تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عالم فقدناه .. الشيخ العلامة الفقيه المربي الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالرحمن الأطرم.]

ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 12:03 ص]ـ

بقلم تلميذه الشيخ الأستاذ الدكتور فالح الصغير.

من أصعب الكتابات على الكاتب أن يعبر عما يختلج في الصدر من المشاعر وخاصة إذا صاحبتها آلام الفراق، وحزن الفقد، وبالأخص إذا كانت نحو قريب من أقرب الأقرباء، فكيف إذا كانت هذه المشاعر نحو عالم من علماء الشريعة نذر حياته في التعليم والتربية والإفتاء والخطابة والوعظ والإرشاد والشفاعة ونفع الآخرين؟

كيف يكتب القلم عمن كان كذلك طوال حياته مع ما مرّ عليه من شغف العيش، وقلة ذات اليد، في أول حياته؟ كيف يكون الحديث في تاريخ يمتد أكثر من أربعين سنة ملازماً متعلماً متربياً مرشداً في حنان أبوة، ورعاية أستاذ، وحزم مرب؟! أنى له أن يستطيع قلمه أن يفي بمجال من مجالات التعليم والتربية فما بالك إذا كان الحديث في مجالات عديدة؟ وهل يستطيع الدمع أن يعبر عما في القلب؟ أو أن يبث الشجون؟ وهل يستطيع الذهن استجماع مواد تعليمية أكثر من أربعين سنة؟! إنه الموقف الصعب الذي أحسب أن يستعصى على كبار الأدباء، ومن هنا أختار أن يسترسل قلمي على سجيته بما أظنه مفيداً لشباب الأمة وفتياتها لأنقل لهم رموزاً مما تعلمته، وإشارات عابرة عن هذه المدرسة الشامخة والجامعة التطبيقية ليكون منارة هدى إنه الحديث عن الخال الشيخ العلامة الفقيه المربي الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالرحمن بن عبدالله الأطرم الذي ولد في محافظة الزلفي عام 1352هـ من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كف بصره من عام 1359هـ لما أصابه مرض الجدري وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، ودخل الكتاتيب وحفظ القرآن الكريم صغيراً وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره وتعلم مبادئ الدين وخاصة مبادئ العقيدة في المحافظة نفسها، ثم انتقل إلى مدينة الرياض - مركز العلم - فأتقن القرآن الكريم على يد الشيخ المقرئ محمد بن سنان - رحمه الله - ثم التحق بحلق العلم فدرس على شيخه وأستاذه الكبير العلامة مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - فحفظ عليه مجموعة من المتون الذي تخرج على يديه جل مشايخنا - رحمهم الله جميعاً - وكذا فضيلة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله.

ولما افتتح معهد الرياض العلمي عام 1371هـ التحق فيه شيخنا، وواصل تعليمه حتى تخرج من كلية الشريعة عام 1378هـ، وعمل بعدها مدرساً في معهد الرياض العملي بعد أن قبل سماحة المفتي عذره في عدم التحاقه بالسلك القضائي.

واستمر كذلك حتى افتتاح المعهد العالي للقضاء فالتحق فيه وكانت الدراسة فيه ثلاث سنوات ثم الرسالة وليس البحث فكانت دراسة جادة أتذكرها جيداً عندما كنت أصحبه مع زميلي ورفيق دربي ابنه الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن صالح الأطرم عضو مجلس الشورى فإذا دخل القاعة ذهبنا إلى حديقة المعهد لنذاكر دروسنا وكنا في المرحلة المتوسطة، ونال - رحمه الله - شهادة الماجستير عام1390هـ وكانت أطروحته في (حد جريمة الحرابة).

وواصل المشوار حتى نال درجة الدكتوراه في المعهد نفسه عام 1404هـ وكانت أطروحته في دوافع الإيمان وموجباتها، وبعد نيله شهادة الماجستير التحق أستاذاً في كلية الشريعة حتى عيّن عضواً في هيئة كبار العلماء عام 1413هـ واشتغل بالإفتاء والتدريس في المسجد والبيت ومتعاوناً مع كليات البنات في الدراسات العليا والإشراف على الرسائل، واستمر كذلك حتى أصيب بمرضه الأخير في 2 - 2 - 1420هـ بعد وفاة شيخه الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - بثلاثة أيام. واستمر مع المرض يخف تارة ويشتد تارة حتى دخل المستشفى دخوله الأخير في 17 - 10 - 1428هـ، وتوفي في تمام الساعة العاشرة صباح يوم الجمعة 25 - 12 - 1428هـ، وصليّ عليه في جامع الراجحي في الرياض وصلى عليه جمع غفير لم يشهد له مثيل وتبع جنازته خلق كثير، وأمَّ المصلين سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ متعه الله بالصحة والعافية وأبقاه ذخراً للإسلام والمسلمين.

وكان من أبرز شيوخه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير