[السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي رحمه الله تعالى.]
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 12 - 07, 12:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد
فإن السلطان البطل المجاهد محمود سبكتكين الغزنوي رحمه الله من السلاطين المشهورين، والأبطال المعدودين.
قال عنه الإمام الذهبي: " السلطان الملك يمين الدولة فاتح الهند أبو القاسم محمود بن سيد الأمراء ناصر الدولة سبكتكين التركي صاحب خراسان والهند وغير ذلك .... ففرض على نفسه غزو الهند، فافتتح بلادا شاسعة، وكسر الصنم سومنات، الذي كان يعتقد كفرة الهند أنه يحيي ويميت ويحجونه ويقربون له النفائس، بحيث إن الوقوف عليه بلغت عشرة آلاف قرية ..... قال عبدالغافر الفارسي في ترجمة محمود: كان صادق النية في إعلاء الدين، مظفرا كثير الغزو، وكان ذكيا بعيد الغور، صائب الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء .... وكان في الخير ومصالح الرعية .... وكانت غزوات السلطان محمود مشهورة عديدة وفتوحاته المبتكرة عظيمة ... ".أهـ
سير أعلام النبلاء 13/ 312 - 315 باختصار طبعة دار الفكر تحقيق عمر بن غرامة العمروي.
وقال الإمام ابن كثير في أحداث سنة 421 هـ: " وفيها توفي الملك الكبير المجاهد الغازي، فاتح بلاد الهند محمود بن سبكتكين رحمه الله، لما كان في ربيع الأول من هذه السنة توفي الملك العادل الكبير الثاغر المرابط المؤيد المنصور يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين صاحب بلاد غزنة وملك تلك الممالك الكبار، وفاتح أكثر بلاد الهند قهرا وكاسر أصنامهم وندودهم وأوثانهم وهنودهم وسلطنهم الأعظم قهرا، وقد مرض رحمه الله نحوا من سنتين لم يضطجع فيهما على الفراش ولا توسد وساداً، بل كان يتكئ جالسا حتى مات وهو كذلك؛ وذلك لشهامته وصرامته وقوة عزمه، وله من العمر ستون سنة رحمه الله ... "
البداية والنهاية لابن كثير 12/ 27 طبعة دار المعارف.
وهذه مناظرة له مع أحد كبار المنتسبين للأشاعرة المتكلمين وهو أبو بكر ابن فورك، تبين مدى تمسكه بالأثر، وأخذه به، رغم وجود المخالف.
قال أبو مسعود البجلي: " دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية؛ لأن لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت. فقال السلطان: " ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه ". فبُهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات. فيقال: انشقت مرارته.
سير أعلام النبلاء 13/ 314
بعض أعماله رحمه الله:
أولا: القضاء على الدولة البويهية الرافضية.
ثانيا: القضاء على الدولة السامانية عند ضعفها.
ثالثا: تحالفه مع الخلافة العباسية ضد الدولة العبيدية الباطنية الكافرة، وإهداء الخليفة العباسيه له وخلعه عليه.
رابعا: نشره للسنة ومحبته لها، ومليه إلى الأثر.
خامسا: محاربته لأهل البدع من أشاعرة وجهمية ومعتزلة ورفضة.
سادسا: كانت انتصاراته لعقيدة السلف الصالح جعلت كثيرا من المؤرخين الأشاعرة وأصحاب الميول الشيعية ينتقصون من قدره وينسبون إليه الصفات الذميمة مثلما فعل ابن الأثير وكان متأثرا بالتشيع عندما وصف السلطان 'محمود بن سبكتكين' بالشره في جمع الأموال ولو من غير حقها وهي دعوى باطلة تخالفها سيرة وحياة هذا البطل العظيم في كل موطن.
سابعا: عدله بين الناس يجتهد في مصالحهم
ثامنا: مواصلته للجهاد في سبيل الله وقضاؤه على أكبر ملوك الهند "جيبال"
تاسعا: محبته للعلماء، واجتماعهم في مجلسه
عاشرا: هدمه للأصنام والأوثان التي تعبد من دون الله ومنها صنم كفار الهند الأكبر "سومنات"
هذه أعمال هذا السلطان الكبير والمجاهد البطل " محمود سبكتكين " رحمه الله تعالى.