تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الاستفسار عن وجه المخاصمة. فإن هذا كان خصما من وجوه متعددة معروفة عند جميع المسلمين.

[شهادة القضاة بعقيدة الشيخ]

ثم قلت: أما ما كان بخطي: فأنا مقيم عليه، وأما المحاضر: فالشهود فيها: فيهم من الأمور القادحة في شهادتهم وجوه متعددة، تمنع قبول شهادتهم بإجماع المسلمين، و الذي شهدوا به: فقد علم المسلمون - خاصتهم و عامتهم بالشام وغيره - ضد ما شهدوا به وهذا القاضي شرف الدين بن المقدسي قد سمع منه الناس العدول: أنه كان يقول: أنا على عقدة فلان، حتى قبل موته بثلاث، دخلت عليه عائداً مع طائفة فقال قدامهم: أنا أموت على عقيدتك يا فلان، لست على عقيدة هؤلاء - يعنى الخصوم.

وكذلك القاضي شهاب الدين الخولي، غير مرة يقول في قفاي أنا على عقيدته () و القاضي إمام الدين قد شهد على العدول أنه قال ما ظهر في كلامه شيء؟ ومن تكلم فيه عزرته، وقال لي في أثناء كلامه: فقد قال بعض القضاة: إنهم أنزلوك عن الكرسي. فقلت: هذا من أظهر الكذب الذي يعلمه جميع الناس ما أنزلت من الكرسي قط، ولا استتابني أحد قط عن شيء ولا استرجعني.

وقلت: قار وصل إليكم المحضر الذي فيه خطوط مشايخ الشام، و سادات الإسلام، و الكتاب الذي فيه كلام الحكام - الذين هم خصومي - كمال الدين المالكي، وجلال الدين الحنفي، وما ذكروا فيه مما يناقص هذا المحاضر، و قول المالكي: ما بلغني قط أنه استتيب، ولا منع من فتيا، ولا أنزل، ولا كذا ولا كذا، ولا ثبت عليه عندي قط شيء يقدح في دينه، وكذلك قول سائر العلماء و الحكام في غيبتي. وأما الشهادات: ففيها أمور عظيمة. فتدبرها، فكيف شهود المحضر فيهم من موانع الشهادة أمور تقال عند الحاجة؟

فصل معترض

[اعتماد السلطان على جهلة المتعالمين]

ذكرت في وقتك أنك قلت للشيخ: في نفسي أن تطلب لي المحاضر، حتى ينظر هو فيها، فإن كان له دافع، و إلا فالجماعة كلهم معذورون، وهذا مما لا حاجة لي إليه أصلا؛ وهذه المحاضر أقل وأحقر من أن يحتاج الرد عليها إلى حضورها فإني قد بينت ببضع وعشرين وجهاً أن هذا الحكم خارج عن شريعة الإسلام بإجماع المسلمين، و المذاهب الأربعة و سائر أئمة الدين.

وقلت للرسول: ما لابن مخلوف ونحوه في أن يتعرض إلى علم الدين الذي غيره أعلم به منه؟ مثل تفسير القرآن، وأحاديث النبي ?، ومقالات السلف، وأصول الدين التي لا يعرفها، وهذه الأمور إنما يرجع فيها إلى من يعرفها، فإن كان السلطان أو نائبة الحاكم يعرفها كان في ذلك كسائر العارفين بها، و إلا فلا أمر لهم فيها، كما لا يرجع في الاستفتاء إلا إلى من يحسن الفتيا.

[سبب فتاوى الإمام في العقيدة و سبب النقمة عليه]

وقلت له: أنا لم يصدر مني قط إلا جواب مسائل، و إفتاء مستفت، ما كاتبت أحداً، ولا خاطبته في شيء من هذا، بل يجئني الرجل المسترشد المستفتي عما أنزل الله على رسوله، فيسألني مرة بعد مرة، وهو متحرق على طلب الهدى، أفيسعني في ديني أن أكتمه العلم؟ و قد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " ()

و قد قال الله تعالى:

? إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيانات و الهدى من بينه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله، و يلعنهم اللاعنون ? ()

أفعلى أمرك أمتنع من جواب المسترشد لأكون كذلك؟ و هل يأمرني بهذا السلطان، أو غيره من المسلمين؟ و لكن أنتم ما كان مقصودكم إلا دفع أمر الملك لما بلغتكم من الأكاذيب فقال: يا مولانا دع أمر الملك؛ أحد ما يتكلم في الملك؟ فقلت: إيه، الساعة ما بقي أحد يتكلم في الملك، و هل قامت هذه الفتنة إلا لأجل ذلك؟ ونحن سمعنا. بهذا و نحن بالشام: أن المنبر لا يهمه () الملك، لكن ما اعتقدنا أن أحداً يصدق هذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير