تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مصالحها في المنطقة، ويمكنها من بسط نفوذها على "فلسطين" والتحكم في "قناة السويس" وتأمينها من الشرق، مما يعزز من موقفها ويحكم قبضتها على البلاد العربية التي استعمرتها.

وفي [4 من المحرم 1336هـ = 20 من أكتوبر 1917م] اقتحمت القوات البريطانية "فلسطين" في الوقت الذي أصدر وزير الخارجية البريطاني "آرثر بلفور" وعده الشهير الذي يمنح اليهود بموجبه الحق في إنشاء وطن قومي لهم في "فلسطين"، وكان ذلك أول اعتراف دولي بالصهيونية وبمشاريعها الاستيطانية، ومع ما قدمه هذا الوعد من امتيازات بالغة للصهاينة، فقد تجاهل تمامًا العرب أصحاب تلك الأرض التي منحتها "بريطانيا" لليهود.

وفي ظل الرعاية البريطانية للصهاينة وتأييدها المحموم للاستيطان اليهودي في "فلسطين"، تضاعف عدد المهاجرين من اليهود إلى "فلسطين" بعد هذا الوعد، من (55) ألفًا بعد "الحرب العالمية الأولى" ليصبح (108) آلاف في عام [1344 هـ = 1925 م]، ثُمَّ قفز إلى (300) ألف في عام [1354 هـ = 1935 م]،ليصبح (650) ألفًا في عام [1367 هـ = 1948 م].

لم يكن وقوف "بريطانيا" إلى جانب الصهاينة وتشجيعهم على إنشاء دولة لهم في "فلسطين" مجرد تأييد أو حتى انحياز مطلق، وإنما هو جزء من مخطط استعماري ضخم يهدف إلى استمرار احتلال البلاد الإسلامية واستنزاف ثرواتها، وهو ما عبَّر عنه "تشرشل" في مذكراته. حين قال: " إذا أُتِيحَ لنا أن نشهد مولد دولة يهودية لا في فلسطين وحدها بل على ضفتي الأردن معًا تقوم تحت التاج البريطاني؛ فإننا سوف نشهد وقوع حادث يتفق تمام الاتفاق مع أهداف واستمرارية الامبراطورية البريطانية".

ثم جاء قرار تقسيم "فلسطين" الذي أصدرته "الجمعية العامة للأمم المتحدة" سنة [1366هـ = 1947 م] مُحبطًا ومُخيِّبًا لآمال الشعوب العربية التي كانت تتطلع إلى عدالة تلك المؤسسة الدولية أو حتى حيادها، فقد كشف بجلاء عن ازدواجية المعايير التي تضبط أحكام وقرارات تلك المؤسسة، وعن خضوعها لنفوذ الدول الكبرى، واستسلامها لإرادة تلك الدول ومصالحها.

وقد شجع ذلك المزيد من اليهود على الهجرة إلى "فلسطين"، وتزايدت الهجرات بشكل ملحوظ في أعقاب النكبة العربية سنة [1367 هـ = 1948 م] بعد الهزيمة المريرة التي لحقت بالجيوش العربية على أرض "فلسطين" نتيجة العمالة والخيانة من جانب ونقص الكفاءة والإمكانات والتدريب من جانب آخر.

وقد أصبحت الهجرات إلى "فلسطين" سهلة نظرًا لتردِّي الأوضاع العربية، وتزايد عدد المستوطنات التي أُقِيمت في الفترة بين عامي [1367 هـ = 1948 م] و [1372 هـ = 1953 م] لتبلغ (370) مستوطنة، وخلال الفترة من عام [1367 هـ = 1948 م] إلى عام [1387 هـ = 1967 م] تحولت أكثر من (400) قرية فلسطينية إلى مستوطنات ومستعمرات إسرائيلية بعد أن تَمَّ طرد سكانها منها.

وطوال تلك السنوات لم يقف أبناء "فلسطين" مكتوفي الأيدي أمام هذا الغزو والاستيطان الصهيوني، فقد تصدّوا لتلك الهجرات، وقاوموها بكل السبل، وبرغم الحصار الصهيوني والبريطاني لأبناء "فلسطين" وسياسات التجويع والبطش والإبعاد، فإن حركة المقاومة لم تتوقف يومًا على أرض "فلسطين" ولم تخبُ نيران الغضب الفلسطيني ساعة، فقد تصدوا لموجات الاستيطان وعمليات التهويد ومحو الهوية لتلك الأرض العربية بكل ما يملكون من قوة وشجاعة وإيمان قوي، وقدموا آلاف الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملحمة البطولة والصمود.

وجه الإعجاز:

أخبار الله تعالى باجتماع اليهود في فلسطين وهذا الحدث ما كان لأحد أن يتخيله في أيام النبي صلى الله عليه وسلم لما كان عليه حالهم من ضعف وذل ولكن تحقق ليكون هذا دليلاً واضحاً من آلاف الأدلة على أن هذا القرآن هو منزل ما عالم الغيب الله سبحانه وتعالى.

إعداد فراس نور الحق

مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=mix&select_page=admin)

[email protected]

المراجع:

لسان العرب

الاستيطان .. التطبيق العملي للصهيونية: عبد الرحمن أبو عرفة.

الناشر: دار الجليل للنشر ـ عمان: [1406 هـ = 1986 م].

على رابط /

http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1586&select_page=1

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 08, 11:55 م]ـ

بارك الله فيكم يا شيخ أبو زارع ..

تتمة لكلامك؛ آية أخرى لها نفس المعنى الذي أسلفت وهي قوله تعالى: " وإن تعودوا نعد "

ويقال كذلك أن طائفة يهودية تقطن أمريكا تفهم المسألة جيدا من القرآن الكريم وغيره، وتحرم على نفسها القدوم إلى أرص فلسطين خوفا من الوعيد

فسبحان مجري السحاب، يؤمنون بالكتاب، ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم ولكن سبقت كلمة العذاب

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 01 - 09, 03:04 ص]ـ

لمناسبته في هذه الظروف التي نمر بها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير