تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يكن هذا الأمر جديد على الإخوان المسلمين , فإن الصلة بينهن وبين سماحة مفتي فلسطين قديمة منذ سنة 1935م ,حين أرسل الشهيد حسن البنا كلا من أسعد الحكيم وعبد المعز عبد الستار وعبد الرحمن البنا لمقابلة المفتي وعرض خدمات الإخوان للشعب الفلسطيني في جهاده , وجاءوا بجواب الرسالة من سماجة المفتي الحسيني إلى المرشد العام حسن البنا.

وفي سنة 1936م قام الإخوان المسلمون في جميع أنحاء مصر , بدعوة الناس للتبرع لمجاهدي فلسطين , ونظموا حملة باسم: ((ادفع قرشاً لفلسطين)) وانتشروا في مساجد المملكة المصرية يخطبون في المساجد والمحلات العامة , يهيبون بالناس لنجدة إخوانه الفلسطينين , وقد كتب أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي مقالاً في مجلة ((الرسالة)) تحت عنوان: ((قصة الأيدي المتوضئة)) سنة 1936م , وأثنى فيه على جهاد شباب الإخوان المسلمين وجمعهم التبرعات للمجاهدين الفلسطينيين.وذلك في أسبوع أعلنه عنه أنه ((أسبوع فلسطين)) وأصدرت مجلة الإخوان المسلمين أعداداً خاصة عن (فلسطين الجريحة) ووزعت كتباً عن ((النار والدمار في فلسطين)) وأثاروا مشاعر الشعب المصري ونخوته لنجدة فلسطين, حتى أغضبوا حكومة مصر التي أعلن رئيسها أنه رئيس حكومة مصر لا فلسطين, وذلك من أجل إرضاء الإنجليز , الذين كانوا متنفذين في مصر , وأثارتهم غضبه الشعب المصري الصادقة وثورته العارمة لنصره إخوانهم الفلسطينيين ونقمتهم على الإنجليز لمساعدتهم اليهود.

وحين أُعلن قرار تقسيم فلسطين يوم 29/ 11/1947م , هاجت الشعوب العربية والإسلامية وعمت المظاهرات الصاخبة أنحاء العالم الإسلامي , وتعرضت المصالح الأجنبية لاعتداءات

الجماهير الغاضبة فسارعت الجامعة العربية إلى عقد مؤتمر لتقرر دخول الجيوش العربية إلى فلسطين وفق مخطط أجنبي , يظهر عجز الجيوش العربية عن التصدي لليهود وعجزها عن الحيلولة دون إقامة دولة إسرائيل في أرض فلسطين غير أن القوى الوطنية _ والحركة الإسلامية في مقدمتها _ عقدت مؤتمراً شعبياً في القاهرة تكلم فيها حسن البنا ومحمد صالح حرب ومحمد على علوبة وعبد الواحد سبل وأحمد حسين وصبري عابدين (مندوب أمين حسين) وغيرهم , وكان الجميع يعارضون الجامعة العربية في إدخال الجيوش العربية إلى فلسطين لأنها ستكون ملزمة بالقرارات الدولية ومنصاعة لتنفيذها لأن الدولة هي التي أصدرت قرار التقسيم الجائر.

ولقد طالب القادة في المؤتمر الشعبي بتسليح شعب فلسطين وتزويدهم بالمعونات اللازمة , وفتح المجال أمام المتطوعين من البلاد العربية والإسلامية , للمشاركة في الذود عن الديار المقدسة بفلسطين , غير أن المؤامرة سارت في مسارها ودخلت الجيوش العربية , وكان ما كان من مهزلة الهدنة الأولى والثانية والثالثة وتولى الجنرال الإنجليزي ((كلوب باشا)) القيادة الفعلية لهذه الجيوش العربية التي انسحبت وأسلمت البلاد وأهلها لليهود الذين أقاموا المجازر والمذابح على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

ومن الجدير بالذكر أن الشاعر الإسلامي الكبير على أحمد باكثير نشر في جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية الصادرة بتاريخ 18/ 4/1948م _ أي قبل إعلان قيام دولة إسرائيل بأقل من شهر _ رسالتين متبادلتين بين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والرئيس الأمريكي ترومان حول قضية فلسطين مسجلاً للملك عبد العزيز موقفه المشرف والواضح والصريح من قضية فلسطين في لحظة حاسمة من تاريخها العصيب.

فقد كان الملك عبد العزيز في منتهى الدقة والحزم في ما كتبه للرؤساء الأمريكيين فيما يخص قضية فلسطين محذراً من مغبة التورط والتمادي في تأييد الكيان الصهيوني وقد نشرت معظم هذه الرسائل في الكتب التي تعنى بتاريخ الملك عبد العزيز وفي مقدمتها كتاب (شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز) لمؤلفة خير الدين الزركلي. وأقدمها رسالته للرئيس روزفلت بتاريخ 29/ 11/1938م حيث جاء فيها: ( ... إن قضية فلسطين قد نُظر إليها من وجهة نظر واحدة. هي وجهة نظر اليهود والصهيونية وأهملت وجهات نظر العرب ... ) كما أرسل عدة رسائل للرئيس ترومان بتاريخ 15/ 9/1946م , و 1/ 11/1946م , و25/ 2/1948م يقول فيها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير