تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5ـ ومع ذلك فالرواة كلهم ـ لا جُلُّهم ـ لا تُعلم أحوالهم، فهم كلهم مجروحون، فيكفي أنه لم يسلم من الجرح عندهم لا جابراً الجعفي و لا الحارث الأعور و لا المغيرة بن سعيد و لا زرارة بن أعين، و لا غيرهم من مشاهير رواتهم، بل يروون عن أئمتهم لعنهم و التبرأ منهم، و قد لخص شيخ الطائفة الطوسي أحوال رجالهم باعتراف مهم يقول فيه:

" إن كثيرا من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة، ومع هذا إن كتبهم معتمدة" "الفهرست للطوسي: ص24 - 25".

و يقول الحر العاملي عن منهج علماءالشيعة في التوثيق: (يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه؟)، وسائل الشيعة ج30 ص 260.

و يقول أيضاً:" ومثله يأتي في رواية الثقات؛ الأجلاء ـ كأصحاب الإجماع، ونحوهم ـ عن الضعفاء، والكذابين، والمجاهيل، حيث يعلمون حالهم، ويروون عنهم، ويعملون بحديثهم، ويشهدون بصحته "،"وسائل الشيعة ص 206 ج30".

فيا سبحان الله! عن أيِّ عقل تأصَّلت تلك القواعد، و تفتَّقت هاتيك الأوابد، فسبحان من قسَّم العقول و حرم منها الرافضة؟؟

6ـ كما يلاحِظ أن مجاميعهم الكبيرة كبحار الأنوار و الوسائل و مستدرك الوسائل و غيرها، فهذه تزعم أنها جمعت بين السبعين إلى الثمانين كتابا لم يرها أحدٌ من قبلهم، و لم ينقل عنها ناقل، بل يأتي المجلسي فيزعم من قرون استيعابه لكتب القوم وأحاديثهم، ثم يأتي بعده من يستدرك عليه كتباً جديدة، وأحاديث جديدة لم تكن معروفة على مدى ألف عام! " فيالله العجب"؟

7ـ و لو سلمت مروياتهم من الكذب و التحريف ـ وأنَّى لها ذلك وهذا حال رُراتها ـ فإن احتمال التقية عليها وارد، ولذلك فمن أراد تصحيح حديث عندهم حمَلَ الجرحَ على التقية من الإمام أو خاصته ـ ممن يزعمون ـ.و ما أدراه ما الذي خرج مخرج التقية مما كان من واجب النصيحة؟

و هذا ديدن أهل الرفض، فهم يتركون كتاب الله الذي تكفل الله عز وجل بحفظه و يدَّعون فيه التحريف، و مع ذلك فمصادرهم التي يتولَّونها إمَّا:

ـ إحالة إلى غائب كالجفر الذي يزعمون، أو رقاع المهدي الذي يفترون، أو قرآن فاطمة الذي ينتظرون.

ـ و إمَّا أخبار كذبة ٍ يستحيل روايتهم عن إمام أو غيره، و لو سلمت ما كانوا مأمونين عليها، و لو اؤتمنوا عليها ما كان إلى توثيقها سبيل لعلل كثيرة، منها:

أـ الانقطاع.

ب ـ و الإرسال.

ج ـ وجهالة حال الراوي في كثير من الأحيان، و ربَّما جهالة العين.

و مع ذلك فليس عندهم شيء اسمه تخريج، أوجمع طرق وأسانيد، بل يأتي أحدهم بمتن بإسناد من القرن الخامس مثلا، ويأتي غيره قبله أو بعده من قرن آخر بنفس الإسناد لمتن آخر، ويروي من هو في القرن الثالث مثلاً عمَّن هو في القرن الخامس.

و قد تجد اثنين من أصحاب كتبهم المعتمدة يُكثران الرواية من طريق شيخ، هذا يروي عنه ألف حديث أو أكثر، وذاك يروي نفس العدد أو أكثر عن نفس الشيخ، ثم لا يشتركان ولا في حديث واحد!

8 ـ ثمَّ بعد ذلك اختلاف رواياتهم وأقوالهم، و ظهور التناقض و الاختلاف في كتبهم حتى في الأمور العقدية، حتى اشتكى من ذلك علماؤهم، كنتيجة طبيعية لعدم التفريق بين الصحيح والضعيف، واختلاط الحابل بالنابل في دين الإثني عشرية.

و قد أكثر الشكاية من ذلك شيخهم محمد بن الحسن الطوسي كثيراً، و ذلك لما آلت إليه كتبهم وأحاديث من التضاد والاختلاف والمنافاة والتباين، يقول الطوسي:

(لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه) تهذيب الأحكام: 1/ 2 - 3.

و يقول أيضا الفيض الكاشاني صاحب الوافي:

" تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً أو ثلاثين قولاً أو أزيد؛ بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا عليها أو في بعض متعلقاتها " (الوافي، المقدمة: ص 9).

و يقول الكشي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير