تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[النذير1]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:14 ص]ـ

الحاج محمد أمين الحسيني

مفتي القدس ـ رئيس المجلس الاسلامي الشرعي

دراسة في نشاطاته الاسلامية (1921 ـ 1937م)

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

علمنا القليل عن تاريخ فلسطين زمن الانتداب البريطاني، وذلك بسبب ندرة الوثائق، وقلتها. ومعروف لدينا ان فلسطين كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية حتى الحرب العالمية الأولى. والباحث في التاريخ يجد الوثائق عن فلسطين في الأرشيف العثماني في إسطنبول عن تلك الفترة من الزمن.

وكان الجيش الإنجليزي قد دخل القدس في كانون أول عام 1917م. ثم منحت عصبة الأمم الإنتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الاولى، وبقيت بريطانيا تحكم فلسطين بالحديد والنار حتى عام 1948م.

وعن هذه الفترة الزمنية من عام 1917 ـ 1948م توجد آلاف الوثائق عن فلسطين في أرشيف وزارة المستعمرات البريطانية، وارشيف وزارة الخارجية، ووزارة الحربية البريطانية. وقليل من هذه الوثائق كشفت بريطانيا النقاب عنها، وأصبحت في متناول يد الباحثين، وهناك الكثير من الوثائق الخطيرة ما زالت في طي الكتمان، لأن الحكومة الإنجليزية لا تجيز لأحد أن يطلع عليها.

ونحن نعلم أن بريطانيا تجاوزت العرف المتبع عالميا حينما كشفت النقاب عن الوثائق الفلسطينية بعد كتابتها بثلاثين عاما، ولذلك فمن المفروض أن تكشف النقاب عن بقية وثائق الإنتداب. لكي يستطيع الباحث أن يدرس المزيد عن تاريخ فلسطين زمن الإنتداب البريطاني. وعلى الرغم من ذلك فان الباحث يستطيع أن يجد في دائرة السجل العام ( P. R. O) Public Record Office في لندن آلاف الوثائق في ملفات أرشيف وزارة المستعمرات تحت رقم ( C.O.733)، وملفات وزارة الخارجية تحت رقم ( F.O. 371) ، وهناك آلاف الوثائق الفلسطينية موجودة في ارشيف «اسرائيل» ( I.S.A) Israeli State Archieve وأرشيف المنظمة الصهيونية ( Z.O) Zioniste Archieve وهناك ايضا الوثائق الموجودة في جامعة سانت انطوني St. Anthony’s College في اكسفورد في بريطانيا، ومكتب الهند في لندن، وفي أماكن اخرى من العالم.

وبدأت تظهر بالتدريج عدا الوثائق، حقائق تاريخية عن فلسطين تتمثل في المقالات وفي كتب الباحثين وفي كتب الذين شاركوا في صنع تاريخ فلسطين، أو عاصروا الانتداب البريطاني، سواء من الفلسطينيين أو من الأجانب.

إن الهدف من هذا البحث، هو إلقاء الضوء على سيرة الحاج محمد أمين الحسيني، ونشاطه في الفترة الواقعة ما بين عام 1921 ـ 1937م، بصفته ممثلا لأعلى مرتبة دينية في فلسطين، وهي مرتبة المفتي الأكبر. وكانت هذه الفترة الزمنية مثقلة بالأحداث التي مرت بها فلسطين زمن الانتداب البريطاني. وعلى الباحث في هذه الفترة أن يعرف مفتاح مشكلة قضية فلسطين، وهو «وعد بلفور»، الذي أعلنه وزير الخارجية البريطانية، اللورد بلفور، في تشرين ثاني عام 1917م، في رسالة موجهة الى اللورد روتشيلد، الزعيم اليهودي المشهور، في النص التالي (1):

وزارة الخارجية

في الثاني من تشرين الثاني عام 1917م

عزيزي اللورد روتشيلد

من دواعي غبطتي الجمة أن انقل إليكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، بعطفنا على الامال الصهيونية اليهودية، الذي عرض على الوزارة فوافقت عليه.

إن حكومة صاحب الجلالة لتنظر بعين العطف الى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل أقصى ما في وسعها من مساع لتذليل إحراز هذه الغاية، مع العلم تمام العلم، بأنه لن يفعل شيئا من شأنه المساس بالحقوق المدنية، والدينية، وللجماعات غير اليهودية، الموجودة حاليا في فلسطين، أو الحقوق والأهلية السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر.

وأكون مدينا لكم بالجميل إذا تكرمتم فأبلغتم هذا التصريح الى علم الاتحاد الصهيوني.

صديقكم المخلص

آرثر جيمس بلفور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير