تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يقبل الحاج أمين بهذه الوظيفة، حيث انتقل للعمل في المدرسة الرشيدية في القدس، ثم درس الحاج أمين في مدرسة روضة المعارف، وتعتبر هذه المدرسة بؤرة حركة النشاط القومى العربى الفلسطيني، وكانت هي ومدرسة النجاح في نابلس، والتي تأسست عام 1918م من أعظم المدارس الفلسطينية في تعليم أبنائها الحركة القومية العربية، والحركة الإسلامية وقد دعمها الحاج أمين عندما أصبح مفتيًا للقدس فيما بعد.

الحاج أمين مفتيًا للقدس

أما عن: كيف توصل الحاج أمين إلى منصب مفتى القدس؟ فقد ذكرت سابقًا أن العائلة الحسينية والحاج كامل الحسينى خاصة - أخو الحاج أمين - قد أرسلوا الحاج أمين إلى الأزهر حتى يجهزوه لمنصب مفتى القدس فيما بعد، وبالفعل وعقب مرض الشيخ كامل الحسينى رشحت العائلة الحاج أمين ليكون مفتيًا بعده، ولكن الإنجليز قرروا تعيين فخرى الحسينى أخو الحاج أمين لما يعرفون عن الحاج أمين من موقفه العدائى من مخططهم، ولكن نظرًا لما تلقاه الإنجليز من برقيات ورسائل، والتي وصلت إليهم من مختلف المناطق الفلسطينية تلتمس من المندوب السامى تعيين الحاج أمين مفتيًا بعد أخيه كامل اضطرت السلطات الإنجليزية أن تعينه في منصب المفتى بالرغم من توجسهم منه؛ لأنه كان قد سبق أن حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما لاشتراكه في تظاهرات عام 1920، ولقد سبق لهم وأن حاولوا اغتياله، وهو في بيت أخيه كامل ولكن الله نجاه.

كل ذلك يدل على أن الحاج أمين تولى هذا المنصب رغمًا عن الإنجليز وباختيار الشعب الفلسطيني، وتولى الحاج أمين منصبه في 10/ 3/1921، حيث أخبره صموئيل بذلك شفهيًا.

نشاطه ودوره في خدمة القضية الفلسطينية

لقد انقسم نشاطه ودوره في خدمة القضية الفلسطينية إلى أربع مراحل:

المرحلة الأولى- بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة:

حيث قام بجمع كثير من المتطوعين من أهالى فلسطين للانضمام إلى الجيش الذي كان يقوده الأمير فيصل بن الشريف حسين، حيث جمع 3000 متطوع من القدس والخليل، وسافر معهم إلى الأردن للانضمام إلى جيش فيصل الذي كان في العقبة، وكان الحاج أمين يحارب في صفوف جيش الأمير فيصل.

وأنشأ الحاج أمين النادى العربي، والذي كان من أهم أهدافه أو مبادئه - والتي كانت تطابق أهداف النادى العربى بدمشق - الاستقلال والوحدة العربية، وكان الحاج أمين ينادى بسوريا الكبرى - وفلسطين جزء منها - ويشجع الشعب العربى الفلسطينى علي ذلك، وتصدى الحاج أمين كذلك لراغب النشاشيبى، وعارف الدجانى؛ لأنهم نادوا بفصل فلسطين عن سوريا.

ولعب الحاج أمين دورًا مهمًا في تقوية أفكار الحركة الإسلامية ونشرها.

وفي عام 1920 قامت المظاهرات احتجاجًا على تصرفات اليهود، حيث تعود أهل فلسطين زيارة قبر النبى موسى (عليه السلام) كل سنة في احتفال ديني رائع، وفي هذا العام تحول الاحتفال إلى تظاهرة سياسية، ومن ثم إلى معركة اعتدى فيها اليهود على المسلمين، وقتل في هذا الحادث كثير من العرب واليهود.

واتهم اليهود الحاج أمين بأنه كان المشجع الأول لأهالى القدس للاشتراك في هذه الحوادث، ولذلك قرروا قتله، وبالفعل توجه خمسة من العملاء للصهاينة في 9/ 4/1920 يلبسون اللباس البريطانى العسكرى إلى بيت المفتى الأكبر - أخو الحاج أمين - وأطلقوا الرصاص على الحاج أمين ولكنه لم يصب وأصيب ابن أخيه.

المرحلة الثانية- بعد توليه منصب مفتى القدس:

فبعد أن تولى الحاج أمين منصب مفتى القدس في 1921 اتجه إلى العمل من أجل تحسين حال أهالى فلسطين الاقتصادية والتعليمية، حيث طالب في 19/ 10/1922م بتسليمه الأوقاف التي تسيطر عليها الحكومة، وكذلك أعشار القرى التي كانت قد جمعتها الحكومة من بداية عام 1917م، وتم له ذلك.

وفي عام 1923م قام بتأسيس كلية دينية في ساحة الحرم الشريف، وهدفها تعليم الطلاب وتدريسهم لاستلام مراكز مهمة كأئمة ومدرسين في المساجد وقضاة في المحاكم الشرعية، حيث حاول الإنجليز - ومن ورائهم اليهود - أن يقضوا على حالة التعليم في فلسطين.

ثم في نفس العام قام بتأسيس مكتبة المسجد الأقصى التي احتوت - عند تأسيسها - على 3000 كتاب، كما دعم الحاج أمين مدرسة الروضة ومدرسة روضة المعارف في القدس، وهما تعتبران مع مدرسة النجاح من أشهر المدارس في القدس، وكان شعار المدارس كلها: «نحن جنودك يا حاج أمين».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير