تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسلم صخرة من فوقها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر من الله فرجع من فوره إلى المدينة وأرسل إلى وأرسل إلى اليهود يخبرهم بنكثهم العهد ويأمرهم بالخروج من جواره وبلده فتهيأ القوم للرحيل لعلمهم بما جرى لإخوانهم بني قينقاع ولكن الذين نافقوا بعثوا إليهم يحرضونهم على البقاء ويعدونهم بالنصر ويقولون لان أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وان قوتلتم لننصرنكم فاغتر اليهود بهذا الوعد من أهل النفاق ومتى صدق الوعد أهل النفاق إن المنافقين هم الكاذبون هم القادرون ولهذا قال الله عز وجل: (والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون) فاغتر اليهود بهذا الوعد الكاذب الذي شهد الله بكذبه فلم ينصاعوا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالرحيل فتهيأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقتالهم وخرج إليهم فحاصرهم في ديارهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فطلبوا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكف عن دماءهم وأن يجليهم على أن لهم ما حملت إبلهم من الأموال إلا السلاح فأجابهم إلى ذلك فخرجوا من بيوتهم بعد أن خربوها حسدا للمسلمين أن يسكنها أحدا منهم أن يسكنها أحدا منهم من بعدهم ثم تفرقوا فمنهم من ذهب إلى الشام ومنهم من إستوطن خيبر وما زال ألم هذه النكبة في قلوبهم حتى ذهب جمع من أشرافهم إلى مشركي العرب من قريش وغيرهم يحرضونهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم ويعدونهم النصر فتألبت الأحزاب من قريش وغيرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا لقتاله في نحو عشرة آلاف مقاتل حتى حاصروا المدينة في شوال سنه خمسه من الهجرة وانتهز حيي ابن اخطب وهو من رؤساء بنى النضير هذه الفرصة واتصل ببني قريظة الذين في المدينة من اليهود وحسن لهم نقض العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما زال حيي بن اخطب ما زال بهم أي ببني قريظة حتى أجابوه إلى ذلك فنقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهؤلاء هم آخر القبائل في المدينة من اليهود الناقضين للعهد فلما هزم الله الأحزاب ورجع الأحزاب بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال بما أرسل على عدوهم من الجنود والريح العظيمة الباردة التي زلزلت بهم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع السلاح فاتاه جبريل فاتاه جبريل فقال: (قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه فاخرج إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أين؟ فأشار جبريل إلى بنى قريظة) فانتدب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وندب أصحابه للخروج إلى بنى قريظة فخرجوا وحاصروا اليهود نحو خمسا وعشرين ليله فطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا على ما نزل على إخوانهم من بنى النضير من الجلاء بالأموال وترك السلاح فأبى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك فطلبوا أن يجلو بأنفسهم وذريتهم ونسائهم ويدعو الأموال كما فعل إخوانهم من بنى قينقاع فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكانت بنو قريظة حلفاء للاوس فجاء حلفائهم من الأوس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكلمونه فيهم فقال عليه الصلاة والسلام ألا ترضون يخاطب الاوس ألا ترضون أن ينزلوا على حكم رجل منكم قالوا بلا فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك إلى سعد ابن معاذ وكان سعد ابن معاذ رضى الله عنه سيد الاوس وكان في الأنصار كأبي بكر في المهاجرين رضى الله عن الجميع وقد أصيب سعد ابن معاذ في أكحله في غزوه الأحزاب فضرب عليه النبي صلى الله عليه وسلم خيمه في المسجد ليعوده من قريب لأنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة العالية وقد قال رضي الله عنه حين سمع نقض العهد من بنى قريظة اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بنى قريظة فجئ بسعد من خيمته في المسجد راكبا على حمار فلما نزل عند النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (احكم فيهم أي في اليهود بنى قريظة وهم حلفائهم احكم فيهم يا سعد) فالتفت سعد إلى اليهود فقال: عليكم عهد الله وميثاقه إن الحكم إلا ما حكمت قالوا نعم فالتفت إلى الجهة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غاض طرفه إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وعلى من ها هنا فقالوا نعم فقال: احكموا أن تقتل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير