تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي هذا وأمثاله دلالة ظاهرة على أن هؤلاء الخوارج، قبحهم الله، زوروا كتبا على لسان الصحابة إلى الآفاق، يحرضونهم على قتال عثمان، كما قدمنا بيانه. ولله الحمد والمنة ". انتهى كلامه.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 04 - 09, 11:28 ص]ـ

كيف يكون محمد بن أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فاسقا، وقد تربى في حجر علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وكانت أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحبه وتلقبه بأبي القاسم مثل كنية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحزنت عليه حزنا عظيما عند موته.

وكيف يكون فاسقا وقد ولاه علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - واستخلفه على مصر.

فكان ماذا؟ قال شيخ الإسلام: "وقد ولى علي رضي الله عنه زياد بن أبي سفيان أبا عبيدالله بن زياد قاتل الحسين وولي الأشتر النخعي وولى محمد بن أبي بكر وأمثال هؤلاء". والأشتر النخعي كان من الفسقة الفجار الذين ألبوا على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وقاموا بقتله. ولا أظنك تقول بعصمة الأئمة كما يفعل الاثني عشرية؟ أما لقبه فلأن ابنه اسمه القاسم! فسيكون لقبه هو "أبو القاسم"، أليس كذلك؟ وقد حزن عليه علي رضي الله عنه لأنه ريبه وابن زوجه وأخو أولاده، وحزنت عليه أم المؤمنين لأنه أخاها الصغير. هذه طبيعة البشر. ألم يحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم على جده؟ ألم يبكي لذكرى أمه؟ مع أنهما -للأسف- ما ماتا على الإسلام.

ثم محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما، قد عده الإمام ابن كثير من الصحابة رضي الله عنهم.

لكن شيخه ابن تيمية أعلم منه، ولم يعده من الصحابة. مع أن المعيار ليس كذلك، بل هو بالدليل. والدليل القاطع يقول بأن محمد بن أبي بكر رضي الله عن أبيه، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان أصغر من أربعة أشهر، ولا سمع منه ولا سمع من أبيه. فليس من الصحابة ولا من المهاجرين ولا من الأنصار.

بل له ذكر في بعض كتب الحديث.

قال ابن حجر: "محمد بن أبي بكر الصديق ... روى عنه ابنه القاسم بن محمد وحديثه عنه عند النسائي وغيره من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم عن أبيه عن أبي بكر

وأخرج البغوي في ترجمته: من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن محمد بن أبي بكر قال: " أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله المؤذنين أن ينادوا صلوا في رحالكم ". ثم قال لا أحسبه محمد بن الصديق ".

لا بأس بهذا الاستدراك. استشهد به النسائي بحديث منقطع، قد أثبت متنه من غير طريق. وهو منقطع كما قال الحافظ العلائي: "حديثه عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن أبي بكر رضي الله عنه مرسل". أما تفسير البغوي فليس من كتب الحديث المشهورة، فضلاً أن البغوي رجح أن لا يكون هو الراوي.

بل على العكس هناك فرق بين من قتله ومن لم يقتله، والفائدة التي ترجى أن من قتل عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أعظم إثما وظلما.

صحيح، لكني قصدت أن كل من شارك في الحصار والتحريض فقد باء بالجريمة. فكان الصحابة يقولون "قتلة عثمان"، ويقصدون هؤلاء كلهم، وليس الشخص الذي ضربه بالسيف وحده.

ويجب أن يكون موقفنا من الفتن التي وقعت في عهد الصحابة رضي الله عنهم موقفا موافقا لسلفنا الصالح رضي الله عنهم وهو أن نسلم ألسنتنا من أعراضهم كما سلم الله سيوفنا من الخوض في دمائهم.

بالضبط، لكن الضمير عائد إلى الصحابة وحدهم، أما الخوارج قتلة عثمان فلا نترضى عنهم، ولم يكن السلف الصالح يترضون عنهم. وقد سبق ذكر مقولة الحسن البصري رحمه الله.

ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[04 - 04 - 09, 12:45 ص]ـ

أما لقبه فلأن ابنه اسمه القاسم! فسيكون لقبه هو "أبو القاسم"، أليس كذلك؟ وقد حزن عليه علي رضي الله عنه لأنه ريبه وابن زوجه وأخو أولاده، وحزنت عليه أم المؤمنين لأنه أخاها الصغير.

حزنهم عليه رضي الله عنه دليل على محبتهم له رضي الله عنهم أجمعين.

محمد بن أبي بكر رضي الله عن أبيه، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان أصغر من أربعة أشهر، ولا سمع منه ولا سمع من أبيه. فليس من الصحابة ولا من المهاجرين ولا من الأنصار.

هو رضي الله عنه مهاجري من أبناء المهاجرين رضي الله عنهم؛ كما أن الأنصاري من أبناء الأنصار أهل المدينة من الأوس والخزرج وكل أبنائهم وذريتهم أنصار مثلهم إلى أن يرث الله الأرض من عليها.

وهذا أمر بدهي ولا أظن أنه يخفاك.

لا بأس بهذا الاستدراك. استشهد به النسائي بحديث منقطع، قد أثبت متنه من غير طريق. وهو منقطع كما قال الحافظ العلائي: "حديثه عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن أبي بكر رضي الله عنه مرسل" ..

إستدراك يرد على من نفى وجود راوية له رضي الله عنه في كتب الحديث.

ومن باب الفائدة هناك فرق بين الحديث المنقطع والمرسل.

صحيح، لكني قصدت أن كل من شارك في الحصار والتحريض فقد باء بالجريمة. فكان الصحابة يقولون "قتلة عثمان"، ويقصدون هؤلاء كلهم، وليس الشخص الذي ضربه بالسيف وحده.

ليسوا كلهم قتلت عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإن فيهم التائب النادم الذي حاول أن يرد أولئك، وهو محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما

ولا شك أن الحكم يختلف باختلاف الفعل والقصد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير