تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إفريقيا، وذلك في إطار المخطط الأمني الإستراتيجي الجديد للحلف المتعلق بحق التدخل في أي بقعة جغرافية في العالم تهدد مصالح دوله.

سبتة ومليلية وجبل طارق

ومن الواضح أن واقع الإحتلال الإسباني للمدينتين المغربيتين ليس إلا جزءا من أطماع استعمارية واسعة تحكم سياسة مدريد تجاه المغرب، جارتها الجنوبية، فمن المعروف أن الجنرال فرانكو قال خلال أيامه الأخيرة في 1975م في أوج النزاع حول قضية الصحراء \" لتضع إسبانيا جيرانها في اليد \". فالنزعة الإستعمارية التسلطية نحو الجنوب لم تغادر أجندة أوروبا بعد، والتي ما زالت تحلم بجنوب راضخ وكسيح، وما قضية الصيد البحري واستغلال الثروة السمكية المغربية في حوض المتوسط إلا دليلا واحدا عليها، وقد قال أحد البرلمانيين الإسبان بشأن قضية الصيد: \" إن المغرب اختار توقيف العمل مع إسبانيا باتفاقية الصيد البحري ومعنى ذلك أنه اختار أن يعرض شعبها للجوع. إنها الحرب وعلينا أن نعمل بالمثل مع المغرب\"، وعندما فشلت المفاوضات بين الرباط ومدريد في يناير 2000م بشأن موضوع إعادة تجديد اتفاقية الصيد، وجه رئيس الوزراء الإسباني خوسي ماريا أزنار تهديدا مباشرا إلى المغرب، قال فيه: \" إن فشل المفاوضات ستكون له عواقب سلبية \"، دون الإفصاح عن طبيعة هذه العواقب، وبعد بضعة أشهر تحركت السياسة الإسبانية المعادية للمغرب.

وقد مثلت قضية الصحراء المغربية التي أربكت السياسة الخارجية للمغرب منذ منتصف السبعينيات ورقة الضغط الرئيسية في يد إسبانيا، إذ عملت هذه الأخيرة والجزائرعلى دعم جبهة البوليساريو المطالبة بدولة مستقلة في الصحراء، ويعود ذلك إلى رغبة مدريد في إشغال المغرب عن المطالبة بحقوقه الشرعية في سبتة ومليلية، اعتقادا منها بأن حسم هذه القضية سيجعل المغرب يتفرغ لاستعادة ثغوره الشمالية المحتلة وتركيز جهوده عليها، وهو ما يعني أن إسبانيا تريد كسب المزيد من الوقت بجرجرة المغرب في موضوع الصحراء بما يمكنها من تحضير الشروط الكفيلة بحسم ملف المدينتين حسب رغبتها في حال إذا ما اضطرت إلى ذلك يوما ما.

وتدرك إسبانيا جيدا أن الحقوق الثابتة للمغرب في سبتة ومليلية لن تثنيه أبدا عن رفع مطالبه في المنتظم الدولي، وهذا ما يفسر ربما كون الدستور الإسباني لم يضع حدودا للتراب الإسباني والمناطق المكونة للدولة، وترك الباب مفتوحا أمام إمكان إعادة المدينتين إلى المغرب أو الإستقلال.غير أن إسبانيا تراهن على نجاح سياستها في أسبنة المدينتين سكانيا وعمرانيا واقتصاديا وثقافيا لخلق واقع مختلف بجعل سكان المدينتين يطالبون بالإستقلال الذاتي عن المغرب وإسبانيا معا إذا اقتضى الأمر، فإسبانيا لا تريد إعادة المدينتين إلى المغرب بكل بساطة، ولكن تريد حلا على غرار ما حدث في تيمور الشرقية، أي باستفتاء ترعاه الأمم المتحدة، وحسب رؤيتها الحالية فإن النتيجة لن تكون لصالح المغرب بسبب التغيرات الكبيرة التي خضعت لها المدينتان. ولتأكيد هذه الهوية الجديدة للثغرين المسلمين نظمت إسبانيا عام 1997م احتفالا ضخما بمناسبة الذكرى الخمسمائة لاحتلال مدينة مليلية، رافقه الكثير من الدوي الإعلامي في إسبانيا، والتذكير بخطر المسلمين في الجنوب.

والمفارقة الغريبة في هذه القضية، أن إسبانيا ظلت باستمرار تطالب بحقوقها التاريخية في صخرة جبل طارق الخاضعة للإحتلال البريطاني منذ القرن الثامن عشر بالذرائع نفسها والحجج التي ترفضها للمغاربة، أي الإمتداد التاريخي والتواصل الجغرافي والجذور الديمجرافية. وإذا كانت مطالبة إسبانيا باستعادة صخرة جبل طارق ترتكز على واقعة تاريخية وقانونية هي اتفاقية أوتريخت عام 1713م التي تسلمت بريطانيا بموجبها الصخرة من المملكة القشتالية، فإن قضية سبتة ومليلية قضية استعمار ولا ترتكز على أي مبرر قانوني أو شرعية تاريخية معينة، إذ لم يسبق لأي سلطان مغربي طوال القرون الماضية أن قبل التنازل عن تلك الثغور المحتلة لفائدة الملوك الإسبان، بل على العكس من ذلك، قاد سلاطين المغرب حملات عسكرية لاستعادة المدينتين، ولم يحصل أن خمدت مقاومة المغاربة للواقع الإستعماري، أو تخلوا عن مطلب استرجاعهما.

إسبانيا ترفض الحوار

شكلت الأزمة التي اندلعت في شهر يوليو 2005 م بسبب الغزو العسكري الإسباني لجزيرة ليلى قرب السواحل المغربية بحوالي 150 مترا مناسبة لفتح ملف مدينتي سبتة ومليلية، وقد استثمرت الديبلوماسية المغربية أزمة الجزيرة لتذكير الرأي العام الدولي بالواقع الإستعماري الجاثم على المدينتين، كأقدم استعمار أوربي في المتوسط، ولم يتردد العاهل المغربي محمد السادس في خطاب له يوم 30 من نفس الشهر عن التأكيد الصريح على ضرورة وضع هذا الملف الشائك قيد الحوار مع إسبانيا، من أجل تصفيته النهائية، وتجديد إقتراح والده بتكوين\"خلية تفكير\" بشأن المدينتين.والمشكل الأكبر والأخطر أن الجزائر البلد المسلم المجاور للمغرب لايعترف للمغرب للسيادة على جزيرة ليلى وينسبها للمحتل والمشكل الآخر وأنا من مجاور مليلية أننا لانعمل شيئا لقضية مليلية وسبتة والجزر الجعفرية فحالنا كحال الجولان.

نسأل الله ان يقيض لهذه الامة أمرا رشدا يوحد كلمتها أما الجامعة العربية فهي لايعنيها الامر ...............................

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير