تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولن ينقطع الدور وتزول الحيرة إلا بالإنابة إلى الله، والاستغفار و التوبة، وصدق الالتجاء، فإنه سبحانه لا ملجأ منه إلا إليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما ما ذكرت عن الشيخ نصر: أنه قال " كنت أوثر أن لا يحسوا به إلا وقد خرج خشية أن يعلم فلان وفلان، فيطلعوا و يتكلموا فتكثر الغوغاء و الكلام " فعرفه أن كل من قال حقاً، فأنا أحق من سمع الحق و التزمه و قبله، سواء كان حلواً أو مراً، وأنا أحق أن يتوب من ذنبه التي صدرت منه، بل وأحق بالعقوبة - إذا كنت أضل المسلمين عن دينهم - و قد قلت فيما مضى: ما ينبغي لأحد أن تحمله محبته لشخص وموالاته له على أن يتعصب معه بالباطل أو يعطل لأجله حدود الله تعالى، بل قد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

" من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضاد الله في أمره "

[مسألة الاستغاثة]

وهذا الذي يخافه من قيام العدو و نحوه في المحضر الذي قام به من الشام إلى ابن مخلوف فيما يتعلق بالاستغاثة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إن أظهروه: كان و باله عليهم، ودل على أنهم متشككون لا يفرقون بين دين المسلمين ودين النصارى، فإن المسلمين متفوقون على ما علموه بالاضطرار من دين الإسلام أن العبد لا يجوز له أن يعبد، و لا يدعو، ولا يستغيث، ولا يتوكل إلا على الله، و أن من عبد ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو دعاه، أو استغاث به: فهو مشرك فلا يجوز عن أحد من المسلمين أن يقول للقائل: يا جبرائيل، أو يا ميكائيل، أو يا إبراهيم، أو يا موسى، أو يا رسول الله: اغفر لي، أو ارحمني، أو ارزقني، أو انصرني، أو أغنني، أو أجرني من عدوي، أو نحو ذلك، بل هذا كله من خصائص الإلهية، وهذه مسائل شريفة معروفة قد بينها العلماء، وذكروا الفرق بين حدود الله - التي يختص بها الرسل، و الحقوق التي له ولرسله، كما يميز سبحانه بين ذلك في مثل قوله

. وتعزروه و توقروه و تسبحوه بكرة و أصيلا.قال عزيز و التوقير للرسول، والتسبيح بكرة و أصيلا: لله، وكما قال تعالى

. ومن يطع الله ورسوله و يخشى الله و يتقه فأولئك هم الفائزون.فالطاعة لله و لرسوله، و الخشية و التقوى لله وحده، وكما يقول المرسلون

.أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون.

فيجعلون العبادة و التقوى لله وحده و يجعلون لهم الطاعة، قال تعالى:

. وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا، و أنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً، قل إنما أدعو ربي و لا أشرك به أحداً، قل إني لا أملك لكم ضراً و لا رشداً، قل إني لن يجيرني من الله أحد، ولن أجد من دونه ملتحداً.

وقال تعالى:

.فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين.

وقال تعالى:

. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، و مالهم فيهما من شرك، وماله فهم من ظهير، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له.

.وقال تعالى:

. من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه.

وقال تعالى:

.قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا، أولئك الذين يدعون يتبعون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب و يرجون رحمة و يخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورا.

وقال تعالى:

.اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله و المسيح ابن مريم، و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً، لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون.

وقال تعالى:

. ما كان لبشر أن يوتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة، ثم يقول للناس: كونوا عباداً لي من دون الله، و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون، و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أرباباً، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون؟.فمن اتخذ الملائكة و النبيين أرباباً، فقد كفر بعد إسلامه بإتقان المسلمين، ولأجل هذا نهى النبي. عن اتخاذ المساجد على القبور، وعن أن يجعل لله نداً في خصائص الربوبيه، ففي الصحيحين عنه أنه قال

" عن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما فعلوا ". وفي الصحيح عنه أنه قال " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك " و في السنن عنه أنه قال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير