تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[النذير1]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:34 ص]ـ

هو محمد أمين بن محمد طاهر بن مصطفى الحسيني زعيم فلسطين ومفتيها الأكبر ولد سنة 1893م بالقدس وتعلم فيها على يد والده حيث حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية واللغة العربية ثم سافر إلى مصر وأقام فيها سنين بين الجامع الأزهر ودار الدعوة والإرشاد التي أنشأها السيد محمد رشيد رضا وتخرج ضابطاً احتياطياً في استانبول سنة 1916م وضم إلى الفرقة 46 في أزمير , وعاد إلى القدس بعد الحرب

نسبت إليه اضطرابات في منطقة بيسان سنة 1920م فطارده الإنجليز ففر إلى دمشق فما لبث أن عاد إلى بلده. ولما توفى أخوه كامل الحسيني مفتي القدس سنة 1922م انتخبت بدلاً منه بلقب (مفتي فلسطين الأكبر) وتألف المجلس الإسلامي الأعلى فتولى رئاسته , وكان أول من نبه إلى خطر تكاثر اليهود في فلسطين بعد بلفور سنة 1917م وقد جاء بلفور مع المندوب السامي البريطاني 1925م يريد زيارة الحرم المقدسي فمنع دخولهما , ولم تقم حركة وطنية في فلسطين أو من أجلها إلا وكان مدبرها في الخفاء أو في العلن.

وكان الحركة الدائمة في اللجان والوفود إلى المؤتمرات وأهمها المؤتمر الإسلامي الذي بالقدس أيضاً سنة 1931م لنصرة القضية الفلسطينية. وكان همه استنهاض المسلمين للجهاد

ضد الإنجليز اليهود استمرت في عملها من سنة 1931م إلى سنة 1935م حتى قامت (منظمة الجهاد المقدس) بقيادة عبد القادر الحسيني وإشراف المفتي ورئاسته السرية المباشرة وقد توالت أعمال الجهاد إلى سنة 1948م , وفي الثورات وأهمها ثورة البراق سنة 1929م , وحاولت السلطات البريطانية سنة 1937م اعتقاله فنجا في زورق إلى لبنان وضغطت بريطانيا على فرنسا لتسليمه إليها سنة 1939م فخرج سراً إلى بغداد وقامت ثور عالي الكيلاني في العراق سنة 1941م فأراد الإنجليز القبض عليه فغادر بغداد متخفياً إلى إيران ومنها إلى ألمانيا , حيث أن المفتي أرسل موفداً هو (عثمان حداد) إلى ألمانيا يحمل رسالة إلى (هتلر) تتضمن المطالب التالية: (الاعتراف بالدول العربية كلها ما كان منها مستقلاً أو تحت الانتداب أو مستعمراً والاعتراف بحق العرب بإلغاء الوطن القومي لليهود بفلسطين والاعتراف باستقلال فلسطين).

جاء في كتاب زهير المارديني (ألف يوم مع الحاج أمين): ((إن مصلحة أمتي هي التي تملي علي اختياري , إن مصير فرد لا قيمة له عندما يتعلق الأمر بمستقبل الأمة. إن انتصار الإنجليز كان يعني أن فلسطين ضائعة. إن الشعب لا يطمح إلى تحقيق أمانيه إلا عبر التضحيات ودم أبنائه. فمنذ عام 1922م إلى 1941م والشعب الفلسطيني يعرف قضيته ويعرف من أنا ويعرف ماذا أفعل ولمصلحة من أفعل. أنا لم أذهب إلى بلاد المحور كي أضع نفسي تحت تصرفهم. لقد ذهبت في سبيل خدمة قضيتي التي هي قضية أمتي بكاملها ..

ذهبت مفاوضاً لا متعاوناً. كنت أتوق لأن تكون إقامتي ذات نفع لفلسطين خاصة ولوطني العربي الكبير عامة وللإسلام الذي أحمل أكبر مهمة من أجل إعلاء كلمته .. )).

ولم يكتف المجاهد الكبير سماحة الحاج محمد أمين الحسيني في الاهتمام بقضية فلسطين فحسب بل كان اهتمامه بالعالم العربي و الإسلامي كله فقد بذل جهوده مع رشيد عالي الكلاني

وتقي الدين الهلالي في الأهتمام باستقلال البلاد العربية في المشرق والمغرب على حد سواء وبذل أقصى الجهود للحصول على الدعم من دول المحور والمطالبة بالإفراج عن السجناء العرب في السجون الفرنسية أمثال: الأمير عبد الكريم الخطابي الزعيم المغربي والزعيم التونسي صالح بن يوسف وحبيب تامر وغيرهم.

ولقد سعى المفتي لتشكيل جيش عربي يدافع عن القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين , يقول المفتي عن هذا الجيش الذي أسسه ورعاه منذ بداية تكوينه: ((كانت هذه النواة مثلاً لجيش المستقبل الذي يجب أن يُحتذى , فلقد كانت عناصره من شتى بلدان أمتنا العربية الكبرى: المغرب , تونس , مصر , العراق , فلسطين .. وغيرها. هذا الجيش يجب أن يكون وسيلة فرج عناصر الأمة ومقدمة الوحدة. فلقد فعلت الحدود التي قامت بين أجزاء أمتنا في عصور الانحطاط والاحتلال ففرفتها فنشأت فروق في اللهجات والعادات ولا بد من توحيد ثقافتها)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير