تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القاهرة - الوطن في اطار الموسم الثقافي لساقية عبد المنعم الصاوي بالقاهرة للعام الحالي 2006 والذي تم تخصيصه للاحتفاء باللغة العربية ألقى الدكتور مصطفى عبد العاطي غنيمي مدرس الأدب والنقد بجامعة الأزهر قدم فيها الأدلة والبراهين العقلية والنقلية على أن اللغة العربية أم اللغات جميعها وأصلها، وأكد أنها قديمة قدم الإنسان وأنها تتميز باستمرارها بحروفها ومفرداتها واحتواء حروفها على معان نحو لا يوجد نظير له في أغلب الفاظ اللغات الحية. وقال في المحاضرة التي شهدها حشد كبير من المثقفين والاعلاميين وأساتذة الجامعات والدارسين والمهتمين بعلوم اللغة أنه يصعب تصور وجود القران الكريم ووجود الإنسان بغير اللغة فهي وجودهما ومناط حيوتهما. العربية قديمة قدم الإنسان وأوضح الدكتور مصطفى أنه مما يدل على قدم اللغة العربية قدم الإنسان ذاته أنه يصعب بداهة تصور تعلم آدم أكثر من لغة في آن واحد لما ثبت علميا من خطورة ذلك على الذهن وعضلات النطق وإبداع الإنسان بصفة عامة ولذا فقد ارتبطت قضية اللغة ببداية القرآن وبداية الخلق الإنساني. العربية متميزة عما سواها وأكد غنيمي أن كل حرف من الحروف العربية له دلالة وقدرة ومعنى وصفات وكيان قائم بذاته، وأن ما يحدد معنى الرمز وقيمته هو المخرج والمكان والكيفية التي يكون عليها الصوت فحرف الباء على سبيل المثال ينطلق بفتح الشفاه فجأة بعد أن كانت مغلقة فهو حرف شديد مهجور ولذا فهو يرمز للبداية في كل شيء مثل بدء بدع، ويدل حرف الميم على الثبات لإضباق الشفتين عند نطقه ولقد شاع هذا السكون في كلمات مثل مات، مطار، ولا تخلو الميم عندما ترد في عجز الكلمات مثل جزم، وختعم، من الدلالة على التوكيد والتشديد والقطع الذي ينفصل بالمعاني الحسية، أما حرف السين فهو على النقيض حيث يدل على المعاني اللطيفة مثل همس، سهل، بينما نجد الحركة في كلمات حرف الراء مثل ردم، وردف. الحروف الأصل الأسماء والبيان. وقال إن الأسماء المشار اليها في قوله تعالى «وعلم آدم الأسماء كلها .. الآية» هي الحروف الأبجدية لاستحالة النطق بغير الحروف، واستحالة اقتران التعليم بغير الحروف، واستحالة وجود البيان للإنسان نفسه بغير الحروف، وهو ما يؤكده ما أشار إليه القرآن الكريم في نفي البيان عن سيدنا موسى عليه السلام حينما سقط حرف أو حرفان من نطقه وذلك في قوله تعالى على لسان فرعون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين. ومن الأدلة التي ساقها الدكتور غنيمي أيضا للتأكيد على أن العربية أصل اللغات محافظة اللغة العربية على خصائص لغوية في الاعراب والاشتقاق والمعاني الاسرية الواحدة على نحو لا نظير له في ما سواها من اللغات الحية الأخرى مما يدل على حيويتها واستمراريتها على مدى حياة الإنسان. ومما يؤكد أصالة اللغة العربية وقدمها تلك النسب العالية من الكلمات المشتركة مع اللغات الأخرى قديما وحديثا مما يؤكد أنها جميعا من أصل واحد حيث تؤكد الباحثة في علوم اللغة الدكتورة تحية اسماعيل أن حوالي 80% من أفعال اللغة السنسكرية من أصل عربي وأن حوالي 75% من أفعال اللغة اللاتينية من أصل عربي. ويؤكد العقاد أن الآرمية والفينيقية وغيرها من اللغات الشرقية كانت عربية الأصل قبل أن تنفصل عنها لغات العالم القديم أصلها عربي. وكذلك يؤكد الدكتور عبد العزيز صالح عميد كلية الآثار بجامعة الأزهر الأسبق وجود علاقة وتشابه كبير بين اللغة المصرية القديمة، والتي تحورت إلى (الهيروغليفية)، قبل ثلاثين قرنا من ميلاد المسيح عليه السلام، ويقول عالم المصريات انه منذ خمسة آلاف عام تقريبا دونت المتون المصرية القديمة بقواعد لغوية لا يكاد بعضها ولا نقول كلها يفترق كثيرا عما ظهرت عليه قواعد اللغة العربية في تركيب الجملة الفعلية، وإلحاق الصفة بالموصوف جنسا وإفرادا وجمعا، وفي ادراج صيغة التثنية، وإلحاق نون الجمع وواو الجماعة بنهايات الأفعال والاسماء، وكذلك كاف الخطاب للمفرد والمذكر، ولام الاضافة، وياء النسب للفرد، وياء الملكية، والنفي بما، ولفظ (مع) للمعية، وتاء التأنيث، وميم المكان، وتأكيد الخبر بإن، وكذلك شيوع المصدر الثلاثي والمعتل في أصول معظم الأفعال، وتاء المخاطب للفعل الماضي. كما تتضمن النصوص المصرية القديمة نحو مائة وخمسين لفظا ومعنى تتجانس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير