تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذلك اتجهت الفتوحات الإسلامية إلى مصر سنة 19 هـ/ 640م، وذلك بعد الفتح العمري لبيت المقدس سنة 15 هـ/ 636م، ومِن مصر انطلقت الفتوحات إلى إفريقيا، ومنها إلى الأندلس، ثم اتخذ المتمردون الباطنيون من مصر قاعدة انطلاق الهجوم المعاكس ضد الخلافة الإسلامية الراشدة حينما جاء المتمردون من مصر والعراق، واغتالوا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في 17 ذي الحجة سنة 35هـ/ 656م، وفي عهد الخلافة الإسلامية الأموية لجأ المتمردون إلى العمل السري حتى تمكنوا من السيطرة على تونس، ثم احتلوا مصر سنة 359 هـ /969م، ومنها هاجموا بلاد الشام، ووقعت الخلافة الإسلامية العباسية بين نار العبيديين الباطنيين الآتية من مصر، ونار المتمردين البويهيين الباطنيين التي جاءت من الشرق سنة334 هـ/ 945م، ولكن النجدة السلجوقية التركية السُّنِّيَّة حررت بغداد والخليفة العباسي القائم بأمر الله من الاحتلال البويهي سنة هـ447 هـ/ 1055م، وحالت دون إسقاط الخلافة العباسية السُّنِّيَّة، وبعد جهاد عربيّ تُركيّ سُّنيٍّ متواصل تمّ تحرير مصر من السيطرة العُبيدية الباطنية على أيدي الأتابكة الزنكيين بقيادة المجاهد صلاح الدين الأيوبي يرحمه الله سنة 566هـ / 1171م، واستعادت مصرُ مكانتها في الدفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة، وبرز دورُها الرائع في صدّ التتار في موقعة عين جالوت سنة 658 هـ/ 1260م، وما تبعها من دفاع عن الإسلام والمسلمين السُّنَّة بوجه الصليبين، وعملائهم الباطنيين الذين تحولوا إلى منظمات سرية تُقدِّم الخدمات لكلِّ مَن يُعادي الإسلام والمسلمين، وقد تجلَّت تلك الخدمات بتقديم الدعم والتجسُّس للتحالف الصفوي الباطني مع البابوية الصليبية وأتباعها ضدَّ السلطنة العثمانية الإسلامية السُّنِّيَّة، وقد استطاع الباطنيون توريط المماليك في حروبهم مع العثمانيين بعد نشر بدعهم الضالة المضلة مما تطلب فتحاً عثمانياً لبلاد الشام ومصر لتطهيرها من جواسيس الباطنية عملاء البابوية والصفويين، وتأمين طُرق الوصل إلى إفريقيا لتحريريها من الإحتلال الكاثوليكي، وحماية الحرمين الشريفين وبيت المقدس من الهجمات الصليبية البرتغالية وغيرها.

تطهير الجبهة الداخلية والجبهة الشرقية

تكاثرت الفرقة الضالة في أنحاء السلطنة العثمانية جرّاء تسامح السلطان المتصوف أبايزيد الثاني بن محمد الفاتح الثاني، وشكَّل أعداء الإسلام تحالُفاً غير مقدس جمع الأعداء الخارجيين من الأوروبيين والروس الصليبيين، والصفويين الباطنيين، ومن خونة الداخل المكوَّنين من أتباع الفرق الضالة من "البكتاشية" وباطنية "قزلباش" "الرؤوس الحمر" ومشركي فرقة النصيرية "علي إلاهلري" ولما ازداد الخطر لم يبقَ أمام السلطان سليم الأول بن السلطان أبايزيد سوى التصدي لأعداء الإسلام والمسلمين، فنشر المخبرين بين أتباع الفرق الباطنية، ووقف على شبكتاهم، فطهَّر الجيش من أقطابها، وقضى على رؤس الفتنة

في الأناضول ثم هزم "الصفويين الباطنيين" المتآمرين في معركة جالديران سنة 920هـ / 1514م، وشتَّت شملهم بعد تحالفهم مع البرتغاليين وفرسان مالطة، وغيرهم من الأوروبيين (1).

تحرير الجبهة الجنوبية

استتبَّ الأمن الداخلي في السلطنة العثمانية بعد القضاء على متمردي الداخل، وبعدما أخضع السلطان سليم الأول الصفويين الباطنيين اتجه بجيوشه المنصورة جنوباً، ففتح سوريا سنة 922 هـ/ 1516م تلبية لرغبة المسلمين السُّنَّة في سوريا (2)، ثم فتح مصر سنة 923 هـ / 1517م، تلبية لرغبة المصريين (3)، وجزاء تآمُر بعض أُمراء المماليك الشراكسة مع الصفويين ورعاية مؤآمراتهم مع الأوروبيين.

الحركات الهدامة في مصر وغيرها

بعد الفتوحات العثمانية في إيران والشام ومصر لجأت الحركات السرية الباطنية إلى جحورها كالأفاعي بانتظار الفرص للإنقضاض على الإسلام والمسلمين، ومن الحركات الخطيرة التي تشكلت في مصر والأناضول و"روم ايلي" وألبانيا وغيرها من بلدان السلطنة العثمانية حركة "البكتاشية الباطنية" التي استقطبت بقايا العُبيديين الباطنيين في مصر والشام، وقرَّرت اقتفاء آثار العُبيديين بالسيطرة على مصر، والانطلاق منها نحو الحرمين الشريفين وبيت المقدس، وبقية بلاد الشام، ثم القضاء على السلطنة الإسلامية العثمانية السُّنِّيَّة في الأناضول والبلقان،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير