تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل المُمَغَّط، ولا بالقصير المُتَردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القَطَط ولا بالسَّبِط، كان جعداً رِجلا، ولم يكن بالمُطَهَّم ولا بالمُكلثم، وكان في وجهه تدوير، أبيض، مُشرب أدْعَجُ العينين، أهدب الأشفار، جليل المُشَاش والكَتدِ، أجرد ذو مسرُبَة، شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلّع كأنّما ينحط من صَبَبْ، وإذا التفت التفت معا ً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدرا ً، وأصدق الناس لهجة، وألينَهم عريكة، وأكرمَهم (عِشْرَةً)، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه ويقول ناعِتُه لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم ".


(1) الفراسة للرازي تحقيق أ/مصطفى عاشور (2) الممغط: الذاهب طولاً، المتردد: الداخل بعضه في بعض قصراً، والقطط: الشديد الجعودة، الرجل: الذي في شعره حجون، أي تثن قليل، المطهم: البادن الكثير اللحم،
المكلثم: المدور الوجه، المشرب: الذي في بياضه حمره، الأدعج: الشديد سواد العين، الأهدب: الطويل الأشفار، الكتد: مجتمع الكتفين وهو الكاهل، المسربة: الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة، الشثن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين، التقلع: أن يمشي بقوة، الصبب: الحدور (امحدار)، جليل المشاش: يريد رؤوس المناكب،، العشرة: الصحبة، العشير: الصاحب (الترمزي اشمائل المحمدية 6)

7 - السن:-
بالإضافة إلى هذا فأن من أهم المعايير الهامة المتطلبة للنبوة معيار السن، إذ يلزم ألا يقل عمر النبي عن سن مناسب ولا يزيد أيضا عن سن مناسبة، وأنسب الأعمار التى كلف بها الأنبياء هى سن الأربعين يقل عن ذلك قليلا أو يزيد، وقيل أنها السن التي تبعث فيها الرسل " (1) وهي الفترة العمرية التي عبر الله تعالى عنها " بالأشُد "، مثال ذلك قوله تعالى عن يوسف عليه السلام:
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (2) أما ما جاء عن المسيح من أنه رفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة فهذا لا يعرف له أثر متصل يجب المصير إليه إلا ما جاء بإنجيل لوقا:- "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة (3)،
" ففي الأربعين تناهى العقل وما قبل ذلك وما بعده منتقص عنه والله أعلم، وقال مالك أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالقيامة حتى يأتيهم الموت " (4)
وروي عن ابن عباس أن نوحا عليه السلام بعث وهو ابن أربعين سنة بعد آدم بثمانمائة سنة (5) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت سنه التي بعث فيها الأربعون، ففي صحيح مسلم تحت عنوان "باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنه، عن أنس بن مالك " بعثه الله – أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء " (6)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير