تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أرق طباعا وألطف من أهل سواديهم وأهل الريف، والسواد أقرب حالا من الذين يسكنون في البوادي ولهذا قال تعالى الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً) (2)، وقال قتادة " لأنهم أعلم وأحلم من أهل العمود " (3)، وقال الطبري " من أهل القرى يريد المدائن ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم (4)، لذا فأن أغلب الآيات إن لم تكن كلها تتحدث عن القرى وأهلها، بوصفها المكان الذي بعث فيها النبي، ومن ذلك قوله تعاله (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ .. ) (5)،

أما المكان الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مكة المكرمة بوصفها أم القرى: قال تعالى (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) (6)، وهي المنطلق إلى عالمية الإسلام وهى أشهر مدن الحجاز ومتوسط الجزيرة العربية.وكان (لهذا التوسط من ناحية ولطبيعة العرب الرعاة الرحل كعنصر حركي من ناحية أخرى إلى جانب التجانس النسبي الكبير فى البيئة الطبيعية الصحراوية بين الموطن والمهجر - مما كفل وحدة الوسط والوسيط - والرمال والجمال أثره فى هذا الزحف التاريخي الطولي)

(7) وكانت مكة معدة منذ بداية الإنسانية لتكون النواة لانطلاقة الإسلام، حيث بها الكعبة التى مركز الأرض، قال شمس الدين السخاوي " إن أول ما خلق الله تعالى في الأرض مكان الكعبة ثم دحا الأرض من تحتها فهي سرة الأرض ووسط الدنيا وأم القرى " (8) ..


2 - الزمان: نزول الرسالة أو النبوة في زمان محدد ومقدر سلف.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير