تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:26 ص]ـ

اقتراح عثماني على السعديين:

بدأت القوات الاسبانية في اكتساح الأراضي البرتغالية، ولم يستطع الأمير البرتغالي دون أنطونيو مقاومة تلك القوات الاسبانية، التي ضمت أراضيه لسنة 988هـ/1580م عند ذلك اقترح السلطان العثماني مراد الثالث عقد تحالف عسكري ضد الاسبان على أساس امداده بأسطول حربي وقوات عسكرية فبعث برسالتين في رجب 988هـ/ سبتمبر 1580م، قال فيها " .. فلما وصل بمسامعنا الشريفة ومشاعرنا الحقانية المنيفة خبر طاغية قشتالة وأنه احتوى على سلطنة برتغالي، أو كاد وأنه جعل أهلها في الأغلال والأصفاد، وأنه لكم جار وعدو مضرار حركتنا الحمية الإسلامية .. لإظهار الألفة الأزلية أن تتخذ عهداً وتؤكد أن المملكتين محروستا الجوانب ونعلق العهد بالكعبة ... فإذا تم هذا الشأن .. نوجه لكم ثلاثمائة غرابا سلطانية وجيش عز ونصر وكماه عثمانية تستفتح بها إنشاء الله بلاد الأندلس .. ".

كان قلج علي بعد استقرار الدولة العثمانية في تونس بدأت أنظاره تتطلع إلى المغرب، وأخذ يعمل في توحيد الوجهة السياسية لبلاد المغرب الإسلامي، لضمه إلى الدولة العثمانية، خاصة بعد تذبذب موقف المولى أحمد المنصور الأخير من الدولة صدرت الأوامر إلى قلج علي قائد الأسطول العثماني بالتوجه إلى المغرب لضمه للدولة العثمانية، فوصل قلج علي إلى الجزائر في جمادي الثانية 989هـ/ يونيو 1581م، بينما كان المنصور يرابط بقواته عند نهر تانسيفت، وكانت القوات المغربية قد استعدت لمواجهة التدخل العثماني، إذ جهز المنصور جنوده وتقدم بها حتى حدود بلاده، كما سد مدخل مملكته، وحصن الثغور، وإلى جانب تلك الاستعدادات وجه المنصور سفارة خاصة لأسطنبول وذلك بعد أن توصل إلى شبه اتفاق عسكري مع الملك الاسباني الذي انتهى من مشاكله بدخوله للعاصمة البرتغالية لشبونة في 27 جمادي الثانية 989هـ/ 31 يوليو 1581م، على أساس تقديم المساعدة العسكرية للمغرب، لمواجهة التدخل العثماني، مقابل التنازل عن مدينة العرائش وامتيازات أخرى وأمام تطور الأحداث لم يجد السلطان العثماني بداً من قبول الأمر الواقع والتراجع عن غزو المغرب بأن أمر قلج علي، وجعفر باشا نائب قلج علي في الجزائر، بالتخلي عن العمل بالمغرب والانتقال إلى الشرق، حيث اضطربت الأمور بالحجاز فتخلى قلج علي عن هدفه الطموح في استرداد الأندلس، بعد توحيد الجبهة لبلاد المغرب الإسلامي.

تردد السفراء بين الاستانة وفاس فتوجهت سفارات أحمد بن ودة والشاظمي وابي الحسن علي بن محمد التمكروتي بين عامي 979هـ/ 1588م، 999هـ/1590م، واستقبل أحمد المنصور سفيراً عثمانية في 998هـ/ 1589م () لم تتحقق رغبة السلطان العثماني في التحالف مع السعديين لاسترداد الأندلس وذلك بسبب انشغال الدولة بحروبها المضنية ضد الشيعة الصفوية في إيران، والهابسبرج في وسط أوروبا، بالإضافة إلى واجبها نحو حماية مقدسات الأمة الإسلامية في الحجاز، وتدعيم حزامه الأمني.

جهاد الوالي الجزائري وتغير الأوضاع:

جهز الوالي العثماني في الجزائر أسطوله في سنة 990هـ/1582م لمحاربة اسبانيا فوق أرضها، فنزل المجاهدون المسلمون في برشلونة فأعملوا فيها تدميراً ثم عبروا مضيق جبل طارق وهاجموا جزر الكناري التي تحتلها اسبانيا فدمروا المراكز العسكرية وغنموا مافيها ولم يكن الأسطول العثماني يذهب للأندلس لمجرد التنكيل بالاسبانيين ولتدمير منشآتهم بل كان بالدرجة الأولى لانقاذ المسلمين من نكبتهم وتعرض المجاهدون أثناء ذلك لمعارك قاسية وهزائم أحياناً.

ازداد تطاول الانكشارية في الجزائر على الأهالي في الوقت الذي انصرف رجال البحر ليمارسوا الجهاد البحري على نطاق واسع، لذلك حضر حسن فنزيانو من نشاطه البحري، الذي بادر إلى عودته إلى الجزائر حينما بلغه انتشار الفوضى بين الجنود، فانتصب على الجزائر للمرة الثانية، وفرض طاعته على الرعية وذلك في ربيع الثاني سنة 991هـ/ ابريل 1583م، ولم يعارض الباب العالي في توليه، لما كان له من العقل في حسم الخلاف وإطفاء نار الفتن واستتباب الأمن بالجزائر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير