قال ابن ماكولا: أما قضاعة فقبيلة عظيمة يقال هو ابن معد بن عدنان ويقال هو من حمير وهو الأكثر والأصح واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ وإليه تنسب قبائل كثيرة فمنها كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ومنها جماعة من الصحابة والتابعين والشعراء والفرسان. الإكمال
قال ابن خلدون:وفي كتب الحكماء الأقدمين من يونان مثل بطليموس وهروشيوش ذكر القضاعيين والخبر عن حروبهم فلا يعلم أهم أوائل قضاعة هؤلاء وأسلافهم أو غيرهم وربما يشهد للقول بأنهم من عدنان وأن بلادهم لا تتصل ببلاد اليمن وإنما هي ببلاد الشام وبلاد بني عدنان والنسب البعيد يحيل الظنون ولا يرجع فيه إلى يقين
قال الشريف: ولابن حزم كلام قريب من هذا في كتابه الجمهرة.
القبائل القضاعية:كلب بن وبرة وجهينة وبلي ونهد
ومن كلب الصحابي الجليل:زَيْدُ بن حَارِثَةَ بن شَرَاحِيلَ بن كَعْبِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن امْرِئِ الْقَيْسِ بن عَامِرِ بن النُّعْمَانِ بن عَامِرِ بن عَبْدُودِ بن عَوْفِ بن كِنَانَةَ بن بَكْرِ بن عَوْفِ بن عُذْرَةَ بن زَيْدِ اللَّهِ بن رُفَيْدَةَ بن ثَوْرِ بن كَلْبِ بن وَبَرَةَ بن الْحَارِثِ بن قُضَاعَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ زَيْدٍ سُعَادُ بنتُ زَيْدٍ مِنْ طَيْءٍ
ومن قضاعة:: المقداد بن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد [بن زهير] بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه. وكان أبطن آدم (شديد السمرة) يصفر لحيته، أقنى، طويل الأنف. مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله عنه.
ومن كلب: النسابة المشهور هشام الكلبي بن أبي النضر محمد بن السائب بن بشر، وقيل مبشر، بن عمرو الكلبي [وقال محمد بن سعد: هو محمد بن السائب الكلبي بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر ابن عبدون بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد بن عبد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب
ومنهم إمام المحدثين جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف القضاعي ثم الكلبي الحلبي، ثم الدمشقي المزي الشافعي صاحب تهذيب الكمال، وكتاب الأطراف.
قال السمعاني:النهدي
بفتح النون وسكون الهاء وفي اخرها الدال المهملة
هذه النسبة إلى بني نهد وهو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة إليه ينتسب النهديون ومنهم باليمن والشام كلهم من ولد خزيمة بن نهد وهم في تنوخ في نهد اليمن.
وفي قصة مشهورة:قال من نهد
قالت أفتعرف القائل
(نهد لئام إذا ما حل ضيفهم ... سود وجوههم كالزفت والقار)
(والمستغيث بنهد عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار)
قال لا والله ما أنا من نهد
قالت فممن
قال من قضاعة
قالت أفتعرف القائل
(لا يفخرن قضاعي بأسرته ... فليس من يمن محضا ولا مضر)
(مذبذبين فلا قحطان والدهم ... ولا نزار فسيبهم إلى سقر)
قال لا والله ما أنا من قضاعة
وفي المسند عن عمارة بن عمرو بن حزم عن أبى بن كعب قال بعثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصدقا على (بلى وعذرة وجميع بنى سعد بن هذيم بن قضاعة) - قال أبى وقال يعقوب فى موضع آخر من قضاعة قال - فصدقتهم حتى مررت بآخر رجل منهم وكان منزله وبلده من أقرب منازلهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة
وفي المسند أيضا:عن عامر قال بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب فقال لهما «تطاوعا». قال وكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على (قضاعة) لأن بكرا أخواله فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبى عبيدة فقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعملك علينا وإن ابن فلان قد ارتبع أمر القوم وليس لك معه أمر. فقال أبو عبيدة إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن عصاه عمرو. 2
قال ابن سعد: سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وهي وراء وادي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعه ثلاثون فرسا وأمره أن يستعين بمن يمر به من بلي وعذرة وبلقين.
قال أبو عبيد البكري: ذات السلاسل بفتح أوله على لفظ جمع سلسلة رمل بالبادية. معجم ما استعجم (3/ 744)
قال ابن الأثير: هو بضم السين الأولى وكسر الثانية: ماءٌ بأرْض جُذام وبه سُمِّيت الغزوةُ. وهو في اللغة الماءُ السَّلْسَال. وقيل هو بمعنى السَّلْسَال. (النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 389)
قال النووي:واظنه استنبطه من كلام الجوهري في الصحاح ولا دلالة فيه والمشهور والمعروف فتحها وكانت هذه الغزوة في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة وكانت مؤتة قبلها في جمادي الاولى من سنة ثمان ايضا. قال الحافظ ابو القاسم بن عساكر كانت ذات السلاسل بعد مؤتة فيما ذكره اهل المغازي الا ابن إسحاق فقال قبلها. شرح مسلم للنووي 15/ 153
¥