ما يشاء وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا وكل ما في القرآن وهو على كل شيء قدير وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلا لأن القدرة شاملة كاملة وهي والعلم صفتان شاملتان تتعلقان بالموجودات والمعدومات وإنما قصد أهل البدع بقولهم وهو القادر على ما يشاء أن القدرة لا تتعلق إلا بما تتعلق به المشيئة1. انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الدرر السنية الجزء الثاني ص63.
ص -63 - وكتب إليه المذكور مرة أخرى يهنئه بقدوم ابنه عبد اللطيف من مصر ستة 1264ه وتوسل إلى الله في دعائه بصفاته الكاملة التي لا يعلمها إلا هو فكتب إليه وقال: "وقد ذكرت وفقك الله في وسيلة دعوتك جزاك الله عني أحسن الجزاء عن تلك الدعوات قلت وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت فاعلم أيها الأريب الأديب أن التي لا يعلمها إلا هو كيفية الصفة وأما الصفة فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول ففرق هذا الإمام بين ما يعلم من معنى الصفة على ما يليق بالله فيقال استواء لا يشبه استواء المخلوق ومعناه ثابت لله كما وصف به نفسه. وأما الكيف فلا يعلمه إلا الله، ولم يزل -رحمه الله- يفتي ويدرس ويكاتب أهل بلدان نجد بالمراسلات والنصائح يحثهم على لزوم جماعة المسلمين ويذكرهم نعمة الإسلام والدين زمن الإمام تركي بن عبد الله ثم زمن ابنه الإمام فيصل حتى توفاه الله عشية يوم السبت حادي عشر ذي القعدة سنة خمس1 وثمانين ومائتين وألف في بلده الرياض فصلي عليه بجامع الرياض ودفن في مقبرة العود وذلك في ولاية الإمام عبد الله بن فيصل وكان –رحمه الله تعالى- سخيا جوادا يتفقد طلاب العلم ويواسيهم ويعطف على الفقراء والمعوزين.
ترجم له عثمان بن بشر في تاريخه عنوان المجد ترجمة طويلة لأثنى عليه فيها بما هو أهله من الفضل والعلم وكذلك ترجم له المؤرخ الشهير إبراهيم بن صالح بن عيسى ترجمة طويلة في تاريخه عقد الدرر، وقد أنجب -رحمه الله تعالى- أولاداً خمسة هم: محمد2 والشيخ العلامة الشهير عبد اللطيف وإسحاق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وضعنا بعد هذه الترجمة ملحقاً يتضمن رواية الشيخ عن مشائخه.
2 قتل محمد بن المترجم له الشيخ عبد الرحمن في حرب الدرعية سنة 1233ه وهو بكر أبيه وأكبر أبنائه.
ص -64 - وعبد الله وإسماعيل وكل من هؤلاء الأولاد المذكورين خلف ذرية كثيرة إلا محمداً وإسماعيل، فليس لهما عقب ولا ذرية رحم الله الشيخ عبد الرحمن"1 بن حسن وبارك في أحفاده وعقبه ورحم الله شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ورضي عنه وأرضاه وجعل جنة الخلد نزله ومأواه وصلى الله على محمد وآله وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 عاصر الشيخ عبد الرحمن بن حسن المترجم له ستة من ملوك آل سعود الذين تعاقبوا على الحكم وهم الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وابنه الإمام سعود بن عبد العزيز وابنه عبد الله بن سعود ثم الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود وابنه الإمام فيصل بن تركي وابنه عبد الله بن فيصل بن تركي ومات الشيخ في أول حكمه سنة 1285ه وقد أورد ذكر الشيخ عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب صاحب: تاريخ آل سعود فقال في ص 200 س 15 وفي سنة 1255ه "1839م" كان قاضياً ببلدة الدلم بالخرج وكانت الخرج تحت حكم خورشيد باشا ومع ذلك لم يمسه أحد بسوء" وهذا وهم من مؤلف تاريخ آل سعود، والصحيح ان الذي كان قاضياً ببلدة الدلم بالخرج سنة 1255 عبد الرحمن ابن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وليس الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: وإليك نص ما ذكره الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وخورشيد باشا إذ ذاك في الخرج ولما تولاها هرب منها أناس كثير إلى الحوطة والحريق لأنهم أهل منعة ولا يعطون الدنية للترك فسكن عندهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن والشيخ علي بن حسين وأخوه عبد الملك: وبقي الشيخ عبد الرحمن بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضياً في الدلم ولا رأى مكروهاً" فاشتبه على صاحب تاريخ آل سعود وظن أنه الشيخ عبد الرحمن بن حسن وللتنبيه والتأريخ حرر.
ص -65 - رواية العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن
ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن مشائخه
¥