تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه النعوت كان يستخدمها بعض علماء أهل السنة كابن قتيبة فكان يقول عن الرجل أو الراوي أنه شيعي بمجرد الموالاة لعلي بن أبي طالب وآل بيته دون الحط من منزلة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ودون أن يستتبع ذلك غلو أو سب في عموم الصحابة فإذا تجاوز هذا الحد إلى درجة الغلو فهنا يتحول المصطلح من شيعي إلى رافضي وهم خارجون على منهج أهل السنة والجماعة. هذا هو المقصود من مصطلح شيعي قديماً أما بعد تطور هذا المصطلح عقب العصور المختلفة في تاريخ الإسلام فقد تغير مدلوله الآن وصارمصطلحاً يتناقض ومنهج أهل السنة ومن ثم فلا يتصور أن يستخدم هذا المصطلح في وقتنا الحاضر بغية نعت أحد علماء أهل السنة بحجة أنه يوالي علياً رضي الله عنه وآل البيت لأن كلمة شيعي الآن لها دلالة تختلف عن معناها الإصطلاحي قديماً.

ثالثاً: ماحقيقة اتهام الطبري أنه كان يروي عن بعض الرواة الضعفاء المتهمين لدى علماء الجرح والتعديل كأبي مخنف ومحمد بن السائب الكلبي وابنه هشام وغيرهم؟ مما لاشك فيه أن الطبري روى عن أبي مخنف وابن الكلبي؛ ولنا وقفة مع هؤلاء الإخباريين بعد أن نلقي الضوء على أهم المصادر التي استند عليها الطبري في تاريخه: الأول: تاريخ الطبري يبدأ منذ بدء الخليقة حتى أحداث سنة 302هـ. الثاني: مصادر الطبري في تاريخ الرسل والأنبياء ابن إسحاق وكتب وهب بن منبه. الثالث: في تاريخ العرب قبل الإسلام على مرويات عبيد بن شرية ومحمد بن كعب القرظي وهشام الكلبي وابن إسحاق أيضاً.

الرابع: وفي السيرة النبوية استند إلى مرويات أبان بن عثمان وعروة بن الزبير وموسى بن عقبة وعاصم بن عمر والزهري وابن إسحاق وشرحبيل بن سعد.

الخامس: مصادره عن حروب الردة عن مرويات سيف بن عمر والمدائني.

السادس: أما مصادره في معركتي الجمل 36هـ، وصفين 37هـ فعلى مرويات أبي مخنف ومحمد بن السائب وابنه هشام الكلبي وسيف بن عمر.

السابع: ومصادره عن الدولة الأموية من مرويات عوانة بن الحكم وأبي مخنف والواقدي وابن الكلبي وعمر بن شبة.

الثامن: مصادره عن العصر العباسي على مرويان أحمد بن أبي خيثمة وابن ززهير والممدائني وعمر بن راشد والهيثم بن عدي والواقدي. نلاحظ أنه لم يعتمد على مرويات أبي مخنف وابني الكلبي فقط بل إنه قد نوع مصادره كما هو واضح.

لكن أخطر مصادره بحق هي مرويات أبي مخنف عن موقعتي الجمل وصفين لأن هناك تزويراً وتلفيقاً وسباً يخلص المرء بعد قراءته لهاتين الموقعتين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا مجموعة من أصحاب الدنيا الذين يتقاتلون على ملك زائل يشتم بعضهم بعضاً ويسب بعضهم بعضاً وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه ذلك ـ قد فشل في تربيتهم وتأديبهم وصحابة رسول الله براء من هذه المرويات الكاذبة التي رواها أبو مخنف وابنا الكلبي، ومن ثم لزام علينا أن نلقي الضوء على هؤلاء الإخباريين: أما أبو مخنف لوط بن يحيى ت157هـ: يقول عنه ابن حجر العسقلاني: "إخباري تالف لايوثق به تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني ضعيف. وقال يحيى بن معين ليس بثقة، وقال مرة ليس بشئ. وقال ابن عدي شيعي محترق. وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا حاتم عنه فنض يده وقال: أحد يسأل عن هذا وذكره في الضعفاء" وقال فيه الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ت272هـ: "قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يححيى بن معين يقول: أبومخنف ليس بثقة نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول متروك" وقال الحافظ أبو أحممد عبد الله بن عدي ت265هـ: "معروف بكنيته واسمه حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولايبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم" أما عن محمد بن السائب الكلبي ت146هـ: يقول الذهبي: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة" وقال الذهبي أيضاً في ميزان الإعتدال عن محمد بن السائب الكلبي: " وقال يزيد بن زريع وكان سبئيا قال أبو معاوية قال الأعمش اتق هذه السبئية فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذابين. وقال ابن حبان (عن ابن الكلبي) سبئيا من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلا كما ملئت جوراً وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها. وقال الجوزجاني وغيره كذاب وقال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير