طيء: هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلاً. فقال له الشيخ: أقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء طاهر والكلأ غامر، فأقام معه طيء بإبله وولده بالجبلين. وسألتِ العجوز طيئا ممن هو، فقال طيء:
إنّا من القوم اليمانيا ... إن كنتِ عن ذلك تسألينا< O:P>
وقد ضربنا في البلاد حينا ... ثمت أقبلنا مهاجرينا< O:P>
اذ سامنا الضيم بنوا أبينا ... وقد وقعنا اليوم فيما شينا< O:P>
ريفا وماءا واسعا معينا< O:P>
فلم يلبث الشيخ والعجوز إلاّ قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطيء وولده. ويقال أن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصحاري والعجوز إمرأته.< O:P>
وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب: < O:P>
،، لما خرجت طيء من اليمن ونزلوا الجبلين أجأ وسلمى، لم يكن بهما احد وإذا التمر قد غطي كرانيف النخل، فزعموا أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان وكان في التمر خنافس فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس، فجعل بعضهم يقول: ويلكم الميت اطيب من الحي.< O:P>
وقال ابو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الندى قال: بينما طيء ذات يوم حالس مع ولده في الجبلين إذا أقبل رجل من بقايا جديس، ممتد القامه عاري الجبلّة، كاد يسد الافق طولا ويفرعهم باعا، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي،وكان فد نجا من حسان تبع اليمامة والحق بالجبلين، فقال لطيء: من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي؟ اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت، فقال طيء: البلاد بلادنا وملكنا وفي ايدينا وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء. فقال الأسود: أضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد، فقال طيء لـ جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو بن حمير وبها يعرفون وهم جديلة طي، وكان طيء لها مؤثرا، فقال لجندب: قاتل عن مكرمتك، فقالت أمه: والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل، فقال طيء: ويحك إنما خصصته بذلك. فأبت، فقال طيء لعمرو بن الغوث بن طيء: فعليك يا عمرو الرجل فقاتله فقال عمرو: لا أفعل، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيء بعد طيء:< O:P>
ياطيء أخبرني، ولست بكاذب ... وأخوك صادقك الذي لا يكذب< O:P>
أمن القضية أن، إذا أستغنيتم ... وأمنتم، فأنا البعيد الأجنب< O:P>
وإذا الشدائد بالشدائد مرة ... أشجتكم، فأنا الحبيب الأقرب< O:P>
عجبا لتلك قضيتي، وإقامتي ... فيكم على تلك القضية أعجب< O:P>
ألكم معا طيب البلاد ورعيها ... ولي الثماد ورعيهن المجدب< O:P>
وإن تكن كريهة أدعى لها ... وإذا الثماد ورعيهن المجدب< O:P>
هذا لعمركم الصغار بعينه ... لا أم لي، إن كان ذلك أفعل< O:P>
فقال طيء:< O:P>
يابني إنها أكرم دار في العرب. فقال عمرو: لن افعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب. فقال طيء: لك شرطك. فأقبل الاسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد. فقال: ياعمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك. فقال عمرو، الصراع احب لي فاكسر قوسك لأكسرها ايضا ونصطرع. وكانت لعمرو بن الغوث بن طيء قوس موصلة بزرافين إذا شاء شدها وإذا شاء خلعها، فأهوى بها عمرو، فأنفتحت عن الزرافين واعترض الاسود بقوسه ونشابه فكسرها، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه: يا أسود أستعن بقوسك فالرمي أحب إلي. فقال الأسود خدعتني. فقال عمرو: الحرب خدعة، فصارت مثلا، فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطيء، فنزلهما بنو الغوث، ونزلت جديلة السهل منها لذلك.< O:P>
رؤيه مغايره لتسميه جبلي اجا وسلمي:< O:P>
" ذكر العلماء بأخبار العرب "< O:P>
¥