[الصحف والكتب ومالعبرة من إيراد الله للفظ (القيمة في سورة البينة)]
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[07 - 03 - 09, 08:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحمد الذي تفرد بالكمال المطلق وبالعلم الأزلي الأبدي الدائم ونصلى ونسلم على خليله ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.وبعد
قال الرب سبحانه وتعالى في سورة البينة (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) ..
فما تفسير الصحف من قوله تعالى (صحفاً مطهرة).؟
وماتفسير الكتب من قوله (كتب قيمة).؟
ولماذا وصف الله الصحف بـ (مطهرة) والكتب بـ (قيمة)؟ وهل الضمير (فيها) يعود على متأخر لفظاً ورتبة؟ وهل الكتب من الصحف؟
آمل الإفادة من أهل المعرفة والدراية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 03:24 ص]ـ
سؤال جيد
ـ[مهند أبو الوفاء]ــــــــ[13 - 02 - 10, 03:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى:
قوله تعالى: {يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ}
فاعلم أن
الصحف: جمع صحيفة وهي ظرف للمكتوب، وفي:
المطهرة وجوه:
أحدها: مطهرة عن الباطل وهي كقوله: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] وقوله: {مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ} [عبس: 14]، وثانيها: مطهرة عن الذكر القبيح فإن القرآن يذكر بأحسن الذكر ويثني عليه أحسن الثناء
وثالثها: أن يقال: مطهرة أي ينبغي أن لا يمسها إلا المطهرون، كقوله تعالى: {فِى كتاب مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المطهرون} [الواقعة: 78، 79].
واعلم أن المطهرة وإن جرت نعتاً للصحف في الظاهر فهي نعت لما في الصحف وهو القرآن
وقوله: {كتب} فيه قولان:
أَحَدُهُمَا: المراد من الكتب الآيات المكتوبة في الصحف
والثاني: قال صاحب النظم: الكتب قد يكون بمعنى الحكم: {كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ} [المجادلة: 21] ومنه حديث العسيف: «لأقضين بينكما بكتاب الله» أي بحكم الله فيحتمل أن يكون المراد من قوله: {كُتُبٌ قَيّمَةٌ} أي أحكام قيمة
أما القيمة: ففيها قولان
الأول: قال الزجاج: مستقيمة لا عوج فيها تبين الحق من الباطل من قام يقوم كالسيد والميت، وهو كقولهم: قام الدليل على كذا إذا ظهر واستقام الثاني: أن تكون القيمة بمعنى القائمة أي هي قائمة مستقلة بالحجة والدلالة، من قولهم قام فلان بالأمر يقوم به إذا أجراه على وجهه، ومنه يقال للقائم بأمر القوم القيم،
_فإن قيل: كيف نسب تلاوة الصحف المطهرة إلى الرسول مع أنه كان أمياً؟
قلنا: إذا تلا مثلاً المسطور في تلك الصحف كان تالياً ما فيها وقد جاء في كتاب منسوب إلى جعفر الصادق أنه عليه السلام كان يقرأ من الكتاب، وإن كان لا يكتب، ولعل هذا كان من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
ـ[ياسر علي الفقيه الغامدي]ــــــــ[16 - 02 - 10, 03:39 م]ـ
جزاكم الله كل خير