تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لحقها وقيمتها .. فقال: "يا قوم، إنَّ التي تكرهون للذي خرجتم تطلبون- الشهادة في سبيل الله- ووالله ما نقاتل عدونا بعددٍ ولا عدة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فلنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان"، فكانت كلمات سيدنا عبد الله بن رواحة سببًا في تثبيت المسلمين فأقبلوا على المواجهة مع الرومان ولقنوهم درسًا قاسيًا يردد التاريخ آثاره إلى اليوم.

هذا هو منهج الإسلام في قضية القوة، يقولون: ألستم تزعمون أن الإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة، وأن الحق جل وعلا ما فرَّط في الكتاب من شيء، نحن نريد الآن أن نوجد حلاً سلميًّا لهذه القضية بعيدًا عن المواجهة العسكرية وعن الحروب والقتال، الحل السلمي لهذه القضية أن كل كلب من اليهود أتى من مكانٍ يُرمى فيه مرةً أخرى .. أين كانوا قبل أن يأتوا ويحتلوا فلسطين كانوا مشتتين في أنحاء العالم يعودون إلى شتاتهم تنتهي القضية، أما إنهم لن يفعلوا فلا مستقبل للقضية إلا كما أخبر الحق في كتابه ? .. عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً ... ? يقولون إن الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا ونتساءل: من الذي يحدد الخير والشر للناس؟ من الذي يحدد الخير والشر لبني البشر؟ ?أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) ? (الملك) سبحانه وتعالى: ?قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ? سبحان الله ونتساءل يا خالق ما حقيقة هذا الكلام المزعوم عن أن الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا، وتجد الحق جل وعلا يجيبنا في سورة البقرة ?كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ? أنتم تقولون الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا .. فأين الحقيقة يا رب- قال: ?وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ? يقولون أنظل طوال أعمارنا نحارب عن الناس وتجد الحق يجيبنا في صدر سورة العنكبوت ?وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِه? أنت لا تقاتل نيابةً عن الآخرين بل إنك تفعل ذلك لتحمي وتجير نفسك من موقف حساب عسير يكون الحساب فيه حسابًا فرديًّا ?وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا? .. ?وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) ? يقولون: لقد خضنا من الحروب وحدنا ما يكفي ويزيد، كفانا قتالاً .. الذي يردد هذه الكلمات يصنع تمامًا كما لو جئت أنا الآن لأقول إنني أصلي مثلاً منذ عشرين عامًا وأصوم منذ خمسة عشر عامًا والآن سأكتفي بهذا الرصيدِ السابق من الصلاةِ والصيام ولن أصلي أو أصوم بعد ذلك .. هل يجدي مثل هذا الكلام؟! فالذي فرض الصلاة وفرض الصيام هو الذي فرض الجهاد .. الذي علمنا ?إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا? وعلمنا ?كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ? هو الذي علمنا ?كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ?.

قد يقول قائل ويتساءل متسائل: وماذا أفعل أنا ما الذي بيدي أن أعمله؟ .. مطلوب من كلِّ واحدٍ منا أربعة أشياء على الأقل والذي يفرط في واحدٍ من هذه الواجبات الأربعة يعتبر نفسه يشارك اليهود فيما يصنعونه في فلسطين ويُشارك الأمريكان وغيرهم من أعداء الإسلام على امتدادِ أرض الإسلام:

الواجب الأول: الاستعداد النفسي والبدني للمواجهة، فالمواجهة قادمة لا محالةَ بنا أو بغيرنا شئنا أم أبينا الموجهة قادمة لا محالةَ سواء زعمنا أننا دعاة سلام أو أن بيننا معاهدات، والله إن كان اليهود قد صانوا عهدهم مع ولي نعمتهم مع خالقهم فليصونوا عهدهم معكم .. إن كان اليهود قد صانوا عهدهم مع خيرِ خلق الله من الأنبياء والرسل وخاصةً مع نبينا- صلى الله عليهم جميعًا وسلم- فلننتظر نحن أن يصونوا عهودهم معنا، لكن الأمر كما صوَّره الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- لما حدثت الفتنة في عهده قال: "أُكلت يوم أُكل الثورُ الأبيض" .. تعرفون هذا المثل، كانوا قديمًا قبل تطوير التعليم المزعوم يدرسونه لنا، كانوا يقولون إنَّ هناك ثلاثةً من الثيران يعيشون في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير