تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعد أن استقر الحاج محمد أمين الحسيني في بيروت استأنف نشاطه السياسي فأصدر مجلة "فلسطين" الشهرية، وظل هناك حتى توفي عام 1975 ودفن في مقبرة الشهداء عن عمر يناهز 79 عاما فرحمه الله رحمة واسعة

ـ[النذير1]ــــــــ[01 - 01 - 08, 01:51 ص]ـ

الفقية المجاهد .... الحاج محمد أمين الحسينى مفتى فلسطين

عبده دسوقي

تمر السنون تلو السنون، والأيام تتعاقبها الأيام وينجلى ليل ويطلع نهار ومازالت ذكرى المجاهدين خالدة فى الذهان تشع النور فى القلوب والبدان وتضئ الطريق المستقيم للسائرين على طريق رب العالمين.

إن الله عز وجل حفظ ذكرى المجاهدين فى اللوح المحفوظ، ورفع ذكرهم فى الدنيا والأخرة.

إن شخصية مثل الحاج أمين الحسينى لتبعث فى النفس رهبة، وتشعل فى القلب جذوة الإيمان، فمنذ ميلاده حتى وفاته وهو لم يغمد له سلاحا، فقد ظل سلاحه مشهرا دائما على أعداء الله، وكانت أسلحتة متعددة الجوانب فامتلك سلاح الكلمة، وسلاح الحكمة، وسلاح الساعد، لقد أوذى كثيرا فصبر واحتسب، وشرد كثير فحمد وشكر.

النشأة والتكوين

ينحدر الحاج امين الحسينى من أسرة شريفة هاجرت من اليمن فى القرن العاشر الهجرى، السادس عشر الميلادى على فلسطين، وتنتسب أسرتة الى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص)، ولد حسب الروايات عام 1895م أو1897م، وتلقى دراستة الولية فى مدارس القدس ثم التحق بالزهر الشريف إلا أنه لم يكمل فيه والتحق بمدرسة الضباط باستنبول قبيل الحرب العالمية الولى وعين ضابطا فى الجيش التركى وشارك فى الحرب العالمية الأولى

جهاده

لقد عاش امين الحسينى بحب الجهاد ففى1916م ترك الخدمة العسكرية فى الجيش التركى واشترك فى حركة التحرير العربية،وأنشأ أول منظمة سياسية فلسطينية فى التاريخ الحديث عام 1918م سميت بالنادى العربى، وفى 1919م شغل عدة وظائف فى حكومة فلسطين.

وعندما اعلنت بريطانيا وعد بلفور الذى خول لليهود الحق فى استيطان فلسطين هب وقاد حركة المقاومة ضد السلطات البريطانية فى فلسطين وحكمت عليه المحكمة الإنجليزية بالسجن 15 عاما غير أنه افلت من يد البوليس اإنجليزى ولم ينفذ الحكم الصادر ضدة، وعندما عين السير هربرت صمويل مندوبا ساميا على فلسطين اصدر عفوا عاما شمل سماحة المفتى امين الحسينى.

عاد بعد ذلك لفلسطين وشغل منصب الإفتاء الذى شغر بوفاة شقيقة عام 1922، ويذكر الأستاذ محمد على علوبة باشا ان الحاج امين الحسينى كان ينفق كل دخلة على حركة الجها الربية، ولم يكتف بذلك بل سافر للهند لجمع إكتتاب من مسلمى الهند لفلسطين.

تعرف على الأستاذ حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى الثلاثنيات وتوطدت الصلة بينهما، وعندما انلعت ثورة فلسطين الكبرى بقيادة المجاهد عز الدين القسام عام 1936م كان الحاج امين الحسينى يشغل منصب رئيس الهيئة العربية العليا منذ نشأتها عام 1935م وأثناء ذلك قام افخوان المسلمون بجمع المال والسلاح وإرسالة الى المجاهدين الفلسطينيين بعد رفض الحاج أمين الحسينى ارسال متطوعين واكتفى بالمال والدعاية، فقام افخوان بنشر جرائم بريطانيا والمذابح التى ارتكبوها ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ووزعوا كتاب النار والدملر فى فلسطينبه صور تدل على المذابح التى ارتكبت.

كما انهم هاجموا محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر عندما صرح بأنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين واتهموه بالتخاذل نحو القضية الفلسطينية. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وقف الحاج امين الحسينى بجوار ألمانيا ضد الحلفاء رغبة منه فى ان تساعده المانيا على التخلص من الإحتلال الإنجليزى، وعندما اندلعت الحرب كان أمين الحسينى فى بافاريايساعد فى معركة برلين، غير ان المانيا هزمت وطاردة انجلترا حتى التجا على فرنسا وظل بها فترة من الزمن ثم اختفى فضيلتة وعلى إثرها عزل رئيس البوليس فى باريس.

بعدها ظهر سماحتة فى الدول العربية،فطالب الإخوان فى مصر الملك والحكومة النصرية منح الحاج أمين الحسينى حق اللجوء فى مصر ووافق الملك ورحب به وأنزله أحد قصورة.

وعندما اعلن مجلس الأمن قراره الظالم بتقسيم فلسطين هب أمين الحسينى رافضا هذا القرار وأخذ يعد المجاهدين ويجمع السلاح لطرد اليهود، وعندما اعلنت بريطانيا عن سحب قوتها من فلسطين فى 15 مايو 1948م جهز الحسينى المجاهدين ودربهم وشاركه القائد جمال الحسينى فى الدفاع عن البلاد، وذهبت كتائب الإخوان تحت إشراف أمين الحسينى الى فلسطين وأبلت بلاءا حسننا لولا قبول الحكام العرب للهدنة الأولى والثانية لستطاع المجاهدين طرد اليهود، لكن ما فعلة الملك من امداد الجيش بالأسلحة الفاسدة،وما قام به النقراشى باشا رئيس وزراء مصر من قبول الهدنة واعتقال المجاهدين، وما قام به الملك عبد الله ملك الردن من سحب قواته أدت هذه الأمور الى هزيمة الجيوش العربية امام شرزمة قليلة من اليهود ووقوع الجيش المصرى فى حصار الفالوجا ولم يخلى سبيلة إلا بعد إبرام معاهدة ردوس فى 1949م.

لم يدخر الحسينى الجهد فى مواصلة الجهاد رغم تقدم السن وتكالب الخصوم وتصدع الجبهات الداخلية، كما لم ينقطع الأمل فى مواصلة الجهاد.

وفاتة

ظل أمين الحسينى فارسا فى الميدان، ام يأبه بتقدم السن، ولا اعتلاء الشيب حتى وافته المنية يوم 14 يوليو 1974 ودفن فى مقبرة الشهداء بعد رحلة جهاد كبيرة.

تقبل الله مجاهدنا فى زمرة الشهداء وأسكنة فسيح الجنات

المراجع:-

1 - مجلة نداء الحرية عام 1946

2 - جمعة أمين عبد العزيز- أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين- دار التوزيع والنشر الإسلامية.

3 - جريدة المصرى-عام 1946م.

4 - أحمد عادل كمال – النقط فوق الحروف – الزهراء للعلام العربى- مصر

5 - المستشار عبد الله العقيل – من أعلام الحركة الإسلامية – دار التوزيع والنشر الإسلامية

عبده مصطفى دسوقى

دراسات عليا فى التاريخ- القاهرة

[email protected]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير