تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عنها إلى الصحراء". وكذلك كتب الكاتب اليهودي "بن آفي" تعليقاً على الشهادات التي قدمت أمام لجنة التحقيق المؤلفة في عام 1931م برئاسة السر توماس هيكرافت: "إن على اليهود أ يطهروا وطنهم (فلسطين) من الغاصبين، وأن أمام المسلمين الصحراء والحجاز، وأمام المسيحيين لبنان، فليرحلوا إلى تلك الأقطار. وفي أكتوبر 1930م نشرت صحيفة المانشستر غارديان البريطانية المعروفة بصبغتها الصهيونية، بياناً وقعه عدد من أقطاب الإنجليز ورجال الكومنولث البريطاني ومن بينهم لويد جورج، وستانلي بولدوين، وأوستن تشامبرلن، وليوبولدايمري، وونستون تشرشل وهيو دالتون، وهارولد لاسكي، والمرشال سمطس، وآرثر غرينوود، واللورد سنل وغيرهم وقالوا فيه أنه كان واضحاً ومفهوماً لدى الحكومة البريطانية عند إصدارها لتصريح بلفور عام 1917م أن يصبح اليهود أكثرية ساحقة في فلسطين .... ". ولما وقعت الحرب العالمية الثانية سنحت الفرصة لليهود لتقوية أنفسهم وتعزيز أسلحتهم ولمضاعفة قواتهم العسكرية وإنشاء جيش يهودي بمساعدة السلطات البريطانية التي عينت واستخدمت خلال تلك الحرب عدداً كبيراً من اليهود في ورش الجيش البريطاني وثكناته ومستودعاته وفي الوظائف الرئيسية والفنية، وجندت ألوفاً من شبان اليهود في سلك الجيش فدربتهم وسلحتهم وأشركتهم في العمليات الحربية، واعتمدت بعض المصانع اليهودية لإنتاج الذخائر والمتفجرات وما إلى ذلك من اللوازم العسكرية. وبلغ عدد الذين دربهم الإنجليز وجندوهم في الجيش البريطاني حسب ما ورد في التقويم السنوي اليهودي (هاشانا) (لعام 43 - 1944) 33 ألفاً وهذا الرقم لا يشمل عدد المجندين منهم في البوليس والدفاع السلبي والهاجانا وغيرها. واستطاع اليهود بمساعدة الإنجليز نقل كميات هائلة من السلاح إلى فلسطين وزعوها على مستعمراتهم ومنظماتهم العسكرية.

تشرشل يؤلف الفيلق اليهودي:

وفي عام 1943 طالب اليهود الحكومة البريطانية بتأليف "فيلق يهودي" وإلحاقه كوحدة مستقلة بالجيش البريطاني، وساعدهم تشرشل مساعدة فعالة على تحقيق هذا الطلب، ولما اعترض المرشال ويفل – قائد القوات البريطانية في مصر والشرق الأوسط – على هذا الطلب خوفاً من إثارة العرب، تحداه تشرشل وسمح بتأليف الفيلق وجعلته القيادة البريطانية قسماً من الجيش البريطاني في حملته على إيطاليا عام 1944م، وبعد انتهاء الحرب عاد أفراد ذلك الفيلق إلى فلسطين ومع أكثرهم أسلحتهم الخفيفة. وفي ذلك يقول تشرشل في مذكراته التي نشرها عن الحرب العالمية الثانية ما نصه: ولقد نصحني ويفل بعدم تشكيل ذلك الفيلق اليهودي خوفاً من إثارة شعور العرب. ولكني تحديت ويفل، وكتبت إلى الدكتور وايزمن بالسماح بتشكيل الفيلق، ولم يتحرك كلب عربي واحد بالاحتجاج على ذلك. وقد تم لليهود تنظيم قواتهم وتسليحها قبل أن تضع الحرب أوزارها، فأرادوا اغتنام الفرصة وأن لا تنتهي الحرب إلا وقد تحولت فلسطين إلى بلاد يهودية، مدفوعين إلى ذلك بالاعتبارات الآتية: 1 - خشيتهم من قيام حركة عربية واسعة النطاق بعد الحرب تضطر بريطانيا وأمريكا إلى عدم تشكيل الدولة اليهودية في فلسطين. 2 - رغبتهم في قيام الدولة اليهودية قبل أن يزول أثر عطف العالم الغربي عليهم، وهو ما استطاعوا الحصول عليه بدعايتهم الواسعة ضد ألمانيا النازية واضطهادها لليهود. 3 - خشيتهم من أن يقوم من البريطانيين من يعارض في تحويل فلسطين إلى دولة يهودية، لاعتبارات تتعلق بمصلحة الإمبراطورية. ثم شرع اليهود بحملة إرهابية منظمة لاستعجال السلطات البريطانية بالتسليم لهم بفلسطين، وشكلوا عصابات إرهابية أشهرها (1) عصابة أرغون زفاي ليومي (2) عصابة شترن، فقامت بأعمال إرهابية عديدة واستمر الإرهاب اليهودي إلى ما بعد انتهاء الحرب، وتجاوز الإنجليز إلى العرب لإرهابهم وترويعهم وحملهم على ترك ممتلكاتهم والنزوح عن فلسطين، ومع أن الإنجليز لم يشكلوا الدولة اليهودية في فلسطين خلال الحرب، لاعتبارات سياسية وعسكرية، إلا أنهم سارعوا إلى تشكيلها بعد انتهائها متوسلين إلى ذلك بوسائل سياسية وغيرها، إلى أن قدموا قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة التي قررت في 29 نوفمبر 1947 تقسيم فلسطين باتفاق بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وتبع صدور قرار التقسيم قيام اضطرابات وتطورات خطيرة في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير