تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي عام 1925 قام بتأسيس فرق كشفية عسكرية التدريب، والتشكيل، ولكن بلباس الكشافة، وهكذا عمل الحاج أمين على تربية وتعليم، وتدريب أبناء بلده لعلمه بما لذلك من أهمية، ولعلمه بأهمية التعليم والتوعية لمواجهة العدوان، وهو نفس المنهج الذي كان يتبعه المجاهد عز الدين القسام في حيفا من خلال مسجد الاستقلال.

وفي نفس الوقت ومع عمل الحاج أمين على تعليم أهل القدس،، وإعدادهم لم يهمل الجانب السياسي، حيث قام في 1925 بإرسال مئات الرسائل والبرقيات إلى زعماء المسلمين في العالم محتجًا على أعمال الفرنسيين اللا إنسانية، حيث قامت فرنسا بضرب الأهالى المدنيين من السوريين في دمشق بالقنابل والطائرات في تشرين أول/ أكتوبر أيام 18، 19، 20عام 1925 لقمع الثورة التي قادها سلطان باشا الأطرش، والتي عمت جميع المدن السورية لدرجة أنها أقلقت الفرنسيين، بل وهددت وجودهم في سوريا.

ولم يكتف الحاج أمين بإرسال الرسائل والبرقيات، وإنما شكل في تشرين ثان/ نوفمبر عام 1925 اللجنة المركزية الفلسطينية لإغاثة السوريين المتضررين، وقدم كثيرًا من المساعدات التي تلقاها من المسلمين في العالم حتى يوصلها للثوار السوريين، ويقول الحاج نويهض مبعوث الحاج أمين إلى الأزرق التي انتقل إليها الأطرش وإخوانه: إنه رأى وسط الثوار مسلمين مقاتلين من السنغال انضموا إلى إخوانهم بتشجيع من المفتى الحاج أمين الحسينى عندما كان في مكة للمشاركة في المؤتمر الإسلامي عام 1926.

المرحلة الثالثة- بعد أحداث حائط البراق:

اتسمت سياسة الحاج أمين في الفترة السابقة على أحداث حائط البراق باللين من جانبه للإنجليز واليهود، حيث اقتصرت على الشجب والتنديد، وإرسال البرقيات ومساعدة الثوار، بينما كانت أحداث البراق 1929م هى الفاصل الذي نقل المفتى من مرحلة التفاهم مع إدارة الاحتلال إلى مرحلة الصراع، فقد أدرك المفتى درس المشروع الوطنى الفلسطينى الأساس في أن القيادة السياسية تحمل على أرضية الصراع مع المحتل والمخطط الصهيونى على السواء، فبعد هذا الحادث بدأ المفتى وشيوخ المسلمين اتباع خطة جديدة لحماية الأقصى فأسسوا جمعية «حماية البراق الشريف»، حيث كان اليهود قد أسسوا جمعية «أنصار حائط المبكى»، ونشرت الصحف العربية مقالات تؤيد الجمعية الإسلامية لحماية البراق الشريف، وشجعت أعضاء الجمعية على السهر على حماية المقدسات الإسلامية والعربية كلها، وانتقل المفتى من بيته الذي يقع خارج القدس ليسكن في بيت يشرف على الحائط مباشرة، وكان المفتى يهدف من هذا العمل إلى:

1. مراقبة اليهود في حالة إذا خالفوا الوضع عما كان سابقًا.

2. لكي يظهر للصهاينة والإنجليز أنه حامى المقدسات الإسلامية وعلى استعداد ليبذل روحه في سبيل الحفاظ على الحائط إذا لزم الأمر.

وبعد ذلك حاول اليهود أن ينشئوا معبدًا يهوديًا فقاومهم المسلمون، وحدثت مجازر عند حائط البراق، وذلك في 1929، فشكل الحاج أمين منظمات سرية للدفاع عن المقدسات الإسلامية، وعن كل فلسطين، ومنها «الكف الأخضر» الذي قال عنه الإنجليز: إنها تشكلت من قبل شيوخ فلسطين برئاسة مفتى القدس الحاج أمين الحسيني، وكان هدفها حماية المقدسات، ومنع اليهود من شراء الأراضي، وقتل الخونة الذين يفكرون في التعاون مع الصهاينة.

وعلم المفتى أن بريطانيا لن تغير سياستها في دعم الصهيونية، وأنها لن تحترم العهود والمواثيق المقطوعة للعرب، ولذلك قرر الانتقام، وذلك بإعلان الجهاد، فاتصل بالزعيم الأردنى محمد العجلوني، وطلب منه أن يهاجم الإنجليز في فلسطين، وأقيمت تظاهرات كثيرة في مدن عربية وإسلامية استنكرت خطة التقسيم، وأصدر علماء المسلمين فتاوى بتحريم التنازل عن أى جزء من الأراضى الفلسطينية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير