تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإسلامي والإفريقي مما قد يوفر له الدعم الكافي، في حين أن إسبانيا تنتمي إلى الدول المسيحية الغربية، من هنا تكون هذه الحرب مرشحة للتدويل على نطاق واسع، والتحول في إعتقاده إلى حرب حضارية مسيحية-إسلامية. وقد أعدت المؤسسة العسكرية الإسبانية عام 1991م في أثناء حرب الخليج الثانية، مخططا هجوميا حمل اسم \" المخطط الإستراتيجي المشترك \" ضد المغرب في حالة المواجهة، يبين كيفية ضرب الأهداف الحيوية المغربية أثناء أي مواجهة محتملة، ويشرح الجنرال \" دومنيك ريوطرد \" هذا المخطط قائلا: \" في حالة تعقد الأمور سيكون الواجب الاعتماد على أطراف أخرى \" في إشارة إلى دول خلف الشمال الأطلسي.

سبتة ومليلية في الإستراتيجية الأطلسية

منذ دخول إسبانيا حظيرة الإتحاد الأوربي في النصف الثاني من الثمانينيات تغير الدور الذي تحتله المدينتان في الفكر الإستراتيجي والعسكري الإسباني، حيث أصبحتا تمثلان لها تهديدا محتملا وبرميل بارود على جبهتها الجنوبية. وقد قوى اندماج إسبانيا في الإتحاد الأوربي من نزعة \" الموروفوبيا \" أي التخوف من مسلمي المدينتين والمغرب بشكل خاص. ومع الترتيبات الجديدة التي دخلها البيت الأوربي في مطلع التسعينيات وتوقيع اتفاقية \" شينجن \" المتعلقة بالحدود بين الدول الأوربية تحولت المدينتان إلى عنصر في العقيدة الأمنية الأوربية تجاه منطقة الجنوب، إذ نصت معاهدة شينجن صراحة أن المدينتين هما الحدود الجنوبية لأوربا.

وقد خولت هذه الترتيبات الجديدة في الإتحاد الأوربي والبحث الحثيث عن عقيدة عسكرية جديدة مشتركة لحلف شمال الأطلسي، خولت لإسبانيا المزيد من الذرائع لتقوية احتلالها للمدينتين وإعطائه الشرعية الأوربية، إذ أخذت تلوح بالتهديد الإسلامي القادم من الجنوب، وبمركزها الجغرافي الإستراتيجي كمعبر مفتوح نحو الأراضي الأوربية، وأخطار الهجرة القادمة من جنوب المتوسط، وذلك لتحقيق هدفين: الأول هو تلقي الدعم الأوربي العسكري والمالي، والثاني فرض الأمر الواقع على سكان المدينتين وأخذ التأييد الأوروبي والأطلسي لاحتلالها لهما.

ووجدت إسبانيا بذلك المجال متاحا أمامها لإضافة جدار مادي يفصل المدينتين عن الوطن الأصلي الشرعي لهما، أي المغرب، بعد الجدار النفسي والوجداني الذي أقامته طوال المراحل السابقة، وفي عام 1998م اطلقت أعمال تسييح المنطقة الفاصلة بين مليلية ومدينة الناظور المغربية في الشمال بشريط مزدوج من الأسلاك الشائكة يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار وطوله ستة كيلومترات، مجهزة بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية تضم أربعة وسبعين كاميرا فيديو وآليات إلكترونية حساسة للمراقبة تستطيع ضبط أي جسم غريب لدى اقترابه من السياج الفولاذي، وكانت نسبة التمويل الأوربي لهذه الأشغال تصل إلى 75 بالمائة، مقابل 25بالمائة نسبة التمويل الإسباني، وهو السياج الثاني بعد السياج المزدوج الذي أقيم على الحدود بين مدينة سبتة والمغرب، وقد علق أحد مسؤولي حزب اليسار الموحد الإسباني في مدينة سبتة على عملية التسييج قائلا: \" إن مدريد وبروكسيل - إشارة إلى الإتحاد الأوربي - تفرضان علينا القيام بدور لا نبتغيه لأنفسنا دور \"كلاب حراسة\" شينجن \".وفي قمة واشنطن لحلف شمال الأطلسي التي عقدت بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشائه قبل ثلاث سنوات، والتي تم فيها تحديد المفهوم الجديد للأمن بالنسبة لدول الحلف في القرن الحادي والعشرين، تضمنت المنظومة الجديدة للحلف مهمة الدفاع عن سبتة ومليلية في حال وقوع نزاع بين إسبانيا ودول المغرب العربي، وكتبت صحيفة \" لاراثون\" الإسبانية في شهر مايو 1999م تقول: إن أي هجوم على المدينتين \" سيجبر الجيش الإسباني على التدخل فورا بأمر دستوري، وستحظى حكومة مدريد ابتداءا من الآن بالمساعدة المستعجلة من طرف قوات الحلفاء في الأطلسي \".ومنذ بداية التسعينيات أصبحت نقطة الحدود المسماة \" باب سبتة بين سبتة والمغرب هي الحد الجغرافي للإتحاد الأوربي، وعلقت على مدخل المدينة لوحة معدنية كبيرة مكتوب عليها: \" أهلا بكم في الإتحاد الأوربي \". وكانت صحيفة \" الموندو \" الإسبانية قد نشرت مطلع 1998م مضمون وثيقة سرية لحلف الأطلسي تبرز تحويل مدينتي سبتة ومليلية إلى قاعدتين للتدخل في المغرب وشمال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير