تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الاعجازالتاريخي في القرآن الكريم "ملف تفاعلي".]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 11 - 07, 04:43 ص]ـ

[الاعجازالتاريخي في القرآن الكريم "ملف تفاعلي".]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ملف تفاعلي لإيراد ما جاء في القرآن الكريم من المعطيات التاريخية الاعجازية

و التي توصلت الدراسات التاريخية الحديثة الى شيء منها.

حيث أن هذا الفن من الاعجاز العلمي لا تزال الكتابة فيه في بداياتها،

و يكثر التكرار في كثير من مواضيعه المطروقة.

و لعل مثل هذا الملف يجمع بعض ما تشتت من مواد هذا الفن و مفرداته،

بحيث يثمر عن مادة علمية تصلح أساسأ لمرجع قيم في هذا الفن،

مع مراعاة دقة الطرح العلمي و عدم تطرق الاحتمالات المعاكسة

لمنحى المواضيع المطروحة.

و بالله التوفيق، و على الله التكلان، و منه المستعان.

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 11 - 07, 04:47 ص]ـ

ذكر هامان في القرآن الكريم

بقلم فراس نور الحق

قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (القصص:38).

يخاطب فرعون وجهاء قومه، أنه لا يعرف معبوداً لهم غيره، فينادي هامان طالباً منه أن يبني له من الطين المحروق و هو القرميد بناءً شاهقاً، لعله يرى إله موسى ...

تشير هذه الآية إلى معجزات عديدة منها:

1. تأليه فرعون نفسه: في قوله مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي و الأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تؤكد أن الفراعنة منذ الأسرة الرابعة كانوا يصرحون ببنوتهم للإله رع الذي يمثل إله الشمس والذي كان يعبدها قدماء المصريين، بل إن اسم رع دخل في ألقاب الفراعنة، مثل (رع نب) أي الرب الذهبي ولعل أوضح دليل على تأليه الفراعنة لأنفسهم كما يقول (بريستد) عالم الآثار، و التي حفظتها نصوص الأهرام هي أنشودة للشمس تردد فيها هوية الملك بإله الشمس، إن هذه الأنشودة تخاطب مصر، في تعداد طويل و رائع للمنافع التي تستمتع بها، تحت حماية و سيادة إله الشمس، فعلى ذلك يمُنح فرعون مصر المنافع نفسها، ولهذا يجب أن يتسلم نفس الهبات من مصر، و لذا الأنشودة بأكملها تعاد بوضع اسم فرعون أينما يجيء اسم رع أو حورس في الأنشودة الأصلية [1]

2. الإعجاز الثاني هو استعمال الفراعنة الآجرّ في بناء الصروح: فقد طلب فرعون من هامان أن يبني له من الطين المحروق (الآجر) صرحاً، و هذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني، وذلك حسب رأي المؤرخين [2] والذي يرى في ذلك

إشكالاً في أن الآيات السابقة التي تبين طلب فرعون من هامان أن يبني له صرحاً من الآجر أو الطين المحروق وظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور وأقيمت به بعضاً من أسس المنشآت، ترجع إلى عصور الفراعنة رعمسيس الثاني و مرنبتاح وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر (1308 - 1184 ق. م) وكان عثوره عليها في: موقع أثري غير بعيد من (بي رعمسيس أو قنطير) عاصمة هؤلاء الفراعنة في شرق الدلتا. [3]

3. أما الإعجاز الثالث هو الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه " هامان "

ذكر الدكتور موريس بوكاي ما نصه: [4]

(يذكر القرآن الكريم شخصاً باسم هامان هو من حاشية فرعون، و قد طلب إليه هذا الأخير أن يبني صرحاً عالياً يسمح له، كما يقول ساخراً من موسى، أن يبلغ رب عقيدته.

وأردت أن أعرف إن كان هذا الاسم يتصل باسم هيروغليفي من المحتمل أنه محفوظ في وثيقة من وثائق العصر الفرعوني، ولم أكن لأرضى بإجابة عن ذلك إلا إذا كان مصدرها رجلاً حجة فيما يخص اللغة الهيروغليفية وهو يعرف اللغة العربية الفصحى بشكل جيد، فطرحت السؤال على عالم المصريات Egyptologue و هو فرنسي يتوافر فيه الشرطان المذكوران تماماً.

لقد كتبت أمامه اسم العلم العربي (أي هامان) ولكنني أحجمت عن إخبار مخاطبي بحقيقة النص المعني واكتفيت بإخباره أن هذا النص يعود تاريخه بشكل لا يقبل النقض إلى القرن السابع الميلادي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير