تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[غزوة الأحزاب لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ.]

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[29 - 10 - 07, 09:39 م]ـ

مكتبة الخطب: 9 - السيرة النبوية: 3 - غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وعد بالنصر من ينصره بإقامة دينه وإعلاء قوله وجعل لذلك وجعل لذلك النصر أسبابا ليشمر ليشمر إليها من أراده من خلقه: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وله عاقبة الأمور) واشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له له الملك كله وله الحمد كله وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه الله تعالي رحمة للعالمين وقدوة للعاملين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فانه في هذا الشهر شهر شوال من السنة الخامسة من الهجرة كانت غزوة الأحزاب التي ذكرها الله تعالي في سورة الأحزاب وكان فيها أن قريشا تألبوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتوا إلى المدينة وكان من جملة من ساعدهم على ذلك يهود بني قريظة الذين الذين نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فغزاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أن رجع من الأحزاب في أوائل شهر ذي القعدة من العام من العام الخامس من الهجرة النبوية وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدم المدينة عاهد القبائل الثلاث من اليهود وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة قدمت هذه القبائل من الشام إلى المدينة لأنها أي المدينة هي البلدة التي ينطبق عليها وصف مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إثرهم والأغلال التي كانت عليهم) جاءت هذه القبائل إلى المدينة لتتلقى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولتنصره وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ولكن ولكن عزيمتهم انتقضت وحالهم تغيرت حين جد الجد وبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به من اليهود إلا القليل مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه ولما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة عقد معهم عهد أمان ألا يحاربهم ولا يخرجهم من ديارهم وان ينصروه إن دهمهم عدو بالمدينة وألا يعينوا عليه أحدا هذه أربع نقاط كان العهد عليها ولكن اليهود وهم أهل الغدر والخيانة نكثوا هذا العهد خيانة وحسدا فقد نقضت كل قبيلة عهدها اثر إثر كل غزوة كبيرة وقعت من النبي صلى الله عليه وسلم ففي غزوة بدر وهي في السنة الثانية من الهجرة اظهر بنو قينقاع العداوة والبغضاء للمسلمين واعتدوا على امرأة من الأنصار فدعى النبي صلى الله عليه وسلم كبارهم وحذرهم من عاقبة الغدر والخيانة والبغي ولكن ولكن ردوا عليه ابشع رد فقالوا يا محمد لا يغرنك من قومك ما لقيت يعنون قريشا في بدر حين هزمهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال اليهود فان قومك ليسوا بأهل حرب ولو لقيتنا لعلمت أننا نحن الناس وكانت هذه القبيلة بنو قينقاع حلفاء للخزرج فقام عبادة بن الصامت الخزرجي رضي الله عنه فتبرأ من حلفهم ولاية لله ورسوله وعداء لأعداء الله ورسوله لإيمانهم بالله ورسوله أما عبد الله بن أبي الخزرجي رأس المنافقين فانه لنفاقه وكفره باطنا تشبث بمحالفه هؤلاء اليهود ودافع عنهم وقال إني اخشي الدوائر فأبطن اليهود الشر وتحصنوا بحصونهم فحاصرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضع عشرة ليلية حتى نزلوا على حكمه فهم بقتلهم ولكن استقر الأمر بعد ذلك على أن يجلوا من المدينة بأنفسهم وذريتهم ونساءهم ويدعو أموالهم غنيمة للمسلمين فجلوا إلى الشام وكان ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين من الهجرة وفي غزوة أحد وهي في السنة الثالثة من الهجرة في شوال نكث بنو النضير العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أسواقهم مع بعض أصحابه تأمروا على قتله وقال بعضهم لبعض إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذي فأنتدب أحدهم إلى أن يصعد على إحدى سطوح بيوتهم فيلقي على النبي صلى الله عليه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير