تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"فانتقلت إلى مضيف شيخ البلد واستمررت على إلقاء الدروس وأضفت إليها درسا بعد العصر في المسجد الأعظم، واعتذرت إلى الشيخ يوسف عن قبول ما عرضه علي من صلاة الجمعة إماما وقلت له: إنني لا أحب الدعاء للملك فؤاد في كل خطبة ولا أريد أن أكون سببا في شر يصيبك فحسبي أن ألقي الدروس، فقال رحمه الله: أيهما صواب، الدعاء للملك في كل خطبة جمعة أم تركه على ما جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت له: أنا أرى تركه هو الصواب فقال: (إيه ده يا خوي) نحن نعبد الله أو نعبد فؤاد؟ إذا رأيت الملك فؤادا أمامك في الصف الأول فلا تبال به أنا المسؤول وصل كما أمرك الله واخطب كما أمرك الله

وقال رحمه الله عند تكلمه على دعوته في العراق

"ذهب أعداؤنا إلى القصر الملكي وبلغوا خبرا كاذبا على سبيل الوشاية، قالوا: إن الهلالي منذ زمان عين إماما وخطيبا في جامع الدهان بدون إرادة ملكية وطرد الإمام الشرعي وأعانه على ذلك صاحب المسجد، وهو يبث المذهب الوهابي ولا يدعو للملك في خطبة الجمعة لأنه عدو للبيت الهاشمي؛ فجاءني أحد إخواننا وأخبرني بذلك فقلت له: إن الله الذي خيبهم في الأولى سيخيبهم في الثانية، فبعث الوصي من حضر صلاة الجمعة فوجد الخبر غير صحيح وخاب سعيهم، وكنت دائما أختم الخطبة الثانية بالألفاظ التالية على عادة المقتصدين غير المتزلفين من الخطباء في بغداد

فأقول: اللهم وفق وسدد ملك العراق فيصل الثاني وولي عهده عبد الإله وسائر ملوك المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فإن قلت: هذه بدعة كنت ترتكبها مع زعمك أنك تحارب البدع أقول: إنني اجتهدت فرأيت أنني لو لم أفعل ذلك لم أستطع أن أكون إماما في صلاة الجمعة ولا مدرسا وواعظا في ذلك المسجد، وأن ما يحصل من الخير بنشر التوحيد واتباع السنة يربو على تلك البدعة أضعافا مضاعفة، على أن الدعاء لشخص معين في خطبة الجمعة لا بأس به ولكن المداومة عليه فيها ما فيها."

وقال رحمه الله في موضع آخر

"وكان خطباء الجمعة في ذلك الزمان أصنافا منهم من يمدح حكومة عبد الكريم قاسم في خطبه ويطريها غاية الإطراء كما كانوا يفعلون مع الحكومة الملكية ومنهم من يقتصد في ذلك ومنهم من يقتصر على الدعاء لها، وأنا لم أكن أذكرها أصلا لا بخير ولا بشر".

وقال رحمه الله أثناء تحدثه عن زيارته لأفغانستان تحت عنوان لماذا لم أحرص على زيارة الملك

" أحرص عليها لأن القوم اعتادوا أن لا يجيئهم أحد من العرب إلا طامعا في رفدهم فتوكلت على الله، وقلت في نفسي: لأقيمن لهم البرهان على أن العرب ليسوا كلهم مستجدين "

فكل هذه النقول تفند افتراءات الكتاني.لقد كان رحمه الله لايأخذ أجرة على الدروس التي يلقيها

مع أن ذلك لاشيء فيه.قال رحمه الله مخاطبا المسئول عن مسجد الدهان الحاج محسوب لما عرض عليه الراتب

"في الجمعة الثانية التي صليتها إماما وخطيبا في جامع الدهان دعاني الحاج عبد الحميد الدهان إلى الطعام بعد صلاة الجمعة، وقال لي: أنا مسرور جدا بما وقع من الإقبال على الصلاة في مسجدي بسبب خطبتك ونريد أن نتفق الآن على الراتب، فقلت له: إن أردت أن يطرد نجاح المسجد فلا تفكر في الراتب فأنا لا آخذ أجرا على الصلاة أبدا فألح، فثبت على الامتناع عن قبول أي شيء فقال: نجعله هدية فقلت:) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ([آل عمران: 5].فبعث إلي بعد ذلك جماعة يشفعون عندي في قبول الراتب فرفضت ولم آخذ شيئا طول تلك المدة إلا أنني اقترضت منه دنانير مرتين فرددتها له."

وقال رحمه الله بعد أن ذكر أن الحكومة الأفغانية أرسلت اليه مبلغا كبيرا من المال فقال:

"فكتبت على تلك الصحيفة بالإنكليزية إني أشكر جلالة الملك ومعالي رئيس الوزراء، ومعالي وزير الخارجية، وأعتذر عن قبول هذه الهدية لأني كما أخبرت معالي الوزير في البرقية قبل دخول أفغانستان وأخبرته مرارا مشافهة أن غرضي من زيارة أفغانستان زيارة العلماء والاطلاع على أحوال المسلمين ولا حاجة لي بذلك المال، فقرأه إلهي بخش وقال: الحمد لله هذا الذي كتبت كنت أتوقعه وأخبرت الوزير به وكنت خائفا أن أكون مخطئا فإني قلت له: غالب ظني أن محمذا تقي الدين الهلالي لا يقبل هذه الدراهم وقد صدق ظني."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير