تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله عليه وعلى آله وسلم نهاكم عن ذلك وكم من إنسان نذر نذرا ثم حصل له المطلوب ولكنه لم يوفى بنذره تهاونا وتكاسلا أو عجزا ومشقه وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصادقين فلما آتاهم من فضله بخلو به) يعنى فلم يتصدقوا به وتولوا وهم معرضون يعنى فلم يكونوا من الصالحين فماذا كانت ا لنتيجة أستمعوها أستمعوها في قول الله تعالى: (فأعقبهم ميثاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) أتريد يا أخي أتريد أن يعقبك الله بنفاق يبقى في قلبك إلى الموت لا اعتقد أن أحدا يريد ذلك لهذا اجتنب ما يكون سببا لهذا الأمر اجتنب النذر واعلم انك إذا نذرت طاعة فانه يلزمك أن تفي بها فلو قال الإنسان مثلا إن شفاني الله فلله على نذر أن أصوم كل يوم اثنين أو خميس فشفاه الله فانه يجب عليه أن يصوم كل اثنين وخميس على طول السنة ولا يحل له أن يترك يوما من هذين اليومين لأنه إن فعل فانه يكون غير واف لله تعالى بما عاهد الله عليه ويخشى أن يعقبه الله نفاقا في قلبه إلى الموت إذا قال لله على نذر إن شفى الله ابني أن اذبح كذا وكذا من الذبائح وأتصدق بها ثم شفا الله ابنه ولم يوفى بها فانه لم يفي لله بما عاهد الله عليه وحينئذ يوشك أن يعقبه الله تعالى بنفاق يبقى في قلبه إلى الموت إذا ما بالنا ما بالنا وبال النذر الذي يؤدى بنا إلى هذا الأمر إننا إذا أردنا شيئا من الله عز وجل فان اقرب طريق يحصل به هذا الشيء أن ندعوه في قول الله تبارك وتعالى: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوه الداعي إذا دعان) وقال ربكم: (أدعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين) وقال تعالى: (أمْن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء أإله مع الله) إذا فلنلجأ إلى الله عز وجل إذا نزلت بنا الضراء نلجأ إليه بالدعاء دون أن نلجأ إلى النذر المكروه الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما القسم الثاني وهو المعاهدة بينك وبين عباد الله فان الواجب على من وعد أخاه أن يفي بوعده ولا يحل له أن يخلف الوعد إلا أن يرضى أن يكون من المنافين في هذا لأن آيه المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وكثير من الناس كثير من الناس يعدون إخوانهم بالشي ولكن لا يكون به ومن المعاهدة ما يقع بين الناس من عهود فالواجب على من عقد مع أخيه عقدا أن يعقد له بالنصف سواء باع عليه أو اشترى منه أو آجره أو استأجر منه أو رهن أو ارتهن منه أو غير ذلك الواجب أن تكون المعاملة بالنصح والبيان وبالصدق وعدم الكتمان قال النبي صلى الله عليه وسلم في المتبايعين: (إن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محق بركة بيعهما) ومن الكتم أن من الناس من يجعل الشي الردي تحت الشي الطيب ليغر الناس بمظهره وان هذا بلا شك نوع من النفاق وغش تبرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فاعله فقال: (من غش فليس منا) أيها المسلمون إن دين الإسلام ولله الحمد قد آتى بكمال الأخلاق والآداب وكمال النصح والصدق فعليكم بهذا عليكم بالنصح والصدق والآداب العالية والأخلاق الفاضلة ليكمل بذلك إسلامكم نسأل الله أن ييسر لنا ولكم ذلك بمنه وكرمه واعلموا أن خير الحديث كتاب الله خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاخلصوا لله العبادة واخلصوا في اتباع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتعبدوا الله مخلصين له الدين واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم امتثالا لأمر الله وأداء لحق رسول الله ورجاء لثواب الله فان الله تعالي يقول: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ومن حق نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تكثروا من الصلاة والسلام عليه ولكم على ذلك على الصلاة الواحدة عشر صلوات كما ثبت ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فصلوات الله وسلامه عليه ونسأله تعالى أن يرضى عن خلفاءه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم انا نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين اللهم اعز الإسلام والمسلمين اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم ولي على المسلمين خيارهم واكفهم شر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير