تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فاسم الصحبة له دلالات، واللغة تسعها جميعاً، وإنما يقيد الاصطلاح من دلالة اللغة ما يقتضيه الشرع أو العرف ..

والقاعدة في فهم كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكذا كل متكلم أن يحمل كلامه على مراده لا على مراد غيره ..

فالبحث الإجمالي عن الأصناف كما ورد في الآيات هو المفيد، وأما البحث عن الأعيان وأحكامهم فإن كان باقتضاء من الشرع فعلى قدر مقتضاه، وإلا فهو فضول منهي عنه مع كون الوصول إلى حقيقة ذلك متعسر أو متعذر لخفاء ذلك غالباً ولا سيما مع تباعد العصور والأزمنة ..

فمن لم نحتج إلى معرفة حالة في العدالة ونحوها لاضطرارنا إلى روايته عن نبينا صلى الله عليه وسلم فما الداعي إلى البحث عن عدالته والتفتيش عن حقيقة أمره؟!.

فما الذي رواه الحكم بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

ثم إنَّ اللعن والنفي من جنس العقوبة بالقول والفعل وهي تنزل على المسلم وغيره إذا وجد مقتضاه

وقد نص نبينا صلى الله عليه وسلم أنه إنما يقضي على نحو ما يسمع، وأنه قضاءه بحسب الظاهر وإن كان الله تعالى قادراً على أن يوحي إليه بحقيقة الأمر وباطنه في كل قضية إلا أن مصلحة التشريع ودوام العمل به في الأمة بعد فراق نبيها صلى الله عليه وسلم، وابتلاء الناس بعضهم ببعض في دار التكليف وغير ذلك من الحكم اقتضى عدم ذلك، والاكتفاء بالظاهر مع التحري التثبت (الشرعي) والعدل واتباع حكم الله تعالى ..

ولهذا فقد كان من شدة ورع نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أتقى الناس لله تعالى وأوجههم عنده يقول: اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو لعنته ولم يكن لذلك بأهل فاجعلها له زكاة ورحمة وقربة تقربه بها إليك) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..

والحاصل: أن معرفتنا بحال الحكم بن أبي العاص في الحقيقة أو حتى بحسب ما يظهر بالبحث والتتبع والتفتيش ما المصلحة المترتبة عليه شرعاً ...

والحمد لله الحكيم العليم الرؤوف الرحيم الذي لم يحوج أمة خاتم رسله صلى الله عليه وسلم في أمر دينها إلى من لا يسوغ في دينها الركون إليه بقبول خبره

والعدالة ليست كل شيء في قبول الرواية حتى يتوسع باسمهما في التفتيش عن بواطن أمور الناس والنقب عن سرائرهم، بل صيانة الرواية حاصلة بدون هذا العنت بحمد الله تعالى بما ألهم الله تعالى من أقامه في ذلك من الجهابذة من طرائق معرفة الضبط للراوة وللمرويات، حتى يميز بين المروي الذي لم يضبط (غير المحفوظ) وإن صدر من الضابط الحافظ، فهذا العلم ليس سطحياً شكلياً، ولا مترتباً على ما يستحيل الوقوف عليه ولا ما يعسر من أمر بواطن الناس وسرائرهم حتى نجهد أن أنفسنا -من حيث الدنيا ومن حيث الدين - في الكشف عن ذلك.

هذا كله إن كان الأمر يختص بعين الحكم بن أبي العاص، أما إن جعل الكلام في شأنه سلماً إلى الكلام في غيره فلكل مقام مقال.

وفي ما تقدم إشارة إلى أنه لم يثبت عن الوحي المعصوم ما يقطع به على حال الحكم شرعاً ..

أسأل الله تعالى لي ولإخواني الهدى والسداد والاشتغال بأحب الأمور إليه وأنفعها لنا عنده ..

هذا ما عن لي أن أشارك به إخواني، وأستغفر الله لي ولهم

ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[30 - 01 - 09, 04:00 ص]ـ

قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)

فهذا كلام رب العالمين في أواخر ما نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم مبيناً لأصناف من ينطبق عليهم اسم الصحبة الاصطلاحي واللغوي.

فاسم الصحبة له دلالات، واللغة تسعها جميعاً، وإنما يقيد الاصطلاح من دلالة اللغة ما يقتضيه الشرع أو العرف ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير