضاه القائد الثالث في غزوة مؤتة عندما فُوجئ المسلمون بعدد الرومان وكانوا يومها مائتي ألف مقاتل يواجهون جيش المسلمين الذي كان تعداده ثلاثة آلاف فعقد سيدنا زيد بن حارثة القائد العام للمسلمين مجلسًا استشاريًّا لقادة أركان القوات المسلحة الإسلامية يشاورهم في طبيعة المواجهة وانحصرت الآراء في ثلاثة مقترحات الأول كان يرى أن يعود الجيش مرة أخرى للنبي- صلى الله عليه وسلم- في المدينة ويعرضوا عليه طبيعة الأمر وينفذوا أوامره، إما أن يأمرهم بالبقاء في المدينة ولا داعي لهذه المواجهة وإما أن يمدهم بمدد وإما أن يأمرهم بالعودة لمواجهة الرومان مهما كانت الظروف، وهنا وقف سيدنا عبد الله بن رواحة- رضي الله عنه وأرضاه- ليقول كلمات ينبغي أن تُكتب بماء الذهب بل إنها لو كتبت بماء الذهب لكان إجحافًا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير