تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مكانٍ واحدٍ لهم كبير يرجعون إليه لهم خليفة يحمي أعراضهم ودماءهم ومقدساتهم، وفي يومٍ من الأيام دخل الذئب في وسطهم فكان كلما أراد أن يعتدي عليهم أو ينتهك لهم عرضًا أو يُدنِّس لهم مقدسًا اجتمعوا جميعًا عليه ودفعوه، وفي يومٍ انفرد الذئب بالثور الأحمر والثور الأسود فقال لهم: أنتم الزعماء، أنتم الكبار، الثور الأبيض لا ينتمي إليكم، فأنتم أرقى نوعًا وجنسًا .. فقالوا له: ماذا تريد؟ قال: لا أريد منكم شيئًا، تلتزمون الصمت حتى أنتهي من الثورِ الأبيض ثم تصبح الأرض لكما بدلاً من أن تُقسَّم على ثلاثةٍ تُقسَّم على اثنين، والتزمنا الصمتَ وضاعت الأندلس ونسينا الأندلس أصبحت أسبانيا والبرتغال، وأصبح علينا أن لا نتدخل في شئون الآخرين، وأن نكون أمةً عقلانيةً، أمةً واقعيةً، فالواقع يقول إنه لا وجودَ الآن للأندلس وأي حديثٍ عن الأندلس الآن حديثٌ بلا عقلٍ وليس له قيمة أو ثمن، وأُكل الثورُ الأبيضُ .. ومرت أيام وأحسَّ الذئبُ بالجوع فكان كلما أراد أن يدنو من الثور الأحمر والثور الأسود اجتمعا عليه ودفعاه، كان كلما أراد أن ينتهك لهم عرضًا أو يسفك لهم دمًا أو يدنس لهم مقدسًا وجد مَن يقف أمامه ويقول إن فلسطين ليست ملكي ولا ملك أبائي .. إنها أرض أوقاف إسلامية تريدون أن تأخذوا فلسطين على جثتي، وبالفعل ما تجرَّأ اليهود أن يحتلوا فلسطين إلا بعد أن قضوا على الخلافةِ الإسلاميةِ العثمانيةِ على يد المجرم أتاتورك التي للأسف نعلم أبناءنا الآن الاحتلال العثماني للوطن العربي، نعلم أبناءنا مساوئ الحكم العثماني ونعلمهم محاسن الحملة الفرنسية، وانفرد الذئب بالثور الأسود فقال له: أنت الزعيم الأوحد، أنت الحكيم، أنت كذا وأنت كذا، فقال له: ماذا تريد؟ قال: لا أريد منك شيئًا، تلتزم الصمت حتى أنتهي من الثور الأحمر ثم تُصبح الملك الأوحد الملك المتوج، والتزمنا الصمت وضاعت فلسطين ولبنان والبوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان وتركستان الشرقية والغربية وكشمير والعراق، وكل يومٍ جُرح جديد ينسون بها الجراح القديمة وأكل الثور الأحمر أيام وأحس الذئب بالجوع فهجم على الثورِ الأسود الثور الأسود لما رأى الذئب قادمًا نحوه قال: أُكلت يوم أكل الذئب الأبيض، أنا ما ضعتُ اليوم لكني ضعتُ يوم أن سكت عنك وأنت تنتهك أعراضنا في العراق يوم أن سكت عنك وأنت تدنس مقدساتنا في فلسطين يوم أن سكت عنك، وأنت تشرد أهلينا في أفغانستان والشيشان يوم أن سكت عنك وأنت تُحاصر إخواننا في إيران وجنوب لبنان أُكلت يوم أكل الثور الأبيض.

فالواجب الأول- كما قلنا- الاستعداد النفسي والبدني للمواجهة، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- علمنا مَن سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات علي فراشه

الواجب الثاني: التعريف بالقضية هذا الكلام الذي اطلعنا عليه ما كنا نُسلي به مجالسنا، ولكنه أصبح أمانة في عنق كل واحدٍ منَّا نُعلمه لأزواجنا ولأبنائنا ولأهالينا ولأصدقائنا ولمَن نتعامل معهم أنَّ القضيةَ ليست قضية قومية ولا عربية ولا إقليمية، ولكنها قضية إسلامية قضية عقيدة جنة أو نار هات زوجتك قل لها: إنَّ لك أختًا في الله في مثل سنك يُنتهك عرضها لأنها مسلمة .. هات ولدك الصغير قل له يا بُني إن لك أخًا في الله في مثل سنك يصطاده القناصة المجرمون ويُتاجَر به في سوق الرقيق وفي سوق تجارة الأعضاء البشرية ويصرفه عن دينه ترغيبًا أو ترهيبًا لأنه مسلم.

الواجب الثالث: المقاطعة الاقتصادية والدعم المادي لأهل الجهاد .. نعم المقاطعة الاقتصادية لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو أي من الدول التي تقف خلف جراحنا النازفة، ولعل المنتج الذي يُلوِّث معظم بيوت المسلمين إلا من رحم الله مسحوق التنظيف (إريال)، وتجد المسلم الخائب يقول (إريال) يقدم جوائز ونبحث عن الجنيه الذهبي، ثم ونحن في فصل الصيف نبحث عن كوكاكولا وبيبس وسفن أب، وتجد من المغفلين مَن يقول يعني هذه الزجاجة هي التي ستقتل المسلمين؟! فالذي يدفع قرشًا واحدًا أو فلسًا واحدًا ثمنًا لمنتج يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو أي من الدول التي تقف خلف جراحنا يعلم أنه يدفع ثمن رصاصة يقتل بها مسلم فلينظر كيف سيلقى الله بعدها، وأسمع إلى حديث النبى- صلى الله عليه وسلم- الذي رواه الإمام بن ماجةَ في سننه بسنده متصلاً إلى سيدنا أبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير