تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( ... إن الحق الطبيعي للعرب في فلسطين يرجع إلى آلاف السنين , إن اليهود ليسوا إلا فرقة ظالمة باغية معتدية .. أضف إلى ذلك أطماعهم التي يبيتونها ليس لفلسطين وحدها , بل لسائر البلاد العربية المجاورة ومنها بعض الأماكن في بلادنا المقدسة .. وبهذه المناسبة أخب أن أذكر فخامتكم بأن الحكومة البريطانية هي التي أعطت وعد بلفور وهي التي نقلت المهاجرين اليهود إلى فلسطين تحت حماية حرابها وهي التي آوتهم وآوت زعماءهم ولا تزال توليهم من شفقتها ورحمتها بهم ... إن القرآن الكريم الذي به نؤمن وعليه نحيا وعليه نموت , قد لعن اليهود كما لعنتهم التوراة والإنجيل , وهو يوجب علينا أن نمنع اعتداءاتهم على هذه الأرض المقدسة بأرواحنا وأموالنا , ولا يقبل منا في ذلك صرفاً ولا عدلاً ... لقد كان في ممالأتكم السافرة لأعدائنا الصهيونيين وموقف حكومتكم العدائي نحو العرب ما يكفي ليحملنا على قطع الصلات بين بلدينا وفسخ عقود الشركات الأمريكية وإلغاء الامتيازات التي خلوناها لها. لولا أننا آثرنا ألا نعجل باتخاذ مثل هذا الإجراء لعل حكومة الولايات المتحدة تراجع نفسها وتصحح موقفها من قضية فلسطين , فتعدل عن تأييد الباطل الواضح إلى تأييد الحق الواضح دون ضغط منا أو تهديد بقطع مصالحها الاقتصادية في بلادنا ... ).

يقول العلامة الكبير أبو الحسن الندوي في كتابه القيم (شخصيات وكتب):

(إن حادثة وفاة سماحة المفتي الأكبر الحاج السيد محمد أمين الحسيني حادثة عمت العالم الإسلامي كله وهزته , وحق للمسلمين جميعاً أن يتبادلوا التعازي كأفراد أسرة فُجعت في أحد

آبائها أو مربيها وقد فقد العالم الإسلامي في شخصه أقدم زعيم وأكبر مجاهد وأعظم بطل من أبطال قضية المسجد الأقصى والقدس الشريف , وقد خُتم بوفاته كتاب في الجهاد والإخلاص

للعقيدة والفكرة والوفاء للمبدأ والغاية , ولقد سعدنا بزيارته في ندوة العلماء بمدينة (لكنهو) سنة 1933م مع زميله الكبير الأستاذ محمد على علوبة في جزلة دعائية للجماعة الإسلامية ثم التقيته في القاهرة والمدينة المنورة.

رحمة الله عليك يا أبا صلاح الدين ويا مجاهد فلسطين رحمة الأبرار الصالحين والأمناء الصادقين والمجاهدين المستميتين , فقد فارقت هذه الحياة وفي نفس يعقوب حاجة ما قضاها وأمنية لم تقر عينه بتحققها؛ بل انتقلت إلى جوار ربك مفجوعاً بما رأيت في أخر أيام حياتك,

وذهبت إلى ربك جريح الفؤاد , حزين القلب , محطم الأعصاب , غير راضي النفس , ولا قرير العين , بما اتفق عليه قومك من وضع السلاح والاكتفاء من الغنيمة بالإياب , وترك المسجد الأقصى والقدس الشريف على ما كانا عليه , وأنت الآن في كنف رحمة الله تثاب على عملك وجهادك ولا تُسأل عن عمل غيرك.

لقد حدثتني حين زرتك في القاهرة اليوم 7/ 8/1380ه , 13/ 5/1951م عن تاريخ جهاد فلسطين ومطامع اليهود السافرة حتى أطماعهم في احتلال المدينة المنورة وخيبر ومستعمرات اليهود القديمة , ومطالبتهم بذلك بكل صراحة والتهيؤ والاستعداد له ونفاق الإنجليز وكيدهم للمسلمين والروح الصليبية الكامنة في نفوسهم بل البادية في أحاديثهم وأعمالهم (قدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) وسذاجة الشعوب الإسلامية وسرعة انخداعها وأخطاء الدول العربية وغفلتها عن مصيرها والأخطار الصهيونية التي تهدد كيانها واشتغال ملوك العرب بنفوسهم وترفهم وجناية الجامعة العربية على قضية فلسطين بتكلفها بهذه القضية ثم تقاعدها عنها , وعزل الشعب الفلسطيني المجاهد عن السلاح وتسليم المناطق العربية لليهود. وقد أثنى على الإخوان المسلمين المجاهدين في فلسطين وأثنى على رجولتهم وقوة إيمانهم وحماستهم وقال: كان الواحد منهم يقاتل عشرات من اليهود.

ويقول الشيخ محمد زهير الشاويش:

(لا أعرف زعيماً عربياً في مكانة الحاج أمين _ رحمه الله _ توافرت له الرؤية الواضحة , والنظرة السليمة , والصمود الذي لا يجعله يتزحزح عما يراه حقاً قيد أنمله وكفاه بهذا فخراً.

لقد سمعته أكثر من مرة يتحدث بلهجة فيها كل العمق والنضج السياسي عن السلطان عبد الحميد الذي لم يخضع لطلب اليهود بإعطائهم وعداً بإنشاء وطن قومي لهم وقال: ((إن فلسطين ليست ملكاً لي حتى أعطيكم منها , بل وقف إسلامي ملك للأمة الإسلامية كلها))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير