تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال للأخ الدكتور إسلام بن طعيمة: تشويه التاريخ الإسلامي .. لمصلحة من؟!]

ـ[أبو يوسف القويسني]ــــــــ[29 - 12 - 07, 03:56 م]ـ

مقال للدكتور إسلام بن طعيمة بعنوان:

تشويه التاريخ الإسلامي .. لمصلحة من؟!

الحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله,

أما بعد:

فإنَّ من أرادَ أن يخوضَ غمار التاريخِ الإسلامي وينزلَ إلى بحارِهِ متلاطمةِ الأمواج بالتأليف أو التصنيف يتعينُ عليه أولاً أن يتعلَّم, فإن الجهلَ آفةٌ مهلكةٌ وللحقِّ عدوٌ لدود, فعليه أولاً أن يتقي الله عز وجل فيعرفُ لمن يتكلَّم عنه حقَّه وفضلهُ, ويتجردَّ عن اتباعِ الهوى فإنه من المهلكات, ويعزُفُ عن الإنطلاقِ من مقررٍ سابق يحاولُ جاهداً بشتى السبلِ والحيلِ أن يُثبته ولو كلَّف الأمرُ أن يستدلَّ بما لا يصحُّ به الإستدلال ولا تقوم بمثلِهِ حجةٌ, ثم عليه أن يدُرسَ علمَ الحديثِ الذي به يُعرَفُ صحيحُ الرواياتِ من سقيمِها دراسةً شافيةً وافيةً, فسلفنا الصالح من أئمةِ أهلِ السنةِ الناصحين المتَّبَعِين لمَّا حرَّروا تاريخَ الإسلامِ حرَّروه بالأسانيد التي تُيسِّرُ على خائضِ هذا المضمار أن يعرفَ ما ثَبُتَ عن سَلَفِهِ الصالح مما هو زورٌ ملفَّقٌ عليهم بالنظر في هذا الإسناد والحُكم عليه بما يستحِقُّه من صحةٍ أو ضعفٍ أو بطلان تبعاً لقواعدِ هذا العلمِ الشريف الذي تفرَّدت به أمةُ الإسلامِ عن سائرِ أهلِ المللِ المسمَّى ب "علمِ الحديث" فإن لم يستطع أن يدرُسهُ فعليه أن يرجعَ إلى علمائِهِ المتخصِّصِين قبلَ أن يوردَ الرواية كي لا يشتطَّ قلَمُهُ وتزِلَّ قَدَمُهُ.

وأما من حرَّر التاريخ من غير أئمةَ أهلِ السنةِ فلا يخلو حالُهُم من طائفتين:

الأولى: "المرتزقة" وهم لا همَّ لهُم ولا هاجس إلا جمعُ المال ولو ارتكبوا ما ارتكبوا في سبيل ذلك من الآثامِ والمحرَّمات, فحرَّفوا تاريخَ أُمَّتِهِم واشتروا به ثمناً قليلاً, فأكلوا بأقلامهم وتزلَّفوا بها إلى حُكَّامهم.

وأما الطائفةُ الأخرى فهم: "الخوارج والشيعة الروافض" فأما الخوارج فهمُ الذين كفَّروا عليَّ بن أبي طالبٍ والذين معهُ, فخرجوا عليهم بالسيفِ واللسانِ, وامتدت أيديهم الملوَّثة بدماءِ ابن عمِّ رسول الله إلى التاريخِ فشوَّهوه ومسخوه كما فعلَ غيرُهُم من أهلِ البدعِ والضلالات, وأما الآخرين فهم الشيعة الروافض الذين اشتطوا في عليَّ بن أبي طالب فرفعوه إلى مرتبةٍ تُقاربُ الألوهية, وقد دَرَجَ هؤلاء على الكذبِ والتدليس والدسِّ الخسيس خَلَفاً عن سَلَفٍ في سبيلِ التنقيص من قدرِ أهلِ السنَّةِ بتشويه تاريخِهم والزعم الكاذب أنه توارتٌ لخيانةٍ عن أُختِها!

فمِثلُ هذين الصِنفينِ الأخيرين ينبغي على الباحثِ عن الحق أن يضرِبَ عنهُم صفحاً وإلا ضلَّ ضلالاً مبيناً كذاك الصحفيّ الفاشل الذي نزلَ إلى هذا المضمار بغيرِ آلتِهِ, بل هو فيه أجهلُ من حمارِ أبيهِ! فأطلقَ لسانهُ وقلمَه في عِرضِ صحابةِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلَّم) أفضلُ البشرِ بعدَ الأنبياءِ والرسلِ, متوكئاً في فعلتِهِ النكراء على روايات لا تساوى أسانيدُها فِلساً عندَ علماءِ الحديث! بل هي من قبيل المنخنقة والموقوذة والمتردِّية والنطيحة! فإذا كان هذا الجاهل لم يُحِط بذلك عِلماً فمن وما الذي زجَّ به وبأمثالِهِ فيما لا يُحسنون؟! وإن كانت الأخرى فليعلم هو وأمثالُه أنهم ضُلَّالٌ فسقةٌ, وغداً سيعلمون أيَّ منقلبٍ ينقلبون ثمَّ ليعلموا أننا في نحرهِهم والله معنا مادمنا في طاعتِهِ.

أقولُ أخيراً:

أيها الإخوة والأخوات , من أراد أن يطالعَ تاريخ الإسلامِ المُشرقِ فعليه بكتبِ أهل السنة دون أهلِ البدعِ والضلالات, وليحرص غاية الحرصِ على أن تكون أسانيدُ الكتابِ محقَّقةً ليكونَ على بيِّنةٍ من صحيحها وسقيمها, وسأذكر لكم الآن عدداً من المؤلَّفات التي تعدُّ رأساً في هذا الباب من نتاجِ المتقدمين والمتأخرين ..

فمن كتبِ المتقدِّمين:

*كتاب " العواصم من القواصم " لأبي بكر بن العربي, وهو كتابٌ مختصرٌ ونفيس في ذاتِ الوقت.

*كتاب " البداية والنهاية " للحافظ ابن كثير, وهو كتابٌ مطوَّل, وطبعة دار ابن رجب التي أشرف على تحقيق أسانيدها العلامة المحدِّث/ مصطفى بن العدوي من أفضل طبعاته.

ومن كتب المعاصرين:

*كتاب " حقبة من التاريخ " للشيخ عثمان بن محمد الخميس, وهو كتابٌ طيبٌ تناول بالبحثِ حقبةً تاريخيةً غاية في الأهمية والخطورة ألا وهي الفتنة التي وقعت بين صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم).

لتحميل الكتاب: http://www.snapdrive.net/files/453998/Hokba.rar (http://www.snapdrive.net/files/453998/Hokba.rar)

نوع الملف: مضغوط rar

حجمة: 7 ميجا

نوع الملف بعد الفك: pdf

* سلسلة " صحيح التوثيق " في التاريخ الإسلامي للشيخ المحقِّق مجدي بن فتحي السيد, وقد تناولَ ما صحَّ إسناده من وقائع تاريخية على مدار التاريخ الإسلامي بأكمله.

*كتاب " الفتنة بين الصحابة " للشيخ المصري الفاضل محمد حسان.

*كتب الشيخ الدكتور علي الصلابي وهي في الجملة جيدة النسجِ سلسة الأسلوب.

وجزاكم الله خيراً, وأعتذرُ عن الإطالة ...

بقلم/ إسلام طعيمة

تحريراً في: 11 من ذي الحجة 1428 هـ

الموافق 20 ديسمبر 2007 م.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير